-الجزية فى نصوص العهد القديم و نظرة على ردود النصارى
داود النبي عليه السلام في اعتقاد
النصارى قد أخذ الجزية وفرضها ففي سفر صموئيل الثاني 8 / 1-2 يقول :
(
وبعد ذلك تغلب داود على الفلسطيين وأذلهم، وأخذ السلطة من أيديهم , تغلب على الموآبيين ومدد أسراهم على الأرض وقاسهم بالحبل. فقتل منهم ثلثين وأبقى على الثلث، وصار الموآبيون عبيدا له يؤدون الجزية.
) الترجمة العربية المشتركة.
وهذا الذي يمدحه الرب فيقول :
(
لأن داود عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولم يحد عن شيء مما أوصاه به كل أيام حياته إلا في قضية اوريا الحثّي ..
) سفر الملوك الأول 15/ 5
و إذا قلنا هذا الكلام للزملاء
النصارى سمعنا منهم العجب
فتارة يقولون أن النبي يشوع حين أخذ الجزية كان بهذا مخالفا لوصايا الرب لأن الله أوصى بنى إسرائيل بقتل الشعوب و طردهم و عدم مخالطتهم و ليس أخذ الجزية منهم !!!!!
و تارة يقولون أن الجزية حينما أخذها أنبياء العهد القديم أخذوها طبقا للعرف السائد كما تفعل الأمم التغلبة مع الأمم المهزومة و لكن ليس هناك تشريع إلهى بهذا ...
و للرد عليهم نقول لو كانت الجزية عيبا أو حراما لنهاهم الله عنها و لكن الله لم ينههم مما يدل على أن أخذها ليس عيبا و لا باطلا ...
بل العهد القديم صريح فى أن داود عليه السلام لم يخالف وصايا الرب إلا فى قضية أوريا الحثى التى زعمتم فيها - هداكم الله - أن داود عليه السلام زنى و قتل
و بالتالى فالجزية ليست مخالفة لوصايا الرب ....
و تارة يقولون أن أنبياء العهد القديم أخذوها من الوثنيين أما المسلمون فيأخذونها من اليهود و
النصارى المؤمنين بالله ...
و للرد نقول أنتم عندنا فى ديننا كفار فاليهود كفار لأنهم كفروا بالسيد المسيح و بالنبي محمد عليهما أفضل الصلاة و السلام و
النصارى فى ديننا كفار لأنهم يعبدون السيد المسيح عليه السلام مع الله ...
و تارة يقولون أن الجزية فى العهد القديم و هو قد نسخ و هم لا يطالبون الناس حاليا بدفع الجزية ... و للرد نقول فإن يسوع هو بالنسبة لكم إله العهد القديم و هو فى معتقدكم من لم ينه أنبيائه عن أخذ الجزية مما يعنى أنه أقرهم على هذا على الرغم من أنه فى معتقدكم إله المحبة
و تارة يقولون أن الجزية فى الكتاب المقدس أخذت من شعوب محددة فقط فى مواقف خاصة أما فى الإسلام فهى تشريع عام .... و للرد نقول و لو كانت قد أخذت مرة واحدة فقط فى العهد القديم فهذا يعنى أن إلهكم قد رضى بها و لو كانت جريمة شنيعة أو عنصرية كما تزعمون لمنعها
و فعلا لم أجد شئ يستحق النظر فيما يقوله
النصارى للدفاع عن عدم اعتراضهم على وجود الجزية فى كتبهم و اعتراضهم عليها فى الإسلام ...
-الجزية فى تفاسير النصارى للعهد القديم
نقرأ من سفر التثنية إصحاح 20 :
10 وَحِينَ تَتَقَدَّمُونَ لِمُحَارَبَةِ مَدِينَةٍ فَادْعُوهَا لِلصُّلْحِ أَوَّلاً.
11 فَإِنْ أَجَابَتْكُمْ إِلَى الصُّلْحِ وَاسْتَسْلَمَتْ لَكُمْ، فَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِيهَا يُصْبِحُ عَبِيداً لَكُمْ.
12 وَإِنْ أَبَتِ الصُّلْحَ وَحَارَبَتْكُمْ فَحَاصِرُوهَا
13 فَإِذَا أَسْقَطَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ، فَاقْتُلُوا جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ.
14 وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ.
15 هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِكُلِّ الْمُدُنِ النَّائِيَةِ عَنْكُمُ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ الأُمَمِ الْقَاطِنَةِ هُنَا.
16 أَمَّا مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً،
17 بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ،
18 لِكَيِ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ رَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي عِبَادَةِ آلِهَتِهِمْ، فَتَغْوُوا وَرَاءَهُمْ وَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ.
جاء فى تفسير القص تادرس يعقوب مالطى للتثنية 20 :
2. حصار المدن خارج كنعان:
بالنسبة للأمم البعيدة يرسل إليهم لإقامة عهود سلام، فإن قبلوا يقومون بخدمة الله وشعبه [10-15]. لا يجوز لهم أن ينزلوا في معركة مع الجيران ما لم يقدِّموا أولًا إعلانًا عامًا، فيه يطلبون الصلح.
"حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح.
فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.
وإن لم تسالمك بل عملت معك حربًا فحاصرها.
وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.
وأمَّا النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل غنيمة
أعدائك التي أعطاك الرب إلهك.
هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا" [10-15].
اختلف المفسِّرون في شرح هذه العبارة، فالبعض يرى أنَّها تنطبق على البلاد المجاورة لأرض الموعد، ولا تنطبق على الأمم السبع التي في كنعان. وعلَّة هذا أن بقاء أيَّة بقيَّة من الأمم السبع وسط الشعب يكون عثرة لهم، ويجذبونهم إلى عبادة الآلهة الوثنيَّة وممارسة الرجاسات. ويرى آخرون أنها تنطبق على هذه الأمم أيضًا حيث تكون شروط الصلح هي:
1. جحد العبادة الوثنيَّة والدخول إلى عبادة الله الحي.
2. الخضوع لليهود.
3. دفع جزية سنويَّة.
من لا يقبل هذه الشروط لا يبقون في مدينتهم كائنًا حيًا متى كانت من الأمم السبع، أمَّا إذا كانت من المدن المجاورة فيقتل الرجال ويستبقى النساء والأطفال مع الحيوانات وكل غنائمها. أمَّا سبب التمييز فهو ألا يترك أي أثر في وسط الشعب للعبادة الوثنيَّة.
الخضوع للعمل الشاق، تحقيق للعنة نوح لكنعان ابنه (تك 9: 25).
بالنسبة للبلاد البعيدة التي لا تتبع أرض الموعد فيمكن طلب الصلح معها وتسخير شعبها (20: 10-15). صورة رمزيَّة عن رغبة الإنسان الروحي الداخليَّة للسلام مع تحويل الطاقات من العمل لحساب الشر إلى طاقات خاضعة لحساب ملكوت الله فينا.
إذا فترك عبادة الأوثان و الخضوع لليهود (الصغار) و دفع الجزية هو شرط للصلح مع اليهود طبقا لفهم مفسرى النصارى و هم لا يرون فى هذا الكلام عدوانا و لا ظلما لأحد و لكن يرونه أمر الله ... أما فى الإسلام فطبقا للنصارى هذا ليس أمر الله و لكنه ظلم و عدوان و فرض للدين بالقوة
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم
و أيضا
ننقل من تفسير القس تادرس يعقوب للملوك الأول إصحاح 9 :
"وأرسل حيرام للملك مائة وعشرين وزنة ذهب" [14].
يبدو أن هذا المبلغ كان قرضًا استدانه سليمان الملك من حيرام لكي يتمِّم إنشاءاته الكثيرة بجوار بناء الهيكل. لقد ترك له والده الكثير لبناء الهيكل،
وجمع سليمان الكثير سنويًا كجزية من الأمم الخاضعة له، لكن إنشاءاته كانت كثيرة وباهظة التكلفة.
سبحان الله ! الهيكل الذى يفتخر به اليهود والذى بناه سليمان عليه السلام دخلت فى تكاليفه أموال الجزية التى كان النبي سليمان يجمعها من الأمم الخاضعة له
بل و كانت الأمم الخاضعة لسليمان عليه السلام تدفع له الجزية و هذا الخضوع هو الذل و الصغار
المفضلات