استعرضنا في المرة السابقة التعريف بالأقانيم الثلاثة التي زعم النصارى أنهم واحد استنادًا على نص التثليث ، ورغم أننا أثبتنا أن النص محرف بالزيادة على كتبهم وليس له وجود في الأصول المعتبرة لديهم .. إلا أننا أثبتنا بطريقتين في المرة السابقة أنهم ليسوا واحد وبقي أن نثبت بالأدلة النصية من "البايبل" - كتاب النصارى - أن الآب ليس هو الإبن وليس هو الروح القدس ( الثلاثة ليسوا بواحد ) !

أولًا : الروح القدس أعلى قدرًا من ابن الإنسان فلا يُغفر لمن تكلم بسوء على الروح القدس بخلاف من يتكلم عن ابن الإنسان ( والمقصود بابن الإنسان في النص هنا هو المسيح اقنوم "الإبن" ) :

10 وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ. إنجيل لوقا إصحاح 12

ثانيًا : لا يوجد أحد صالح غير الله - أقنوم الآب - بما فيهم المسيح والروح القدس طبعًا :

16 وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»17 فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُوني صَالِحًا؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. وَلكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». إنجيل متى إصحاح 19

ومن أولًا وثانيًا نستنتج أن الأقانيم الثلاثة غير متساوية وليسوا بواحد كما يزعم نص الثالوث المحرف .. أعلاها قدرًا هو الله - أقنوم الآب بحسب افتراءهم على الله الكذب - وما يليه هو الروح القدس وأخيرًا .. أقنوم الابن - المسيح بزعمهم !

وبالطبع هذا هو الهدم لأول ادعاء يدعيه النصارى بأنهم يعبدون إلهًا واحدًا وهذا كذب وافترء بل كما تبينا أنهم يعبدون ثلاثة آلهة يقينًا ، وهم دومًا يكذبون هذه الكذبة حتى يوهموا العوام بأصالة نص التثليث وعدم تحريفه كما أنه أحد أخبث أساليب التنصير استغلال جهل بعض المسلمين وإيهامهم أن النصارى يعبدون إلهًا واحدًا وأنهم لا يؤمنون بتعدد الآلهة - وهذا كذب كما أثبتنا وسنثبت إن شاء الله - وسنضع بعض الأدلة النصية أيضًا من الكتاب التي تثبت أن أقنوم الآب والإبن لا يمكن أن يكونا إلهًا واحدًا كما يزعمون بل هم إلهان إثنان "يقينًا" :

1 -

14
وَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ
، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 6


( طبعًا الله عز وجل لن يقيم نفسه وحاشاه وكما أشرنا في السابق هم يتستخدمون كلمة "الرب" كثيرًا حتى لا يكونوا مضطرين للتعريف باسم هذا الرب .. إذًا الإبن والآب ليسا إلهًا واحدًا ! )

2 - 1
إِعْلاَنُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَعْطَاهُ إِيَّاهُ اللهُ، لِيُرِيَ عَبِيدَهُ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَنْ قَرِيبٍ، وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا، سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1
( أعطاه الله إياه .. الإبن ليس هو الآب .. بل فاعل ومفعول به ! )


هذه أمثلة بسيطة من الكتاب وسنستعرض ما هو أقوى منها إن شاء الله لأن هذا سيجرنا لسؤال إجابته ستنسف معتقدهم نسفًا بمشيئة الله ..


من هو المسيح ؟


أحقًا هو ابن الله ؟ هل الكتاب يذكر أنه كان ابن الله الوحيد المميز عن البشر أم هناك أبناء أخر بحسب إفترائهم على الله الكذب ؟

هل معجزاته دليل على ألوهيته ؟


هل كان المسيح إلهًا حقًا .. أم كان نبيًا رسولًا ( كما هو عندنا بالإسلام تمامًا ) ؟


هذا ما سنعرفه إن شاء الله في المرات القادمة ( وبالأدلة النصية من كتابهم ) !


يتبع إن شاء الله ..