قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف، لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب؛ لأن الله يقول: {وإنه لكتاب عزيز}.
من لطائف سورة هود البلاغية أن الأوامر بأفعال الخير أفردت للنبي وإن كانت عامة في المعنى (فاستقم كما أمرت، وأقم الصلاة، واصبر)
1/1
قال الله تعالى في سورة الكهف : (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)
سبحان ما أعظمه وأعظم آياته حيث أن شبه البحر بمداد القلم ( أي : حبره ) لنفد البحرولم يقل لنفذ لأن النفاد هو الإنتهاء أما النفاذ فهو
الإختراق والدخول .
قبل أن تنفد كلمات ربي (أي :أن كلام الله لاينتهي ) ولو جئنا بمثله مداد ( أي :أي ولو جئنا بمثل هذا البحر زيادة ) . وقد قال الله تعالى مؤكدا على ذلك في سوة لقمان :
(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وفي هذه الآية جعل أشجار العالم هي الأقلام و المحيطات السبع هي المداد أو الحبر ثم قال ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم .
فسبحان ذي العزة والحكمة .
المفضلات