وقعت في الفاحشة فهل من توبة ؟؟؟

يقول الله تعالى : " قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "

ويقول تعالى : " إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما "

ويقول تعالى : "
إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا "

إذن كل ذنب غير الشرك بالله إن تاب الإنسان منه فهو مغفور بإذن الله

قال صلى الله عليه وسلم : " التائب من الذنب كمن لاذنب له "

ولايخفى علينا قصة من قتل مئة رجل ودخل الجنة برحمه الله بعد توبة صادقة خالصة الله ، والقتل من أعظم الجرائم وأكبر الكبائر
كما أنّ الزنا قد وردت به آية كريمة للتأكيد على أن الله يغفر للمذنب إن تاب ورجع إلى الله ...
قال تعالى في سورة الفرقان بعدما وصف عباد الله
: " والذين لايدعون مع الله إلها آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحافأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "

شروط التوبة ( منقول ) :
أولها: الندم: وهو الأسف على وقوع الفعل منه وكرهه بعدما فعله. وحقيقته أن المذنب يدرك أن ما فعله، أو فرط فيه مما لا يجوز له أن يقع منه، فيتحسر على ذلك ويندم أن كان فعل ذلك، ويتمنى أنه لو لم يفعل ذلك، أما إذا لم يندم فذلك دليل على رضاه به وإصراره عليه وهذا ذنب آخر عليه أن يتوب منه، فإن الندم شرط لصحة التوبة، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ) الندم توبة (.
ثانيها: الإقلاع عن الذنب التوقف عن إتيانه: وهو أظهر معاني التوبة، ولا تتضح ولا تصح إلا بالإقلاع عن الذنب، أما التوبة مع الإقامة على الذنب والاستمرار فيه فهي كما قال المنذري: هذه توبة الكذابين.
روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ) إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذاك الرين الذي ذكر الله عز وجل في القرآن كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ((سورة المطففين: الآية 14).
ثالثها: العزم على أن لا يعود: هذا من دلالة صحة التوبة وصدقها أن يعزم المذنب على ألا يعود في ذلك الذنب الذي أذنبه وتاب منه.
رابعها: أن يؤدي الحق إلى أصحابه: إذا كان الذنب فيه مظلمة لآدمي فإن توبته منه أن يؤدي ذلك الحق لصاحبه أو يتحلله منه، كما قال – صلى الله عليه وسلم -: ) من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه (.
خامسا: أن تكون قبل الموت: لقوله - سبحانه وتعالى -: وليْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ (سورة النساء: الآية 18).

أختم ب
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، ثنا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ ، ثنا خَلادُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، " فِي قِصَّةِ الْغَامِدِيَّةِ وَرَجْمِهَا وَسَبِّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِيَّاهَا ، قَالَ : فَسَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّهُ إِيَّاهَا ، فَقَالَ : مَهْلا يَا خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، لا تَسُبَّهَا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ، فَأَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ " . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ ، مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ .


تحياتي