الرد على سلسلة تدليس بعنوان أخطاء القرآن الأخلاقيةنشر أحد النصارى على موقع YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه أورد فيه الآيات الكريمة الآتية :
تدليس رقم 9 / 9 " الادعاء بتحليل الشهوات "
" لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ " البقرة 236 ........" فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " البقرة 230
" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا " النساء 3
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ .. وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ .... وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ .... وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ .... قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ...... وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " الأحزاب 50
" وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ .. وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ .. وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ " الواقعة 20 – 23
ثم علق النصراني على هذه الآيات الكريمة وسأل :
1. لماذا شرَع الله الطلاق في الإسلام ؟؟؟؟
2. هل يبيح دين من عند الله تعدد الزوجات بخلاف شريعة الله الذي في البدء خلق الإنسان ذكرا وأنثى وجعلهما جسدا واحدا ؟؟
3. كيف يبيح كتاب من عند الله .. لرسول من عند الله .. أن يتزوج بمن ملكت يمينه من الأسرى ؟
4. كيف يبيح كتاب من عند الله .. لرسول من عند الله .. أن يتزوج بأيه امرأة تهواه .. فتهبه نفسها .. إن وقع هو في هواها !!
5. و هل جنة الله مكانا للهو مع حور العين و قد ورد في إنجيل متى 22 – 30 " لأنهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء " ؟؟
الرد على التدليس
الرد على السؤال رقم .. 1 ... لماذا شرع الله الطلاق في الإسلام ؟؟؟؟
· إن الزواج في الإسلام هو ارتباط رجل بامرأة يرغب كل منهما بالارتباط بالآخر بنية الأبدية ..... و ذلك تحت مظلة شرعها وحددها الخالق عز وجل ... و ذلك حتى يسكن كل طرف للآخر في مناخ من المودة و الرحمة مما يحقق استمرارية البشـر قـال تعالى .. " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّـقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الروم 21
· ولكن ماذا لو فُقِدَت هذه المودة والرحمة .. بل وَحَلَّت مكانها الشحناء والبغضاء و ظهر ما ينفر في هذا الارتباط و اكتشف بعد العشرة و الاحتكاك ما يجعل استمرارية هذا الارتباط جحيما وحياة لا تطاق .. فماذا يكون الحل حينئذ ؟ هل يظل الاثنان مرتبطَان ببعضهما رغم أنفهما مدى الحياة ؟؟؟ و قد قيل .. " إن من أعظم البلايا مصاحبة من لا يوافقك و لا يفارقك " .
· إن الطلاق ليس بدعة اخترعها الإسلام .. فقد كان مشروعا من قبل ... ثم جاء الإسلام فوضع له أحكاما وشروطا قد تحول دونه في بعض الأحيان .. وهذا التشريع كان ملائما لحياة البشر ومصلحتهم .... مما جعل بعض الدول التي كانت تحرمه - خاصة المسيحية في الوقت الحاضر - تعترف به وتجعله قانونا ...
· إن الإسلام لم يفترض أن تسود المثالية بين الناس في جميع أوقاتهم وأحوالهم .... وأن لا يقع خطأ في السلوك والتقدير و يعلم أنه إنما يشرع لأناس يعيشون على الأرض .. لهم خصائصهم وطباعهم البشرية .. لذا شرع لهم كيفية الخلاص من هذا العقد .. إذا تعثر العيش وضاقت السبل ... وفشلت الوسائل للإصلاح .. وهو في هذا واقعي كل الواقعية .. ومنصف كل الإنصاف لكل من الرجل والمرأة ...
· فكثيرا ما يحدث ما يجعل الطلاق ضرورة لازمة .... فقد يتزوج الرجل المرأة ثم يتبين أن بينهما تباينا في الأخلاق وتنافرا في الطباع .. فيرى كل من الزوجين نفسه غريبا عن الآخر نافرا منه ... وقد يطلع أحدهما من صاحبه بعد الزواج على ما لا يحب ولا يرضى من سلوك شخصي ... أو عيب خفي إلى غير ذلك مما قد يكون ذلك سببا في انحراف كل منهما ومنفذا لكثير من الشرور والآثام ... لهذا شرِع الطلاق كوسيلة للقضاء على تلك المفاسد ، وللتخلص من تلك الشرور، وليستبدل كل منهما بزوجه زوجا آخر، قد يجد معه ما افتقد مع الأول .... وعلى هذا فالطلاق في الإسلام قد يكون أشبه بالبتر الذي يلجأ إليه الجراح مضطرا ومكرها .. للاحتفاظ بسلامة الجسم كله ...
· والإسلام عندما أباح الطلاق، لم يغفل عما يترتب على وقوعه من الأضرار التي تصيب الأسرة .... إلا أنه لاحظ أن هذا أقل خطراً إذا قورن بالضرر الأكبر الذي تصاب به الأسرة والمجتمع كله إذا أبقى على الزوجية المضطربة .. والعلائق الواهية التي تربط بين الزوجين على كره منهما .. فآثر أخف الضررين ..
· إن الإسلام لا يحث على الطلاق و الانفصال ولكنه يبيحه للـضرورة عندما تستحيل الحياة بين الزوجين .... و بعد أن تبذل كافة محاولات الـتوفيق بين الطرفين ....... حينئذ أباح الله إنهاء هذا الارتباط كجراحة لا مفر منها بعد ذهاب الود و جفاف الحنان و تولد مشاعر أخرى .. " وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا " النساء 130..
· هذا وقد وضع الإسلام للزواج ضوابط شرعية لو اتبعها المسلمون لكان الطلاق نادراً ... ومن هذه الضوابط أنـه حث على الارتباط بين الزوجين على أساس الدين .. قال رسول الله " تُنْكَحُ المرأة لأربع .. لمالها .. ولحسبها .. ولجمالها .. ولدينها .. فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك " متفق عليه ... وقال أيضاً " إذا أتاكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه .. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " صحيح الجامع : 270 ...
· و قد أمر الله الرجال بحسن المعاشرة فقال .. " وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " النساء 19 .. وأمر النساء أيضاً بحسن المعاشرة .. فقال .." فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ " النساء 34 ....... ورغَّب الرجال في عدم التسرع في الطلاق فقال " فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً " النساء 19 ..... هذا وقد توعَّد الله الرجال إذا تمادوا في إيذاء نسائهن بقوله ...." فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً " النساء 34 ...
· و قد أوصى الرسول الزوج بحسن معاملة زوجته وجعل ذلك ميزانا لخيرته بين المؤمنين ... " خيركم خيركم لأهله " أخرجه الترمذي ح 3895 , و ابن ماجة ح 1977 ... و أوصاه بالمحافظة على رباط الزوجية .... حتى و لو وجد في زوجته ما يكره ..... فليأنس فيها بصفات و طباع أخرى مما يحب – فقال " لا يفرك - أي لا يترك - مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر " أخرجه مسلم 1469 ... وقال أيضاً ..." حق المرأة على الزوج أن يُطعمها إذا طَعِم .. ويكسُوَها إذا اكتسى .. ولا يضرب الوجه .. ولا يُقَبِّح .. ولا يهجر إلا في البيت " صحيح الجامع : 3149 .... و قال رسول الله " فاتقوا الله في النساء .. فإنكم أخذتموهن بأمانة الله " صحيح مسلم .. هذا وقد صَحَّ عن رسول الله أنه لم يضرب امرأة قط .. ولا خادماً .. ولا شيئاً .. كما جاء ذلك في صحيح مسلم ........ ويروي عن الحسن بن علي أنه قال " لا تزوج ابنتك إلا لتقي .. فإن أحبها أكرمها .. وإن كرهها لم يظلمها "...
· وقد شرع الإسلام خطوات للإصلاح يتخذها الأزواج قبل أن يصل الأمر بهم إلى الطلاق .... ومن هذه الخطوات ما جاء في قوله تعالى .." وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ " النساء 34... و أيضا قوله تـعالى" وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلـْحًا وَالصُّـلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " النساء 128 .... أي أن الزوجة إذا خافت من زوجها إهمالاً لشئون الأسرة أو إعراضاً عنها وعدم إقبال عليها .... فلا إثم عليهما في أن يحاولا إصلاح ما بينهما بالصلح الجميل والتقريب ... والعاقل منهما يبدأ به .. والصلح خير دائماً لا شر فيه .. وإن الذي يمنع الصلح هو تَمَسُّك كل من الزوجين بحقوقه كــاملة إذ يسيطر الشح النفسي .. ولا سبيل لعودة المودة إلا التساهل من أحد الجانبين وهو المحسن المتقى .... ومن يعمل الـعمل الحسن ويتق الله ... فإن الله خبير بعمله ومجازيه عليه ... تفسير المنتخب
· وإذا فعل الزوج و الزوجة كل هذه الأشياء .. و تم العلاج بكل هذه الأدوية .. و مع ذلك لم تستقم الحياة الزوجية .... يأتي الحل قبل الأخير .. وهو الذي ورد في قوله جل وعلا " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً " النساء 35 ...
· فإن لم تفلح كل هذه الحلول .. لم يكن بُدّ من الطلاق .. فحينئذ ... " وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ " النساء 130 .. وهنا يعطى الإسلام للرجال فرصتين ليراجعوا زوجاتهم .. ولم يجعلها طلقة واحدة أو اثنتين و ينتهي الأمر .. بل خيّر الزوج بعد طلقتين بين المعروف و الإحسان " الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ " البقرة 229 ........ فإن طلق الزوج امرأته مرة ثالثة بعد التطليقتين السابقتين .. فلا تحل له حينئذ إلا بعد أن تتزوج زوجاً غيره ويدخل بها .... فإن طلقت بعد ذلك الزوجُ الثاني .. وصارت أهلاً لأن يعقد عليها عقداً جديداً ..... فلا إثم عليها ولا على زوجها الأول في أن يستأنفا حياة زوجية جديدة بعقد جديد ..... و هذا هو معنى الآية التي أوردها المدلس بعاليه ......" فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " البقرة 230
· و لكن انظر ما يماثل هذه الآية الكريمة في سفر التثنية 24 / 1 – 4 " إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا .. فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ .. وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ .. وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ .. فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ .. أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الَّذِي اتَّخَذَهَا لَهُ زَوْجَة .. لاَ يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الَّذِي طَلَّقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لَهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ !!! لأَنَّ ذلِكَ رِجْسٌ لَدَى الرَّبِّ ... " إن الإسلام لا يمنع من عودة الزوجة مرة أخرى لزوجها الأول بعد طلاقها .. أما في الكتاب المقدس فان هذه الزوجة إذا طلقت فإنها تتنجس !! و لو كان المدلس يعرف ذلك .. ما أثار هذا التدليس !!!
· لقد جعل الله الطلاق ثلاث مرات ....... وفى كُلّ من الطلقتين الأُولَيَيْن تمكث المرأة في بيت زوجها و تأكل و تشرب معه .. وتتزين له .. فإن جامعها .. فقد راجعها و التم الشمل .. و لذلك قال تعالى " لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرا " الطلاق 1
· لقد اشترط الإسلام لوقوع الطلاق أن يكون ذلك في طهر لم يجامع الزوج زوجته فيه ( و ليس في حال الحيض حيث تمنع المعاشرة الزوجية ) و هو شرط لا يتحقق في الحياة الزوجية إلا بوجود نفور شديد يمنع ديمومة الحياة الأسرية ...
· و حفظ الإسلام للمرأة حقوقها المالية حين الطلاق .. فلا يُجيز للزوج أن يأخذ شيئا مما أعطاها إياه و لو كان كثيرا " وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ..... وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " النساء 20 – 21 ....... و وضع القرآن للمطلقة حقا على زوجها و هو مقدار من المال يجبر فيه خاطرها ..." وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ " البقرة 241 ..
· و عند الطلاق .. شرع الإسلام للأم حضانة أولادها الصغار، ولقريباتها من بعدها ، حتى يكبروا .. وأوجب على الأب نفقة أولاده ، وأجور حضانتهم ورضاعتهم ، ولو كانت الأم هي التي تقوم بذلك ...
· هذا ولم يُعْطِ الإسلام الحق للرجل دون المرأة في الطلاق .. فليس لأحد أن يكره المرأة على البقاء في بيت مقتت صاحبه أو أحست بالضرر بجواره .. فلها الحق أن تنخلع من زوجها إن رغبت .. ولها أن تطلب من القاضي أن يطلقها إذا وقع عليها ضررا من زوجها .. و لها أيضا أن تشترط في عقد الزواج حقها في طلاق نفسها إن شاءت ....
· ولكن - رغم إباحة الطلاق والْخُلْع - فقد حَثَّ الإسلام كُلاً من الزوجين على الصبر واحتمال الأذى .... ورد السيئة بالحسنة ... لدرجة أنه أَحَلَّ الكذب بينهما في أمور العاطفة .. بما يطيب خاطر كل منهما حتى تدوم العِشرة و يستقيم حال الأسرة ..
· إن الطلاق شرعة موجودة عند كل الأمم بلا استثناء كحل لا مفر منه في إنهاء الخلافات المستعصية بين الأزواج .. و إلا فماذا يكون الحل حينئذ ... هل يكون بالسجن مدى الحياة مع التعذيب !!! لقد أباح العهد القديم الطلاق " فَقَالُوا :" مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَق ، فَتُطَلَّقُ " مرقص 10 – 4 كما أباح العهد الجديد أيضا الطلاق بعلة الزنا ..... و لكن حرمه فيما عدا ذلك .. " وَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي ، وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي " متى 19 -9
· هذا و قد ورد في إنجيل متى 5 / 18 ..... " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ - مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ " .. و في هذا تعهد واضح من السيد المسيح بأنه لن ينقض أو يلغى أي منهج أو شريعة سابقه أو أفعال للأنبياء من قبله .. و بالتالي فان الواجب أن يسرى بالطبع على أتباع العهد الجديد في موضوع الطلاق ما كان مفروضا في التوراة على أتباع العهد القديم و هو السماح بالطلاق .. و لكننا لا ندرى لماذا هذا النقض الذي حدث .. و مهما كان التبرير ... فان الذي حلل الطلاق في العهد القديم هو الله رب العالمين ( الذي هو المسيح باعتقاد النصارى ) ..... و إن الذي نقضه في العهد الجديد هو السيد المسيح أيضاً !!!!
· و لو كان التبرير هو ... " إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ .. أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ " متى 19 – 8- فهناك سؤالا يطرح نفسه .. و هل كل البشرية حاليا تحمل قلوب رحيمة .. الأمر الذي نرى معه السلام يعم الأرض !! و مــاذا لو تزوجت فتاة بريئة من رجل و اكتشفت لاحقا قساوة قلبه .. و هذا أمر يحيط بنا و نلمسه .. بل و نعيشه على ارض الواقع ؟؟؟؟
· و لو كان التبرير هو ... " مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ .. وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا .... إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ .. بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ " مرقص 10 / 7 - 8 ... فان هذا كلام طيب و لا بأس به و لكنه كلام معنوي وعاطفي .. لأنه إذا مات احد الجسدين فلا يستلزم الأمر موت الجسد الآخر بالطبع .. بل مسموح له بعد الترمل بالتزوج من جسد ثالث ليكونا جسداً واحداً أيضاً !!!!!
· و لو كان التبرير هو ... " فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ " مرقص 10 / 9 .. نقول و لكن تفرقه نزوة من رجل أو امرأة ...
· إن تحريم الطلاق أدى إلى مفسدة عظمى .... فكان سببا في انتشار الزنا و العلاقات المحرمة بدون زواج .... حيث يعيش الرجل مع المرأة في أوربا و أمريكا سنين طويلة قبل أن يتزوجا ..... ليختبر الأحبة حياتهم قبل الدخول في سجن لا مخرج منه .... و قد لا يتزوجان إلا بعد أن ينجبا عددا من الأبناء و يتأكدا من ديمومة زواجهما و استغنائهما عن الانفصال ..
· ولاستحالة تطبيق تعاليم الأناجيل التي تفرض على النصارى من العصمة والملائكية ما لم تفرضه على الأنبياء أنفسهم .... فقد تحايل رجال الفكر والقانون النصارى على هذه التعاليم فشرعوا رغم أنفهم الطلاق المدني .... أي الذي يتم بغير طريق الكنيسة .... وأسموه " التطليق " حتى لا يقال إنهم نسخوا وألغوا الطلاق فاستبدلوا لفظ الطلاق بالتطليق " إنسانية المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى " ، علاء أبو بكر، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، ط1، 2005م، ص362: 369 بتصرف
· و حيث تمسكت الكنيسة بعدم إباحة الطلاق إلا بسبب الزنا ..... مهما كانت معاناة الزوجة أو الزوج من استمرار الزواج .. لجأ النصارى إلى حيلا أخرى للحصول على الطلاق منها : تغيير المذهب أو الملة للحصول على الطلاق ......... أو قد يتفق الزوجان على إثبات الزنا .. أو القتل للتخلص من الزوج حتى يصبح القاتل أرملا فيجوز له الزواج مرة أخرى , أو الهجرة وترك البلد بما فيها ... أو الانفصال التام ولو بدون طلاق !!!!!!!!!!!
خلاصة الرد على تدليس ... لماذا شرع الله الطلاق في الإسلام
· يرتبط الرجل بالمرأة تحت مظلة الزواج حتى يسكن كل طرف للآخر في مناخ من المودة و الرحمة - و لكن ما هو الحل العملي إذا اكتشف
بعد العشرة ما يجعل هذا الارتباط جحيما وحياة لا تطاق .. حينئذ يؤخذ بأخف الضررين ( الطلاق ) و لكن بعد بذل كافة محاولات التوفيق .
· الطلاق ليس بدعة اخترعها الإسلام .. فقد كان مشروعا من قبل ... ثم جاء الإسلام فوضع له أحكاما وشروطا ..
· وضع الإسلام للزواج والطلاق عدة ضوابط و خطوات شرعية .. لو اتبعها المسلمون لكان الطلاق نادراً ..
· عاب المدلس على الإسلام أنه لا يمنع من عودة الزوجة مرة أخرى لزوجها الأول بعد طلاقها من زوج آخر.. أما في الكتاب المقدس فان
هذه الزوجة إذا تزوجت بعد طلاقها بزوج آخر.. ثم طلقت منه فإنها تتنجس !! و لو كان المدلس يعرف ذلك ما أثار هذا التدليس !!!
· حفظ الإسلام للمرأة حقوقها المالية حين الطلاق .. و حقها في حضانة أولادها الصغار ، حتى يكبروا .. وأوجب على الأب نفقة أولاده ...
· الرجل و المرأة طرفان متكافئان .. و لذلك أعطى الله لكل منهما الحق و الأسلوب المحدد للانفصال الشرعي عن الطرف الآخر ...
· الطلاق شرعة موجودة بالكتاب المقدس أيضاً كحل أخير لا مفر منه في إنهاء الخلافات المستعصية حتى لا يتحول الزواج إلى سجن مؤبد.
· تعهد السيد المسيح بأنه لن ينقض أو يلغى أي منهج أو شريعة سابقه أو أفعال للأنبياء من قبله .. و بالتالي فان الواجب أن يسرى على
أتباع العهد الجديد في موضوع الطلاق ( دون أي مبررات) ما كان مفروضا في التوراة على أتباع العهد القديم و هو السماح بالطلاق ..
· أدى تحريم الطلاق إلى مفسدة عظمى ... فكان سببا في انتشار الزنا و العلاقات المحرمة بدون زواج .. كما تحايل رجال الفكر و القانون
بغير طريق الكنيسة للتطليق .. و ظهرت بدع تغيير المذهب و الملة .. الاتفاق على إثبات الزنا .. الانفصال التام ولو بدون طلاق !!!!!!!
المفضلات