عزيزي السيف البتار،

شكراً لجوابك اللين والذي يختلف عن مشاركاتك السابقة. وأرجو أن يصبح ألين وألين حتى تعود إلى طبيعتك البشرية المحبة للخير وللآخرين. فإن ما رأيته على هذه الصفحات كان أرضاً بور مليئة بالأشواك والأعشاب الضارة والغير مفيدة - لا لك ولا لغيرك.

بطلبي لم ولن أطلب اللعنة لا لك ولا لغيرك. فهذا ليس من سماتنا - حاشا لي أن ألعن من خلقه الله على صورته ومثاله. ولكنه طلب افتقاد ورحمة من الرب الذي أهنته وتهينه عن دون معرفة: لقد دست قدس الله بأقدامك، بفمك نجّست هيكله.... وهو الرب الديان الذي سيأتي للدينونة - كما تقولون أنتم!.... كيف ستقف أمامه ساعتها؟ بأي وجه ستقابله بعد ما نشرت وتنشر عنه من أقذار وأقاويل نجاسة!.... لعمري لا يوجد إنسان يحب الله ويتفوّه كذلك - حتى على عدو!....

ماذا لو كان كل ما كُتب وقيل عنه صحيحاً!؟.... أين ستهرب من أمامه!؟....

أرجوك تروّ - فإني أخاف على أبديّتك، صدّقني!... هذه هي المحبة، أن تحب القريب محبتك لنفسك!... وقبل كل هذا محبة الله!.... والذي قلبه ممتلئ بالمحبة لا يشهّر ولا يقبّح ولا يدع لسانه ينفلت من عقاله!...

لي صديق حميم كان من الجماعات الاسلامية، ومحارباً ومقبّحاً بحق الرب يسوع - تماماً مثلك!... وأثناء قيامه بالعمرة، ظهر له الرب يسوع فوق الكعبة بالذات، واختطفه بالروح، وأراه خطأ الطريق الذي كان فيها!... بل قال له بالحرف: كيف تركتني أنا الإله الحق لتعبد ديانات أموات!.... ثم أراه الكعبة وأصنامها وكيف كان عبّاد الأصنام يطوفون حولها في الماضي الغابر، وأخذ الماضي يصبح حاضراً قليلاً قليلاً حتى وصل إلى ذلك اليوم، حيث الناس ما زالوا يطوفون حول نفس المكان ونفس الحجارة!....

بكى صديقي دموعاً غزيرة... ومن يومها حلق ذقنه وخلع الثوب الأبيض وعاد في أول طائرة إلى بلده... وتغيّرت حياته وأصبح يبشّر بالرب يسوع مخلّصاً... وكتب الكتب التي تناقض كتبه عندما كان شيخاً، وكلها تشهد للرب.... وها هو الآن يبشّر بأكثر حرارة، ويروي قصته للجميع دون استثناء.....

أراك أنت أيضاً من هذا النوع الغيور (عن جهل) تماماً مثل صديقي ومثل بولس الرسول الذي كان يضطهد الكنيسة في البداية، والذي ظهر له رب المجد وعرّفه الحقيقة، وأصبح بعد ذلك رسول الأمم.... أنت من هذا النوع الذي يحبه الرب يسوع، وستعرفه يوماً ما، وستبكي حرقة على ما تكتبه عليه، وسينقلب قلمك تسبيحاً لاسمه القدوس مشيداً برحمته عليك وشاهداً له...

ودمت لمن يحبك