قوله تعالى : {إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا...}{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا..} أقول : ألقي في الجب بسبب حب أبيه إليه!... ودخل في السجن بسبب حب امرأة العزيز إليه قال تعالى على لسان نسوة المدينة : {قد شغفها حبا..} ثم على لسانها : {ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}! والله الله على هذا القرآن; إن آية شغف الحب هذه قد ختمت ب {إنا لنراها في ضلال مبين} وكذا آية حب يعقوب ليوسف ختمت ب {ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين} فبسبب حبهما يوسف وصفا بالضلال المبين!!!... وقبل هذا إن نبأ فقد يعقوب ومحنته ابتدأت بقميصه : {وجاءوا على قميصه بدم كذب} وكذا ابتدأ الفرج وجلاء المحنة بقميصه الآخر فقال : {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا...} ثم {فلما أن جاءه البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا}... وقبل هذا كله وذاك لا ننسى ابتداء محنة يوسف هي الرؤيا حتى قال له أبوه : {يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا} وكانت نهاية محنته برؤيا الملك : {يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات...}! هذا وليعلم أن هناك من المقابلات والمناسبات الكثير في هذه السورة منها : أنه حذرهم من الذئب، فجاءوه بأن الذئب أكله!.. وكذا شعر بقرب لقاء يوسف فأمرهم بالتحسس فكان كما قال!... والله أعلم