ثانيا ، كيفيات النطق الصحيح لحروف كل مجموعة من المجموعات الستة ، وتنبيهات على أخطاء النطق الشائعة :

1 - الحروف الشديدة المجهورة : (أجد قطب)


أولا ، النطق الصحيح لحروف هذه المجموعة :

مخارج هذه الحروف الستة محكمة الغلق ، فبمجرد تصادم طرفي مخرجها ؛ تنغلق المسافة بينهما تماماً ، ويحتبس الصوت والنفس لإعاقتهما إعاقة تامّة ، وهذه هي صفة الشدة ، ومع انغلاق طرفي المخرج ، ينغلق الحبلان الصوتيان زمناً قصيراً جداً ؛ و سبب قصره قوة اعتماد القارئ على طرفي المخرج ، مما يؤدي لقوة فى التباعد بينهما وكذلك بين الحبلين الصوتيين المنغلقين ، ليندفع الهواء والصوت المحتبسان خلفهما بقوة تجعلهما يهتزان اهتزازاً قوياً مع انفكاك طرفي المخرج واضطرابهما ، مما يجعل الهواء المار من بين الوترين يتكيف كله بصوت الحرف ليخرج قوياً مجهوراً متمثلاً فى القلقلة ، التي هي ثمرة اجتماع الشدة مع الجهر ، ويكون الهواء الموظف للنطق بالحروف الشديدة المجهورة قليلاً ، لتكيفه تماماً بصوت الحرف .

هذا فى الحروف الخمسة (قطب جد ) ، أما الهمزة ، فإنّ قربها الشديد من الحنجرة يجعل قوة اعتماد القارئ على مخرجها الضيق تؤثر على الحبلين الصوتيين مباشرةً ، فيهتزان بقوة مع انغلاقهما تماما ً لتكتسب الهمزة جهر صوتها الذي لايخالطه النفس الكثير فى أثناء احتباسه بين طرفي المخرج ، ولا انفكاك دفعي بينهما كأخواتها ، لأن الهمزة لاتقلقل، ولا تباعد بينهما إلى مخرج العين أو إلى الجوف ، وإنما تقفل الحنجرة إقفالاً تاماً ، مع بتر صوت الهمزة .

إذن ، لا بد من احتباس الصوت مع الحرف الشديد المجهور ، ثم فك انغلاق طرفي المخرج بدفعة قوية تجعل الحبلان الصوتيان وطرفي المخرج يضطربان بقوة ليخرج صوت الحرف قويا مجهورا مقلقلا ما عدا الهمزة التي يحتبس صوتها في المخرج .

وقلقلة حروف ( قطب جد ) هي العمل المكمّـل لصوت الحرف الشديد المجهور حال سكونه ، فيخرج متكيفاً كله بصوت الحرف ، فإذا تحرك الحرف استغنى بتباعد طرفيه إلى الجوف للحركة بصوت مجهور عن القلقلة التي هي صوت مجهور أيضاً ، ويراعى ضرورة احتباس الصوت من بداية النطق بالحرف الشديد المجهور حال تحركه (وخاصة حرف الجيم) فلا نبدأ به جاريا ولكن نبدأ به محتبسا قبل التباعد إلى الحركة .

وقلقلة حروف قطب جد تتدرج في قوتها بحسب صفات القوة والضعف فيها كما بينا في المحاضرة السابقة .

وما كان من هذه الحروف مستفلا ومنفتحا (أ ، ج ، د ، ب) يراعى ترقيقه في جميع أحواله ، وما كان منها مستعليا ومنفتحا (ق) يراعى أن درجة تفخيمه تكون أقل من المستعلي المطبق منها (ط) أو من غيرها من الحروف عند التجاور معها .