الرد على سلسلة تدليس بعنوان أخطاء القرآن الأخلاقية

تدليس رقم 3 / 9 " الادعاء بتحليل الإغراء بالمال "

نشر أحد النصارى على موقع YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه ادعى فيه تحليل الإغراء بالمال و كيف ذلك :

قال تعالى ....
" إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 60 .. و قال فسر البيضاوي تلك الآية فقال .. { والمؤلفة قُلُوبُهُمْ } .. قـوم أسلموا ونيتهم ضعيفة فيه فيستألف قلوبهم .. أو أشراف قد يترتب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم .. وقد أعطى رسول الله صـلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس لذلك .. وقيل أشراف يستألفون على أن يسلموا .. فـإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيهم .. وقد عد منهم من يؤلف قلبه بشيء منها على قتال الكفار ومانعي الزكاة .. وقيل كان سهم المؤلفة لتكثير سواد الإسلام فلما أعزه الله وأكثر أهله سقط .

و المدلس يسأل: هل يبيح الدين الإغراء بالمال للدخول فيه ؟؟ و هل يؤجر الناس و يرشون ليهددوا و يقتلوا الذين لا يرغبون فيه ؟؟ و هل هذا المال يعتبر زكاة أو صدقة أم يعتبر رشوة و مفسدة ....
الرد على التدليس

· ذكر البيضاوي ثلاثة أصناف من الناس يُعطون من الزكاة ( تحت مسمى المؤلفة قلوبهم ) :

1. قـوم دخلوا في الإسلام ولكن نيتهم في الإسلام ضعيفة فهؤلاء يعطون من الـزكاة لتتألف قلوبهم و يتقوى إيمانهم و يثبتوا على الإسلام ..
2. أشراف في أقوامهم .. يعطون من الزكاة أملا في إسلامهم و إسلام أتباعهم - علما بأن الإسلام ليس بحاجة إلى أحد لكنه حريص على هداية كل أحد ...
3. أشراف .. لقوتهم يرجى منهم المساعدة في قتال الكافرين لدفع شرّهم عن المسلمين و أيضا مانعي الزكاة ..

·
هذا وذكر البيضاوي بعد ذلك أن هؤلاء أعطوا من الزكاة لما كان المسلمون قلائل و كان الإسلام ضعيفا ..... فلما اعز الله الإسلام و المسلمين و لم يعودوا يحتاجون إلى تأليف قلوب الناس ... سقط سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة ..

· إن إعطاء الإسلام فئة
" المؤلفة قلوبهم " نصيبا من الزكاة ليس إغراء لهم بالمال للدخول فيه ...... و لا استئجارا لهم ليقتلوا الآخرين الذين لا يرغبون في الدخول في الإسلام ... و لا يعد رشوة لهم كما قال المدلس ... و لماذا :

·
قال الشعراوى في تفسيره .." لقد كان المسلمون في الزمن الأول للإسلام ضعافاً لا يقدرون على حماية أنفسهم .. ولذلك كانوا في موقف يفرض عليهم أن يستميلوا البعض ( رجاء هدايتهم ) .. أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عن المسلمين ...... وعندما أعز الله دولة المسلمين بالقوة والعزة والمكانة ... منع الخليفة عمر بن الخطاب إعطاء المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة .. لأنه لم يجد أن قوة الإسلام حينئذ تحتاج أحداً غير صحيحي الإيمان - لذلك لم يدخلهم عمر بن الخطاب في فئات الزكاة .. وقول الحق سبحانه : " وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ " .. يثير سؤالاً : هل يُؤلَّف القلب ؟ نقول : نعم ، فالإحسان يؤلف قلب الإنسان السَّوي .. وكذلك يؤلف جوارح الإنسان غير السوي .. فلا يعتدي على من أحسن إليه باللسان أو باليد . "


· إن هذا العطاء المبذول الذي شرعه الله و كما هو واضح كان لتأليف القلوب و الترغيب للإقبال على الإسلام .. و لم يكن يتضمن أي مصلحة شخصية تعود على هؤلاء المسلمين الأوائل الضعفاء ( الذين اقتطعوا ذلك من أموالهم ) .. و لكن كان بهدف تمكنهم من تبليغ رسالة السماء الأخيرة لأهل الأرض ........ والتي من ضمنها إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ..
" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " الفاتحة 5 و أيضا لنشر دين الرحمة .. " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " الأنبياء 107 .... و أيضا لإتمام مكارم الأخلاق " إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ " ..
الراوي: أبو هريرة المحدث :
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم : 45 خلاصة حكم المحدث : صحيح ....... إلى آخر ما تضمنته رسالة السماء الخاتمة لأهل الأرض ...

·
إن إعطاء المال لتأليف القلوب ليس رشوة .. و لماذا ... لأن الرشوة هي دفع مال لأخذ مقابل دون وجه حق .. و الراشي دائما يبحث عن مصلحة شخصية أكبر من قيمة الرشوة ...... فما مصلحة رسول الله صلي الله عليه و سلم في دفع أموال لتأليف قلوب الـناس وترغيبهم في عبادة الله عز و جل !!
قال صلى الله عليه و سلم
"
تهادُوا تحابُّوا "الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني – المصدر : صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم : 3004 خلاصة حكم المحدث : حسن


· لقد اعتاد الإنسان أن يصغي بقلبه و جوارحه لمن يكرمه دون أن ينتظر منه منفعة دنيوية , فكان ذلك فرصة حتى يصغي غير المسلم للإسلام فيهديه الله إلى طريقه المستقيم .... و ذلك بعد أن يلمس صفاء الإسلام ونقاءه ، ورحمته وإحسانه ، وبذل أهله أموالهم - تقرباً إلى الله- لإخوانهم ، وتوادهم وتعاطفهم .. و يدرك أن ديناً يصنع بأهله ذلك دين رباني إلهي لا يقارن بمذاهب الناس وأهوائهم ....

· لقد جعل الله تعالى للمؤلفة
قلوبهمسهمًا في الزكاة ... قال تعالى ..... " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم " التوبة 60 ... وهذا السهم يأخذه الحاكم ويعطيه لمن يرى أنه قريب من الإسلام ، وقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم أموالاً وقد أدى ذلك إلى إسلام قبائل بأكملها لهذا الأمر .. فأصبح المسلمون اليوم أحفاداً لهؤلاء ..


· إن هذا العطاء دليل علي نبوة النبي محمد صلي الله عليه و سلم ..و لماذا .. لأنه لو كان باحثًا عن مال لما أعطي المؤلفة قلوبهم من المال ليؤلف قلوبهم ، و لكنه أعطي من مال لو أراد لكان له خالصًا ..... فهل هذه حاله باحث عن ثروة !!!!!

· وهل دين يقاتل غنيا لمنعه الزكاة يغري فقيرا لاعتناقه !!! فهلا ترك القتال لإغراء الناس بالدخول فيه !!! وهل دين يجعل من مصارف الزكاة إعتاق الرقاب للعبيد الضعفاء الذين لا يملكون موردا للحرية ... يخطط ليغري الأغنياء بالمال !

· إن أسس انتشار الإسلام متوافرة فيه عن حب و قناعة .... وهذا يرجع إلى متانة أصوله التي تخاطب العقل ..... و لذلك فالسؤال المطروح الآن : كيف انتشر الإسلام في جنوب شرق آسيا وبلاد الهند ؟؟؟ هل كـان بالإغراء بالمال .... أم كان بالمعاملة الحسنة وحسن مقاصد الإسلام ؟؟؟؟؟ و هل دفع المسلمون مالا للذين يؤمنون به ليلا ونهارا وخاصة في البلاد الصليبية - أي في أوربا وأمريكا - لتأليف قلوبهم ... إن الإسلام حالياً هو أسرع الديانات انتشارا في العالم كما يوضح هذا الرابط :




موقف المسيحية من الإغراء بالمال

· إذا كان المدلس قد انتقد المسلمين عندما كانوا مستضعفين ...... و في موقف فرض عليهم أن يستميلوا البعض ( رجاء هدايتهم ) .. أو على الأقل أن يكفوا آذاهم عنهم .. فأعطوا المؤلفة قلوبهم نصيباً من الزكاة .... إذن فما هو موقفه العادل من المنظمات التنصيرية العالمية ( المدعومة من الدول العظمى ) حاليا في بلاد المسلمين وفى غير بلاد المسلمين و التي تستخدم المال بشتى صوره ( علاج - طعام – سفر – زواج – عمل .. ) كسبيل لإقناع الناس بالنصرانية .. و ذلك بعد أن فشلت في إقناع ذوي العقول بهذا الدين بالحجة و الإقناع !!!!!!!!!!

· يسوع اضطر لدفع رشوة لليهود حتى يتركوه .. متى 17: 24 - 27 :
" و لما جاءوا إلى كفر ناحوم .. تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس .. و قالوا أما يوفي معلمكم ( أي المسيح ) الدرهمين .. قال بلى .. فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا : ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية امن بنيهم أم من الأجانب .. قال له بطرس : من الأجانب .. قال له يسوع : فإذا البنون أحرار .. و لكن لئلا نعثرهم .. اذهب إلى البحر و الق صنارة .. و السمكة التي تطلع أولا خذها .. و متى فتحت فاها تجد أستارا فخذه و أعطهم عني و عنك " ...
و قد ورد في تفسير تادرس يعقوب لذلك .." خضع السيّد المسيح مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية ... ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة : أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء .. ثم أضاف .... يُعلن القدّيس كيرلّس الكبير على تصرُّف السيّد المسيح هنا بقوله : إذ صار الابن الوحيد كلمة الله مثلْنا ........ وحمل قياس الطبيعة البشريّة انحنى لنير العبوديّة .... فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى ....