نقلاً عن كتاب ’’المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام‘‘ - فضيلة الشيخ علي بن نايف الشحود :-
كم ملكاً بشرها ؟ " في سورة آل عمران: " إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(45) ". هنا اكثر من ملاك بينما في سورة مريم، بشرها ملاك واحد وقالت له: " قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا(20) ".
الجواب: جمهور المفسرين على أن المقصود بالملائكة في قوله تعالى: " إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ.. ". أنه هو وحده سيدنا جبريل عليه السلام.
والعرب تُخبِر أحياناً عن الواحد بلفظ الجمع؛ لأنها تريد به: الجنس. [1]
كقولك: " ركبتُ السيارات من دمشق إلى عمّان ". (وأنت لم تركب إلا سيارة واحدة).
وقولك: " رأيت الساعي متنقلاً بدراجات البريد ". (وهو لم يركب إلا دراجة واحدة).
ومنه قوله تعالى في سورة آل عمران: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ.. " [آل عمران: 173]. والقائل واحد.[2]
ولا يمنع أن تكون جماعة من الملائكة بشرتها، بعد أن بشرها سيدنا جبريل.. في مجلس مختلف.
أي بشرها سيدنا جبريل في البداية.. وبعد فترة زمنية ليست بالطويلة، جاءت ملائكة أخرى وبشرتها.
وتكرار البشارة ضروري لثبيتها وتكريمها، ولتأكيد أهمية الأمر، وترسيخ اليقين بصدق البشرى وأنها ليست واهمة ولا حالمة، وفي تكرار البشارة أيضاً: تبشيرها بأمور زائدة عما بُشِّرت به في البشارة الأولى.
الهوامش :
============
[1] قال أبو علي المرزوقي في كتابه الأمالي ص104، بعد أن وضَّح فصاحة ذلك: " ألا ترى أنه يحسن أن تقول لمن ملك عبداً، أو وهب ديناراً: صرت تملك العبيد وتهب الدنانير، وإن لم يكن ما ملكه أو وهبه إلاّ واحداً ؟ ".
[2] القائل: هو نُعيم بن مسعود وقيل غيره، والمقصود بالناس الذين جمعوا لهم: أبو سفيان . انظر: مفحمات الأقران في مبهمات القرآن، السيوطي، ص12.
انتهى
المفضلات