الزميل النصراني:

أولا، ردا على كلامك على أن مكة لم ترد في أية نصوص....هل أنت متأكد كم هذا القول ؟؟ لأن عندي ما يناقضه

ففي سنة 1952، نشر الباحثان
"لانكستر هاردينج" و "إينو ليتمان" كتابا يترجم بعض النقوش الثمودية في الأردن....و كان أغلب النقوش تحتوي اسماءا مكتوبة بالخط الثمودي، و المفاجأة أن أحد الأسماء كان "عبد مكة"....أي أنه كان هناك من الثموديين من يقدس مكة المكرمة و يسمي أبنائه تيمنا بها

زد على ذلك الإسم الثمودي المتكرر في عدة نقوش و هو
"مكي" نسبة إلى مكة، و قد ذكره الدكتور "جواد علي" في كتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، المجلد الرابع، الصفحة 11، و قال أن هذا الإسم إما نسبة إلى مكة أو إلى قبيلة باسم "مكة"


و لننظر ايضا في التراث السامري، فسنجد كتابا يدعى
"كتاب الأساطير: أسرار موسى"، و قد ترجمه البروفيسور "موسيس غاستر" و قال أن تاريخ كتابته هو القرن الثالث قبل الميلاد....أما أهمية الكتاب في موضوعنا فهي تكمن في ما يخبرنا به في الجزء الثامن منه، تحت عنوان "ميلاد موسى"، و يقول بالحرف الواحد أن إسماعيل -عليه السلام- و بنيه عاشوا من النيل إلى الفرات، ثم حكم "نبايوت" ابن إسماعيل أملاك أبيه، ثم بنوا "مكة"

فهذا اعتراف صريح من كتب التراث السامري ببناء سيدنا إسماعيل -عليه السلام- و ابنه "نبايوت" ببناء مدينة مكة في قديم الزمان



و لكن هل عدم ذكر مكة (حسب ادعائك) يثبت عدم وجودها ؟؟؟؟ هل تقبل أن نستخدم هذا المعيار ؟؟ فقد ذكر المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" بالتفصيل الممل أسماء البلدان و المدن التي زارها في الشرق الأوسط و شمال الجزيرة العربية، و ذكر أسماء الأمم و الأقوام التي كانت هناك، و لكن المفاجأة هي أنه لم يذكر شيئا اسمه "أورشليم" أو "مملكة إسرائيل" أو شخصا اسمه "نحميا"، رغم أن الكتاب المقدس يخبرنا أنه في تلك الفترة كان الإسرائيليون يقدرون بأعداد هائلة لا يمكن تجاهلها، و تعداد جيوشهم بالألوف المألفة

و الآن، هل تقبل أن نستخدم شهادة "هيرودوت" على عدم وجود "أورشليم" و عدم وجود "مملكة إسرائيل" في ذاك الزمان و المكان ؟؟؟؟ من العدل أن نستخدم هذا المعيار في الحكم، حيث أنك أنت من بدأت استخدامه في الاستدلال على "عدم وجود مكة"