الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد

مشاهدة المواضيع

  1. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    28-09-2025
    على الساعة
    11:31 PM

    افتراضي

    لقد كان الهدف قديما وحديثا أن يمتلك المقاتل قوة تمكنه من عدوه ولا تمكن عدوه منه، وفي عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان مدى التفوق في رمي السهام هو رمز القوة، فأول ما تبدأ الحرب يضربون بالنبال، فإذا زحف العدو وتقدم يستخدمون له الرماح، فإذا تم الالتحام كان ذلك بالسيوف، وكانت السهام أشد قوة في الحرب؛ حيث ترمي بها خصمك فتناله وهو بعيد عنك، فلا يستطيع أن ينالك أو يقترب منك، ولذا فقد فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القوة بالرمي، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن القوة الرمي...»ثلاث مرات.
    لأنك بالرمي تتمكن من عدوك ولا يتمكن هو منك، فإذا تفوقت في الرمي كنت أنت المنتصر عليه دون شك.
    وينطبق ذلك على ما ظهر في العصر الحديث من أسلحة فتاكة، فقد كانت المدفعية لفترة من الزمن هي السلاح المستخدم في الحروب؛ مظنة تحقيقها النصر لبعد مداها، ثم جاءت الطائرات لتصبح هي السلاح الأقوى؛ لأنها تستطيع أن تقطع مسافة طويلة في أرض العدو، فتلقي بقنابلها وتعود، وصارت قوة الطيران هي التي تحدد المنتصر في الحرب؛ وذلك لأنها تلحق بالعدو خسائر جسيمة دون أن يستطيع هو أن يرد عليها ما دام غير متفوق في الطيران، ثم بعد ذلك جاءت الصواريخ عابرة القارات، إلى آخر تلك السلسلة من الأسلحة المتطورة التي تتسابق على اختراعها الدول الآن، وكلها أسلحة بعيدة المدى، والهدف أن تنال كل دولة أرض عدوها، ولا يستطيع هو أن ينال أرضها[17].
    فالوسائل قد تتغير من عصر إلى عصر، ومن بيئة إلى أخرى، بل لا بد من تطورها حسب التطور العام، فإذا نص الحديث على شيء منها، فإنما هو لبيان الواقع، لا ليقيدنا بها، ويجمدنا عندها[18].
    وعليه، فإن استعمال آلات الحرب الحديثة لم يخرج عن أمر الله -عز وجل- بإعداد القوة التي فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم- بالرمي، ولم تخرج عن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- الذي جعل الرمي بالسهم أقوى نكاية في العدوان، وكل ما ظهر حديثا لم يخرج عن كونه رميا، كالرمي بالسهم لنيل العدو من بعيد دون أن ينال العدو الرامي.

    الخلاصة:

    · إن الأحاديث التي تحث على الجهاد وتأمر به أحاديث صحيحة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- بعضها رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وبعضها الآخر ورد في كتب السنة الأخرى وقد صححها علماء الحديث الأثبات سندا ومتنا.
    · إن كلمة "الناس" في قوله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس...»هي من العام الذي أريد به الخاص، وهي تعني المشركين، وهذا ما ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم- في رواية النسائي، وهؤلاء الصنف المأمور بقتالهم لهم صفات معينة أوجبت على المسلمين قتالهم، ومن هذه الصفات: أنهم لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.
    · إن لفظة: «أقاتل» في الحديث الذي يطعن فيه هؤلاء الواهمون تعني رد العدوان المبدوء من جهة المشركين، فهي لغويا من المفاعلة، والمبدوء بالقتال يسمى مقاتلا - إن دافع - أما البادئ فهو الذي يسمى قاتلا، والبدء بالقتال منفي عن الحديث، بل عن الإسلام ذاته، وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية لما عرض بديل بن ورقاء أن يستسلموا، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن أبوا إلى ذلك لأقاتلنهم... "، ولم يقل: لأبدأنهم بالقتال.
    · لم يكن أمر الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم- بقتال المشركين من أجل إكراههم أو إجبارهم على اعتناق الإسلام؛ لأن الدعوة استمرت في مكة ثلاث عشرة سنة، ولم يرفع المسلمون في وجه أحد سيفا مع شدة العذاب والإيذاء الذي تعرض له المسلمون، وإنما المقصود هو عقابهم بمثل ما عاقبوا به المسلمين، وإزاحتهم من طريق الدعوة لتصل إلى الناس كافة، وإظهار عزة الإسلام والمسلمين بعد الصبر على الشقاء والعذاب قبل الأمر بالقتال، لا سيما وأن الإذن بالقتال قد أخذ مراحل لإرسائه.
    · ليس هناك معارضة بين قول الله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (البقرة: ٢٥٦)، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله...»؛ لأن الحديث يعني قتالهم إن أبوا هم الجنوح إلى السلم.
    · كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يوصي قادة الجيوش أن يعرضوا ثلاثة أمور على هؤلاء الذين يدعونهم إلى الإسلام، أولها الإسلام، ثم الجزية، ثم السيف في النهاية إن آذوا المسلمين، ووقفوا في طريق الدعوة وحاربوها ومنعوا وصولها إلى الناس.
    · إن الجهاد شرع في الإسلام ضرورة لا غاية؛ وذلك لرد الظلم والقهر، وحماية الحق، وحراسة الفضيلة، ولم يشرع لسفك الدماء ونهب الأموال وسلبها، ولا لإجبار الناس على اعتناقه، ولا لعقاب الكافرين على كفرهم، ولو كان الأمر كذلك لما عقد النبي - صلى الله عليه وسلم- وصحابته من بعده معاهدات الصلح مع غير المسلمين، وما تركوهم على عقائدهم في أرضهم سالمين.
    · إن حديث: «من رمى بسهم في سبيل الله...» حديث صحيح، وقد ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السهم هنا لما له من أهمية في النكاية بالعدو كأشد أنواع الأسلحة تأثيرا.
    · لقد فسر الرسول - صلى الله عليه وسلم- القوة في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (الأنفال: ٦٠) بالرمي، وما السهام في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رمى بسهم في سبيل الله...» إلا رمز لتلك القوة، وطبيعة لحال الناس في حروبهم آنذاك، ولا مانع من صدق هذا التعبير على أي رمي برا أو بحرا أو جوا قديما وحديثا، حيث تدخل في ذلك الأسلحة المدفعية والطائرات والصواريخ وغيرها من آلات الحرب التي ظهرت حديثا.
    · ثمة اتفاق بين الناس في حروبهم قديما وحديثا مؤداه اختراع ما به يتمكنون من عدوهم، ولا يمكن عدوهم منهم، وكانت السهام في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم- هي رمز القوة والتفوق في الحروب، وهذا الذي تفنن فيه المعاصرون - باختراع الآلات الحربية الحديثة - لم يخرج عما جاء في كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.



    [17]. تفسير الشعراوي، الشيخ محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، د. ت، (8/4776،4777) بتصرف.
    [18]. كيف نتعامل مع السنة النبوية؟، د. يوسف القرضاوي، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1427هـ/ 2006م، ص160.

    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 11-06-2016 الساعة 04:45 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد علي شبهة الطعن في نسب الرسول
    بواسطة خطاب 2 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-07-2020, 08:50 PM
  2. الرد على الطعن في القران وتاليه العلوم
    بواسطة ffmpeg في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-06-2013, 09:11 AM
  3. الرد على شبهة ( الطعن في عدد مفاصل جسم الإنسان الوارد في السنة النبوية )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-09-2012, 11:53 PM
  4. الرد على شبهة ( الطعن في إخبار القرآن الكريم عن دورة الماء فى الطبيعة)
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-05-2012, 02:28 AM
  5. الرد على شبهة ( الطعن في إختصاص الله عز وجل بإنزال المطر )
    بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-05-2012, 12:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد

الرد على الطعن في أحاديث الأمر بالجهاد