بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله
تنبأ النبي صلى الله عليه و سلم بنبوءة عن موالى من العرب يخرجون من دمشق فى زمن الملاحم فيؤيد الله بهم الدين
- اذا وقعتِ الملاحمُ بعث اللهُ من دمشقَ بعثًا من الموالي أكرمُ العربِ فرسًا وأجودُهم سلاحًا يُؤَيِّدُ اللهُ بهمُ الدِّينَ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: فضائل الشام ودمشق - الصفحة أو الرقم: 28
خلاصة حكم المحدث: صحيح جدا
و الموالى كلمة تطلق فى العربية على الولى و على المالك و العبد كما أنها اسم لقبيلة فى الشام
و قد يكون أيا من هذه المعانى مقصود فى الحديث الشريف
و طبقا للحديث الشريف :
- سيكون فى زمن ما ملاحم و فتن و اقتتال
- سيكون هناك موالى من العرب يخرجون من دمشق أو يقاتلون عند دمشق
- من الواضح من سياق الحديث الشريف أنهم يقاتلون على الخيل فهم أكرم العرب فرسا
- و بقتالهم هذا يؤيد الله بهم الدين و ينصر أهله
فهل وقع هذا بالفعل أم لم يحدث بعد ؟
و لعل هذا قد وقع فى زمن حكم المماليك
فمن المعروف أن المماليك كانوا عبيدا و استطاعوا الوصول للملك بعد انتهاء ملك الدولة الأيوبية و ملكوا مصر و الشام
يمكن قراءة المزيد من المعلومات عن المماليك على هذا الرابط
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...85%D8%B5%D8%B1
و من المعروف أن أبشع قتل و سفك للدماء حدث للعرب و المسلمين فى التاريخ كان على يد المغول
فقد استطاعوا السيطرة على بغداد و قتلوا الخليفة العباسي و أسقطوا الخلافة العباسية و استطاعوا السيطرة على الشام و لكن تصدى لهم قطز و هو من المماليك فى موقعة عين جالوت و كانت هذه الموقعة بداية هزيمتهم و انكسارهم و كانت هذه الموقعة سنة 1260 م
و قد تمكن المغول من اجتياح الشام أكثر من مرة بعد موقعة عين جالوت بمعدل مرة كل عشر سنوات
فكان الاجتياح الأول سنة 1271 م بقيادة أباقا خان بن هولاكو و تقدموا حتى دمشق و هزموا أمام جيش المسلمين عند دمشق و فروا و أسر منهم الكثيرين
و الاجتياح الثانى كان سنة 1281 م بقيادة أباقا خان أيضا و تصدى لهم جيش المماليك بقيادة السلطان قلاوون فى معركة حمص الثانية و فر المغول إلا أنه اكتفى بصدهم و لم يطاردهم
و الاجتياح الثالث كان سنة 1300 م بقيادة محمود غازان و انتصر فيه المغول و سيطروا على دمشق و نهبوها بل و سيطروا على بيت المقدس و ذلك لمدة ثلاثة أشهر ثم ارتدوا عندما أعد لهم المماليك العدة ثم عادوا مرة أخرى فى آخر أسبوعين من سنة 1300 م إلا أنهم تراجعوا بعد وصول أخبار التجهيزات والتحصين في محيط دمشق، وارتبك المغول بعد وفاة أحد قادتهم، وتحاشوا مقابلة جيش دمشق وانسحبوا شرقا من جديد.
و يمكن القراءة بالتفصيل عن تلك الاجتياحات على هذا الرابط :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%...B4%D8%A7%D9%85
المهم أن المعركة الفاصلة التى طرد بعدها المغول للأبد من بلاد الشام كانت عند اجتياحهم لها مرة أخرى سنة 1303 م و كانت عند دمشق بالفعل و قد شارك فيها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله و عرفت بمعركة شقحب أو مرج الصفر و بدأت فى 20 إبريل سنة 1303م 2 رمضان سنة 702ه و استمرت 3 أيام بسهل شقحب بالقرب من دمشق في سوريا. كانت المعركة بين المماليك بقيادة الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر والشام والمغول بقيادة قتلغ شاه نويان (قطلوشاه) نائب وقائد محمود غازان إلخان مغول فارس . انتهت المعركة بانتصار المسلمين، أنهى طموحات محمود غازان في السيطرة على الشام والتوسع في العالم الإسلامي.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%...82%D8%AD%D8%A8
و كان المغول قد زحفوا فى الشام حتى وصلوا إلى دمشق و جاء المماليك من مصر و الشام عند دمشق ليقاتلوا المغول
و كان الخليفة يهتف فى المسلمين: " يا مجاهدون لا تنظروا لسلطانكم، قاتلوا عن حريمكم وعلى دين نبيكم عليه الصلاة والسلام "
و كاد المماليك أن يهزموا فى المعركة حتى صاح بعضهم : " هلك والله أهل الإسلام "
إلا أن الله تعالى نصر هؤلاء الموالى المماليك فى تلك الملاحم عند دمشق و حمى الله بهم المسلمين من شر المغول و أيد بهم الدين.
هذا و الله أعلى و أعلم.
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات