الإسلام في أندلوسية الحاضر
كلّ هذا يعني ببساطة أنّك يمكنك ان تكون مساما أندلوسيا او مسلما سويديا الى آخره وأنّ الإسلام ليس "دين العرب" بل أسلوب حياة عالمي كما عرفناه في تاريخ الأندلس. لهذا السبب، الأندلسيون يجب علينا ان نحيي من جديد بطريقة حقيقية وفعّالة التراث الأندلسي بغض النظر عن كوننا مسلمين او مسحيين او ملحدين بل كمرجعية حضارية عالمية التي لها إرتباطا بحالتنا البشرية وكذلك بتاريخنا وذاكرتنا وبأعمق هويتنا كما قال بلاس إنفانتي.
أن تكون اليوم مسلما أندلوسيا يعني ان تطالب وتعبّر عن خيار للتعدّدية وتعدّد الثقافات يؤدي الى نموّ أخلاقي وفكري للمجتمع. أن تكون مسلما في هذه اللحظات في الوقت الذي تقوم الإمبراطورية بتشويه المسلمين لتجعلهم أعداء الحضارة، يعني ايضا إمكانية ضمير له قدرة على النّقد. لهذا قلت في بداية المقال انّي وصلت فهم عمق السؤال وسأجاوب عليه: لست من اتباع أسامة بن لادن، وليس هذا فحسب بل أعتبر أن أمثاله الذين لم يترددون في القضاء على حياة الابرياء هم يبتعدون عن الإسلام ولو كانوا عرب. أمّا الآخرون، إرهابيون الدّولة مثل بوش وبلير وأثنار لهم مقاما يحميهم عن أيّ قانون او عدالة بشرية. هذه هي مجهت نظري ووجهت نظر أكثرية المسامين.
إنّي أدري أن صورة الإسلام التي تطغى على وسائل الإعلام تختلف جذريا مع الصورة التي أعبّر عنها في هذه الصطور. ولهذا السبب بالذات هذا الخطاب له معنى. الذين نحاول ان نعيش كمسلمين –كنا اسبان او سويديين او عرب، غير مهما – نعلم علم اليقين أن الإسلام هو طريق الإعتدال والسلام والنموّ البشري وأنّ تلك الصوّر المشوّهة والمتطرّفة هي ثمرة خطّة حربية ذو بعد لا سابقة له. الإمبراطورية دائما تحتاج الى عدوّ الى تهديد خارجي. في الماضي كانت الشيوعية، الآن هم المسلمون. لكن خلفية المسألة هي نفسها.
لهذا الشبب اعتبر من المناسب القول بأنني لا اعيش أيّ تناقضا بين كفاحي من أجل حقوق الإنسان وحرّية الضميو والتعبير او العدالة الإجتماعية او إختياري للسلام او الإنتعاش البيئي و أن أكون مسلما، بل العكس تماما. كوني مسلما يساعدني على فهم المعنى السامي والعميق لهذه الأمور ولماذا الحرّية او لماذا الفكر والإبداع ومعنى المحافظة على الطبيعة الى آخره. بخلاصة يمكنني القول أنّه بعيدا من الأفكار المسبقة التي عادة ما ترنبط بالإسلام و المسلمين قد وجدت أسلوب حياة متكامل يساعدني على تحقيق بشريتي وهذا ما احمد الله عليه كل الحمد.
*هاشم إبراهيم كابريرا. "صطور المورو الجديد". مركز التوثيق والنشر الإسلامي. المودوبر ديل رييو 2002.