الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

هذا من عدم الإخلاص .
وفي حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زيادة توضّح السبب في ذلك .
ففيه : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . رواه البخاري ومسلم .

فقوله : " فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ " أي : فيما يظهر لهم ، وإلاّ فإن حقيقة الأمر أنه لا يعمل بِعمل أهل الجنة إلاّ رياء وسمعة .
ويدلّ على ذلك سبب وُرُود الحديث ، وهو أن رجلا قاتَل قِتَالاً شديدا ، فلما كان آخر النهار جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ... الحديث .

ومثل ذلك : أوّل من تُسعّر بهم النار : مُجاهِد وعالِم وجَواد . كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
فهؤلاء يُقال لهم : فعلتم ليُقال ..
فكانوا يعملون أعمال الخير فيما يظهر للناس ، ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون لينالوا جزاء دنيويا .

والله تعالى أعلم .