الاستزادة من العلم

يقول الله عز وجل : " وقل رب زدني عماً " . (طه/114) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْهُومانِ لا يَشْبَعَانِ، طالبُ عِلْمٍ وطالبُ دُنْيا " .

ولما سُئِل الإمام أحمد : إلى متى تطلب العلم ؟ قال : مع المحبرة إلى المقبرة .

وقال العلامة ابن الجوزي:

لي همةٌ في العِلْم ما إن مثلُها ** وهي التي جَنَتِ النُّحُوْلُ هي التي

خُلِقت من العِلْق العظيمِ إلى المُنَى ** دُعِيت إلى نَيْل الكمالِ فَلبَّتِ

إذا أختي الكريمة بعد أن تجاوزت مراحل التعليم المختلفة حتى وصلت إلى درجة معلمة ، فلا تكتفي أبدا بما حصّلت من العلوم ، وإنما يجب عليك أن تستزيدي منها بهمة عالية ، فكونك معلمة يعني عند طالباتك أنك مرجع وموسوعة في المادة العلمية التي تشرحينها وتقدمينها ، وعلى هذا فإن ارتقاءك إلى هذه الرتبة يحتاج منك جهودا مضاعفة وهمة أعلى وأكبر للاستزادة من العلم ، ومعرفة مواضع الخلاف ، وأقوال العلماء فيها ، والراجح منها ، والأقرب إلى الصواب .
ونصيحة مني لكل معلمة تجويد : لا تكتفي بدراسة أبواب التجويد من كتاب واحد فقط الذي هو منهجك المقرر ، اقرئي كتبا كثيرة ، واسعي لتعلم القراءات لأنها تفتح لك أبواب علم نافعة في باب التجويد ، وتزيل اللبس عنك في معلومات كثيرة كنت تتعجبين لها أو لا تجدين لها إجابة مرضية .
واعلمي أختاه أن العلم بحر واسع ، لا أول له من آخر ، فإن لم تكوني تمتلكين أدوات العوم فيه والغوص إلى أعماقه لاستخراج الدرر الكامنة فيها ، فلن تغادر قدماك شاطئه المترامي الأطراف ، فما هي أدواتك التي تعينك على هذه الأمور ؟؟؟

** همة عالية تعانق أعناق السحاب .

** قناعة أكيدة بأهمية هذا العلم ونفعه الدنيوي والأخروي .

** أسس علمية راسخة تحميك من الزلل أو التوهان بين أمواج العلم المتلاطمة .

** وأهم شيء : النية الصادقة والعزيمة القوية ، ويقينك التام بأن التوفيق والقبول من فضل الله سبحانه وتعالى الذي يؤتيه من يشاء من عباده .

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .