

-
بيوت فوق الرمال !
عندما ينتحر الحماس ؛ يشتغل بعض الصالحين بدنياهم على حساب آخرتهم ؛ وانظر ـ بعين الحسرة ـ إلى انشغالهم بالتوسع في بناء بيوت الدنيا الزائلة عن الأعمال الفاضلة .
قَدِمَ ابنُ عمٍّ لمحمد بن واسع عليه ، فقال له : من أين أقبلتَ ؟ قال : مِن طَلَب الدنيا . فقال : وهل أدركتَها ؟ فقال له : لا . فقال محمد : يا سبحان الله ! أنت تطلبُ شيئاً ولم تُدركه ، فكيف تدركُ شيئاً لم تطلُبْه ؟!
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ؛ قال : مر علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن نعالج خُصَّاً لنا . فقال : " ما هذا ؟ " فقلت : خُصٌّ لنا وَهَىَ ، نحن نُصلِحُه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أُرَى الأَمرَ إلاَّ أَعجلَ مِن ذلك "
وعن أبي طلحة الأسدي رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ، فرأى قبة مشرفة ، فقال :" ما هذه ؟! " ، قال له أصحابه : هذه لفلان ، رجل من الأنصار ، قال : فسكت وحملها في نفسه ، حتى إذا جاء صاحبُها رسولَ الله يسلم عليه في الناس ؛ أعرض عنه ، فشكا ذلك إلى أصحابه ، فقال : والله إني لأنكرُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خرجَ فرأى قُبَّتكَ ، قال : فرجع الرجل إلى قُبَّته فهدمها حتى سواها بالأرض ، فخرج رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم ، فلم يرها ، قال :" ما فعلت القبة ؟ " ، قالوا : شكا إلينا صاحبها إعراضَك عنه ، فأخبرناه فهدمها ، فقال :" أمَا إن كلَّ بناءٍ وبالٌ على صاحبه ، إلاَّ ما لا ، إلاَّ ما لا ، يعني : ما لا بد منه "
وقِفْ على ما يبذلُ بعضُهم في الكمالياتِ في بيته لترى العجائبَ من الديكورات والتزاويق والأصباغ والزخرفة والتحف والمفروشات والإضاءات وغير ذلك مما يوحي لك أن القومَ باتوا غافلين عن مصارِعِ الهالكين ، وكأنما هم فيها خالدون !
وصدق الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما قال :" لا تقوم الساعة حتى يبنيَ النَّاس بيوتاً يشبهونها بالمراحل ـ قال إبراهيم : يعني الثياب المخططة ـ "
-
جامع مانع
جامع مانع !
عندما ينتحر الحماس ؛ يميل الرأسُ إلى المالِ ، وتتعلقُ القلوبُ بأوساخِ الدنيا ، فيجمعُ ويمنعُ ، ويكاثِرُ ليكابِرَ ، ويلهثُ خلفَ سرابٍ بلقَعٍ ، فيصبحُ الدِّين في ذيلِ قافلةِ الأولويات .
فدوامٌ في الليلِ وآخرُ في النهار ، أعمالٌ مضنية وأشغالٌ مُرهِقة استوعبت الأوقات ، واستحوذت على الاهتمامات ، فماذا بقي للدين يا أيها المسكين ؟!
يا جامعاً مانِعاً والدهرُ يرمُقُهُ مقدِّراً أيّ بابٍ عنهُ يُغلقُهُ
جمعتَ مالاً فقُل لي : هل جمعتَ لهُ يا غافلَ اللُّبِّ أيَّاماً تُفرِّقُهُ ؟
المالُ عندك مخزونٌ لوارثهِ ما المالُ مالُك إلا يومَ تُنفِقُهُ
عن كعبِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ما ذِئبانِ جائِعَانِ أُرسِلا في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِن حِرصِ المرءِ على المالِ والشَّرفِ لدينِهِ "
عن مُطَرِّفٍ عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله :" يقول ابن آدم : مالي ! مالي ! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيت ، أو لبستَ فأبليتَ ، أو تصدَّقتَ فأمضيت "
عن أسلمَ أبي عمرانَ التَّجيبيِّ ، قال : كُنَّا بمدينةِ الروم فأخرَجُوا إلينا صَفَّاً عظيماً من الروم ، فخرجَ إليهم من المسلمينَ مِثلُهُم أو أكثرُ وعلى أهلِ مصرَ عُقبةُ بنُ عامرٍ وعلى الجماعَةِ فَضَلَةُ بنُ عُبيدٍ ، فحملَ رجلٌ من المسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتى دخلَ فيهم ، فصاحَ الناسُ وقالوا : سبحانَ اللهِ يُلقي بيديهِ إلى التَّهلُكَةِ ، فقامَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ فقالَ : يا أيُّها الناسُ إنَّكُم تتأَوَّلُونَ هذه الآيةَ هذا التَّأويلَ ، وإنَّما أُنزلَت هذه الآيةَ فينا معشَرَ الأنصارِ ، لمَّا أعزَّ اللهُُّ الإسلامَ وكثُرَ ناصروهُ ، فقالَ بعضُنا لبعضٍ سِرًّا دُونَ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم : إنَّ أموالَنا قد ضاعَت ، وإنَّ اللهَّ قد أعزَّ الإسلامَ وكثُرَ ناصِروهُ ، فلو أقمنا في أموالِنا فأصلَحنَا ما ضاعَ منها ، فأنزلَ اللهُ على نبيِّه يرُدُّ علينا ما قُلنا : [ وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] فكانتِ التَّهلُكَةُ الإقامَةَ على الأموالِ وإصلاحِهَا وتَرْكَنا الغزوَ ، فما زالَ أبوُ أيُّوبَ شاخِصاً في سبيل الله حتى دُفِنَ بأرضِ الرُّومِ "
وماذا بعد هذا ؟!
تبلَّدَ في الناس حِسُّ الكفاح ومالوا لكسبٍ وعيشٍ رتيب
يكاد يُزعزع مِن همَّتي سُدورُ الأمينِ وعزمُ المُرِيب
-
قالب بدون قلوب !
قالب بدون قلوب !
عندما ينتحر الحماس ؛ ينشغل بالأبناء والأهل والزوجات : وليته انقطع إليهم بالتعليم والتربية والتهذيب والتأديب ، لكان ذلك ما نبغِ ، ولكن الحقيقة أنه ركن لتحيق رغباتهم الدنيوية وشهواتهم الحياتية ، عكف عليهم ليغمسهم في مُتَعِ الدنيا الزائلةِ من مساكِنَ ومراكِبَ ومطاعِمَ ومشارِبَ ..
قطعوه عن العمل لدينه ، واشتغل بدنياهم .. تفانى في طاعتهم ، فغفل عن طاعة ربِّه ..
قال تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًّا لكم فاحذروهم ]
قال عطاء بن يسار : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، كان ذا أهل وولد ، وكان إذا أراد الغزوَ بَكَوا إليه ورقَّقُوه ، فقالوا : إلى من تَدَعُنَا ؟ فَيرِقُّ ويقيم . فنزلت فيه وفيهم .
عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" الولد مَحزَنةٌ مَجبنَةٌ مجهَلَةٌ مبخَلَةٌ "
ولو تأملتَ في حال أبنائه ونسائه لوجدتَ أنهم مثل غيرهم يشاركون الناس في غفلاتهم وشهواتهم ، بلا تميز في مظهرأو مخبر ..
عن جعفرٍ قال : سمعتُ مالكاً يقول : ينطلقُ أحدُهم فيتزوجُ ديباجةَ الحرم ، وخاتونَ امرأةَ ملك الروم ، أو ينطلق إلى جارية فقد سمنَها أبواها وتَرَّفاها حتى كأنها زبدةٌ فيتزوجها ، فتأخذ بقلبه ، فيقول لها : أي شيء تريدين ؟ فتقول : كذا وكذا . قال مالك : فتمرَّط والله دينُ ذلك القارئ ، ويدعُ أن يتزوجَ يتيمةً ضعيفةً فيكسوها ويؤجر "
عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إن لربِّك عليك حقَّاً ، وإن لنَفسك عليك حقَّاً ، ولأهلك عليك حقّا ، فأعط كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ "
-
أخي الكريم أعزك الله في الدنيا والأخرة
وائل غدير
والله إنك لمن خير أجناد الله علي الأرض .... أحيك تحية الإسلام ... وأحسبك عند الله من المجاهدين في سبيله.
أشكرك علي الموضوع جدا" جدا" .... كم أسعدني كل حرف فيه وكل مقصد تبغيه ... ودخل قلبي وذكرني وقد كنت احسب نفسي من الذاكرين .... ولكن كلماتك أعادت لي حماستي ... أزادتها أطنانا واطنانا كي أستمر فيما أنا فيه.....
أعز الله الإسلام بك وبكل عضو هنا في هذا المنتدي العظيم وأدعو الله أن أكون في علمي كأصغر إصبع من قدم أحدكم أو إحداكن.
جزاك الله عنا كل خير
-
اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون واغفر لى ما لايعلمون
جزاكم الله خيرا أختنا الفاضلة
رجاء أختنا الفاضلة ألا تقسمى فى حقى فلست من خير أجناد الأرض فأنا أعلم نفسى وأرجو من الله أن يغفر لى وأسألكم الدعاء بصدق أن يهدينى الله وأن يتوفنى مسلما ويلحقنى بالصالحين
أود أن أذكر أن هذه الرسالة قرأتها وأعجبتنى لذا أردت أن أشرككم معى فى قراءتها عسى الله أن ينفع بها
التعديل الأخير تم بواسطة وائل غدير ; 25-08-2006 الساعة 12:53 AM
-
المقعد عن الحركة !
المقعد عن الحركة !
عندما ينتحر الحماس ؛ يركن للدَّعة وحُبِّ الراحةِ والنوم والكسل ، فيصبح كالزَّمِنِ المُقْعَدِ :
إن قلتُ قُم قال رِجلي ما تطاوعني أو قلتُ خذ قال كَفِّي ما تُواتيني
قيل للربيع بن خثيم : لو أرحت نفسك ؟ قال : راحتها أريد !
قالوا : السعادةُ في السكون وفي الخمول وفي الخمود
في العيشِ بين الأهل لا عيشَ المهاجر والطريد
في المشي خلف الركب في دعة وفي خطو وئيد
في أن تقول كما يقال فلا اعتراضَ ولا ردود
في أن تسيرَ مع القطيعِ وأن تقاد ولا تقود
قلت : الحياةُ هي التحركُ لا السكونُ ولا الهُمود
وهي الجهادُ ، وهل يجاهدُ من تعلق بالقعود ؟
وهي التلذُّذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود
هي أن تذودَ عن الحياضِ وأي حرٍّ لا يذود ؟
هي أن تُحِسَّ بأن كأسَ الذلِّ من ماءٍ صديد
وهكذا أهلُ الدنايا لا يرضون بغير الراحة فوق التكايا ، وأما أهل المعالي فيهجرون الوساد ويعافون الرقاد .
وقد ورد :" ذهب زمن النوم يا خديجة " !
أعاذلتي على إتعابِ نفسي ورعيي في الدُّجى روضَ السهادِ
إذا شام الفتى بَرْقَ المعالي فأهونُ فائتٍ طِيبُ الرُّقاد
قال عطاء بن أبي رباح : لأن أرى في بيتي شيطاناً ؛ خير من أن أرى فيه وسادة ، لأنها تدعو إلى النوم .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من خافَ أدلجَ ، ومن أدلجَ بلغَ المنزلَ ، ألا إن سلعةَ الله غاليةٌ ، ألا إن سلعةَ الله الجنة "
-
المتاع الزائل !
عندما ينتحر الحماس ؛ تضيعُ الأموالُ في التفاهاتِ والمحقَّراتِ ، فكلما اشتهى اشترى ولو بغير حاجة ، فيبذل في نعاله وعقاله ما لا يبذل لدينه ، ويغدق في شراء ثوبه ما لا يبذل لنصرة معتقده .
قال أبو حازم : لوددت أن أحدكم يتقي على دينه كما يتقي على نعله .
فينغمس في الترف الزائد والترفل في اللذائذ ، ويركن لنعيم الدنيا الزائل ومتاعها المنقطع ، ولو أنه يبذل لدينه ما يبذله في المكسَّرات والمقبِّلات لأطعم بها أهل مسغبة ، و لكسى بها أهل متربة .
قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه : أيكم استطاع أن يجعل في السماء كنزه فليفعل حيث لا تأكله السوس ولا تناله السرقة ، فإن قلب كل امرئ عند كنزه .
من حَبَّةِ البُرِّ اتخذ مثَلَ الندى يا من قَبضتَ على الندى يُمناكا
هي حبَّةٌ أعطتكَ سبع سنابلٍ لتجودَ أنتَ بحبةٍ لسواكا
حلمت بأن ستكونَ في خبز القِرى فتراقَصَتْ للموتِ تحت رحاكا
وكأنما الشقُّ الذي في وسْطِها لك قائلٌ : نصفي يخصُّ أخاكا
ضياع رأس المال !
عندما ينتحر الحماس ؛ تضعف العبادات ليحصل النقص في رأس المال من الفرائض والواجبات ، فضلاً عن النوافل والمستحبات .
قال معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه : اللهمَّ إنكَ تعلمُ أني لم أكن أحبُّ البقاءَ في الدنيا ولا طولَ المكثِ فيها لِجَرْيِ الأنهارِ ولا لغرسِ الأشجارِ ، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ، وظمأ الهواجر في الحر الشديد ، ولمزاحمة العلماء بالرُّكَب في حِلَق الذِّكر "
فأين أنت عن مثل معاذ ؟!
هل أنت ممن يحافظ على السنن الرواتب لتبنى له بيوتٌ في الجنة ؟
هل تحرص على تكبيرة الإحرام ؟ وتنافس على الصف الأول ؟
هل تخشع في صلاتك ؟
هل تأسف على فوات صلاة الجماعة إذا فاتت عليك ؟
أين أنت عن ركعتي الضحى ؟ صلاة الأوابين !
هل تحافظ على قيام الليل ؟ وهل تلازم صلاة الوتر ؟ فإنها شرف المؤمن .
" ومن مثلك يا ابن آدم ؟! خَلِّ بينك وبين المحراب تدخل منه إذا شئت على ربك ، ليس بينك وبينه حُجَّابٌ ولا تُرجمان .
كيف هي صِلَتُك بكتاب الله تعالى ؟
هل لك وردٌ يومي من القرآن الكريم لا تتنازل عنه أبداً ؟
متى كانت آخر دمعة نزلت من عينك ؟ خشية لله تعالى ؟
ماذا حفظت من آيات جديدة خلال هذا الشهر ؟ بل في هذا العام ؟
هل راجعت كتب التفسير لتقف على مراد الله من الآيات ؟
هل تتابع بين الحج والعمرة لتنفي عنك الفقر والذنوب ؟
هل تصوم النوافل كالاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر ، فإن الصيام لا عِدلَ له ؟
هل تحرص على الصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى في وجوه الخير ؟ فإن المؤمن في ظل صَدَقته يوم القيامة .
فيا سبحان الله !
" لله ملك السموات والأرض ، واستقرضَ منكَ حَبَّةً ، فبخلتَ بها ، وخلقَ سبعةَ أبحرٍ ، وأحبَّ منكَ دمعةً ، فَقَحَطَتْ بها عينُك ؟ "
هل تحافظُ على الأذكار والأوراد اليوميَّة ؟ أم أن الأمر كان في بداية الالتزام فقط ؟!
إذا مرِضنا تداوينَا بذِكرِكُمُ ونترُكُ الذِّكرَ أحياناً فننتَكِسُ
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة دفاع في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 05-02-2008, 09:56 PM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-01-2008, 07:59 PM
-
بواسطة ronya في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 10-09-2007, 07:57 AM
-
بواسطة طارق حماد في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 06-11-2006, 09:14 PM
-
بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 04-02-2006, 08:36 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات