نرى الآن ورود الاسم في السنة، ورد في السنة في موطنين،
الموطن الأول متفق على صحته،الموطن الثاني صححه الحاكم وقال هو على شرط الشيخين .
نرى الآن الموطن الأولالذي ورد في السنة بالإشارة إلى الآية التي ورد فيها ،يعني هذا الموطن الذي سنذكره بالإشارة إلى الآية التي في ص التي هي عن سليمان،[عن النبي صلى الله عليه وسلمإن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه فأخذته ، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان : { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } . فرددته خاسئا
الراوي: أبو هريرةالمحدث: البخاري - خلاصة الدرجة: [صحيح]
(رَبِّ هَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) فرده الله خاسئا ]هنا ذكر هب لي ملكا ،هو المقصود أن وروده في السنة بهذه الصيغة إشارة إلى ما ورد في الآية
نرى الآن هذا الموطن الثاني الذي أورده الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه يقصد البخاري ومسلم :
وروي أيضاعن حديث عائشة رضي الله عنهاأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ قال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ولاتزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
الراوي: عائشة- خلاصة الدرجة: ثابت
فهذه الصيغة أيضا منتزعة من آل عمران ،لكنها وردت على أنها دعاء.
إذا ورد اسم الوهاب في كتاب الله تعالى ثلاث مرات مرة واحدة اقترن بالعزيز،
وورد في السنة مرتين الآن ليس كل فعل من أفعال الله تعالى سيأتي منه أسماء ،
إنما الأسماء إذا ثبت أنه اسم سآتي بمواطن ورود الأفعال وأشرح بها الاسم، اتفقنا أيضا على أنني كيف أعرف الاسم ؟ الاسم كما يعرف بالعربيةب5 علامات .
الوهاب في اللغة: صيغة مبالغة على وزن فعال من الواهب، وهوالمعطي للهبة ،والهبة ما هي؟ عطاء الشيء بلا عوض ، إذا اسمه الوهاب سيدور حول هذا المعنى ،أنه يعطيك الشيء بلا عوض، وبهذا المعنى يقترب من اسم المنان ،قال ابن منظور: الهبة العطية الخالية عن الأعواض والأغراض، فإذا كثرت سمي صاحبها وهابا وهي من أبنية المبالغة ،
إذا اسم الوهاب أتى من أين؟ من كثرة العطايا، والعطية هذه مامعناها؟ أي عطية هذه التي تأتي من اسم الوهاب؟ التي هي خالية عن الأعواض والأغراض ،يعني أنت الآن عندما تهدي أحد هديه،هل تسمى بحقك هبة؟ قد تسمى في حقك هبة،متى؟ إذا ماقصدت أبدا لا عوض ولا غرض، وهذا نادر وبعيد ،فإحسانك للناس ليس أبدا مثل إحسان الله تعالى لك، وهبتك للناس ليس أبدا مثل هبة الله لك، لكن تجاوزا سمي عطائك هبة، لأنه لا يخلوا من إرادة وغرض .الآن معنى الاسم في حق الله تعالى،
الوهاب: هو كثير الهبة والمنة والعطية،يعني الوهاب له علاقة باسم المنان،فهو الذي يعطي عباده ويمن عليهم ويهب لهم، وموهبته عطاء بلا غرض ولا عوض ،فالله تعالى وهاب، يهب لعباده واحدا بعد واحد ويوالي عليهم النعم ويوسع لهم في العطايا ,
إذا النعم التي تراها متصلة عليك هذه إنما أتتك من اسمه الوهاب ،وهو سبحانه وتعالى بيده خزائن كل شيء وملكوت السماء والأرض ومقاليد الأمور يتصرف بملكه كيف شاء،
هذا يقارب اقترانه باسم العزيز، يعني هذا الكلام الآن من فهمك لاقتران الوهاب بالعزيز،لأنه يتصرف في ملكه كيف شاء، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، لامانع لما أعطى ولا معطي لما منع ،
فهو سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء مايشاء ولاتزال هباته على عبده متوالية وعطاياه له متتالية في عطاء دائم ومن مستمر ، الآن ماذا تحتاج تجاه اسم الوهاب بعد هذا الفهم العام له ؟ تحتاج أن تكون حساس تجاه النعم والمواهب والعطايا ، ناسباً كل العطايا إلى الله تعالى،فالذي يحجزك عن إيمانك باسمه الوهاب> أمران،
الأمر الأول: نسيان العطايا ،يعني أنت تكون فاهم أن هذه عطية من الله تعالى، لكن مع الأيام ماذا يحصل لك ؟ نسيانها هذه حال ،
والحالة الثانية: إنكارنسبة العطية إلى الله تعالى ،يعني تشعر أنك أنت صاحبها أنك مستحق لها،
قال تعالى في آية الزمر {فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَاخَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} يعني بعد أن يعطيه الله تعالى المنة ،هو ماذا يفعل في النسبة؟ ينسبها إلى نفسه ،ماذا يرد الله تعالى عليه؟(بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) فالذي يحجزك عن إيمانك باسمه الوهاب، أنتنسى أو تنسب النعمة لغير الله تعالى، كيف تنسى؟يعني الشخص يكون ما حاله؟ ينسى مواهب الله تعالى، ينسى أصلا أنه عايش في أمن وأمان ،يعني الآن لو قارنتي عيشك هنا في المدينة وبين عيش أهل القرى، وانظري لشيء مثل الحشرات مثلا،كيف يكون قارني فقط هذه المقارنة؟!نحن ماذا نتصور؟
الموهبة التي وهبنا الله تعالى إياها سكنى البيوت وأن تتكون البيوت محفوظة من أنواع الحشرات،
هل نشعر بها أنها موهبة؟ >لا،لا يوجد إحساس أصلا هذه القضية كأنها من المسَّلمات، من أجل ذلك عندما تنتقلي من المدينة إلى قرية في أي برنامج لأي سبب،
أول ما يفاجئك في السكنى أن هؤلاء يعني ساكنين مع الحشرات ،يعني متجاورين ، فتأتي وتسألي وحالتنا نحن من أين لنا هذا النوع من البنيان والعمران هذا أصلا أمر لا نفكر فيه، وإذا فكرنا فيه مباشرة ننسبه إلى الحضارة إلى أنفسنا إلى كذا وكذا، ونأتي لهم هم مثلا، هؤلاء الذين حالهم بهذه الصورة ويقع في نفوسنا عليهم،فنحن لسنا متصورين أن الله تعالى هوالوهاب،فعندماترى غيرك في هذه الحالة، يجب أن يكون في قلبك نوع عظيم من إشفاقك بموهبة الله تعالى والشكر على ذلك ،وعلى هذا عُدي الماء الذي نشربه، الصحة التي نملكها إلى آخر مانجده ملكنا وهبنا الله تعالى إياه ونحن ليس عندنا أي مشاعر ملاحظة لما نملك،أوملاحظة مع نسبتها لأنفسنا .
يتبع إن شاء الله
المفضلات