شرح أركان الإسلام -قل آمنت بالله ثم إستقم-

[فداء الرسول]

بسم الله الرحمن الرحيم

الذي خلقني فهو يهديـــــــــــــــــــــن

والذي هو يطعمني و يسقيـــــــــــــــــن

وإذا مرضت فهو يشفيـــــــــــــــــــــــــن

والذي يميتنى ثم يحييــــــــــــــــــــــــــــن

شرح قواعد الاسلام

قال رسول الله

" بني الإسلام على خمس شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله واقامة الصلاة وايثاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا"

الركن الأول

من أركان الاسلام الخمسة

قسم التوحيد



المفردات :

أحد: واحد
الصمد: المقصود في قضاء الحوائج
لم يلد: لا ولد له

لم يولد: لا أب و أم له

كفوا: مثيلا

المعنى :

هو الله واحد ، يدعوه الخلائق لقضاء حوائجهم ولم يكن له ولد، ولا أب ولا أم ، و لا

يشابهه أحد

[فداء الرسول]

إن شهادة أن لا إله إلا الله , هي الركن الأول من أركان الإسلام ( ويدخل في ذلك الشهادة بأن محمداً رسول الله وإن لم يذكر أحياناً ) وهذا معلوم من الدين بالضرورة , ولا خلاف فيه بين المسلمين قاطبة,شهادة أن لا إله إلا لله هي أول ما يجب علي العباد وهي كذلك آخر ما يدعي إليه العبد كما في الحديث : (لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله ) ( رواه مسلم ) , ومن أجلها شرع الله الجهاد والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولأجلها أصبح الناس فريقين : أهل الإيمان وهم أصحاب الجنة , وأهل الكفر وهم أصحاب السعير؛ لذا فمن حققها ظاهراً وباطناً وجاء بمقتضياتها وحقوقها كان له الأمن التام والاهتداء التام في الدنيا والآخرة كما : الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ( سوره الأنعام : 82) وكما في قولهr ( إن الله حرم علي النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ( رواه البخاري ومسلم ) , فهي مناط النجاة في الدنيا والآخرة و أفضل الذكر وأعظم الوسيلة ؛ لذا فيما يلي توضيحاً لأسمائها وأركانها وحقيقتها وشروطها .

وسوف نتحدث عن هذا الركن العظيم من خلال هذه الفقرات :

* أولاً : أسماؤها : لشهادة أن لا إله إلا الله أسماء كثيرة تكشف عن معناها وتعبر عن حقيقتها ومنها : ( كلمه التوحيد ) , ( كلمه الإخلاص ) , ( كلمه الشهادة ) , ( شهادة الحق ) .

* ثانياً : ركناها : لكلمه التوحد ركنان عظيمان هما :

1 . النفي : والمقصود به ( لا إله ). 2. الإثبات : وهو ( إلا الله ) .

فهي تنفي أن يكون في الوجود معبود بحق إلا الله وهي التي تثبت له ذلك وحده لا شريك له .

· لقوله تعالي : لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)( ] البقرة : 256[ ؛ و الايه دلت علي الركنين وهما الكفر بالطاغوت والإيمان بالله وهذا معني شهادة أن لا إله إلا الله والعروة الو ثقي : هي شهادة أن لا إله إلا الله , ( كما فسرها ابن عباس والضحاك وسفيان ) . والطاغوت : هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ( وهو راضٍ بذلك إن كان من البشر ) .

· وقول رسول الله : من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله وحسبه علي الله عز وجل رواه مسلم

* ثالثاً : حقيقتها ومعناها :

تشتمل حقيقة الشهادة ومعناها علي معان متلازمة : أهمها :

1. إفراد الله تبارك وتعالي بالعبادة : وذلك من التقرب إليه وحده ودعاؤه وحده ؛

: قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20)الجن : 20

2. البراءة من الشرك وأهله : فلا يتخذ ا لعبد ولياً من دون الله ولا يولي أعداء الله ؛

لقول الله تعالي : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) الزخرف

3. أن لا يتخذ العبد من دونه حكماً يحاكم إليه : فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله والدين ما شرعه الله إما كتابه أو علي لسان نبيه r

لقول الله تعالي : أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الأنعام

* رابعاً : شروطها :

1. العلم : : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه ُ 19 محمد وروي مسلم عن عثمان , قال رسول الله : من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة

2. اليقين : أي من أتي بالشهادتين فلابد أن يوقن بقلبه ويعتقد صحة ما يقول من أحقيه إلهيه الله تعالي وصحة نبؤه محمد قال رسول الله : لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة .

3. القبول المنافي للرد : أي لا للاستكبار ولا حسدا لقبولهما لقول الله تعالي لمن استكبر عن قبولهما : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ 33 الانعام

4. الانقياد :ولعل الفرق بينه وبين القبول هو أن الانقياد هو الاتباع بالافعال والاستسلام وعدم التعقب لشي من أحكام الله تعال اما القبول هو إظهار صحه معني ذلك بالقول : : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) النساء

5. الصدق : لقول رسول الله : من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة رواه أحمد, ومن قالها بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإنها لا تنجيه : وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة [

6. الإخلاص : لقول الله تعالي : فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (3) الزمر , لقول رسول الله : أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً ً من قلبه رواه البخاري أي أن تكون العبادة لله وحده , وكذلك في إتباع محمد بالاقتصار علي سنته وتحكيمه وترك البدع والمخالفات .

7. المحبة : وهي يجب فيه العبد محبه الله ومحبه رسوله ومحبة كل ما يحب من الأعمال والأقوال و لقول الله تعالي : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)أل عمران

8. الكفر بما يعبد من دون الله : لقول رسول الله : من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه رواه مسلم .

* خامساً ً : نقيض الشهادة : أي الكفر بالله والإشراك به وصور لذلك

اولا : ادعاء أن أحدا غير الله يخلق أو يرزق أو يحي أو يميت أو يدبر الامر أو أن له شركاء في ذلك مع الله كما قال الله تعالي : قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) سبأ

ثانيا : صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله لقول الله تعالي : ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) الفاتحة

ثالثا : العدل والتسوية بين الله تعالي وبين أحد من خلقه في المحبة والتعظيم والإجلال لقول الله تعالي : تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) الشعراء

رابعاً : إدعاء وسيله أو واسطة بين الله وخلقه يتقرب إليها الناس ظانينأنها تقربهم الي الله أوتشفع لهم عنده لقول الله تعالي : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)يونس

خامساً : التحاكم إلي غير شرع الله لقول الله تعالي : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) النساء



تتمة عن شهادة أن محمداً رسول الله

سبقت الإشارة إلي أن شهادة أن محمداً رسول الله تدخل في شهادة ألا إله إلا الله حقيقة ومفهوماً , فكل ما تقدم عن معني الشهادة يشمل الجملتين ولو لم يذكر إلا الجملة الأولي شهادة ألا إله إلا الله غير أن شهادة بأن محمداً رسول الله قرنت بالشهادة لحكم عظيمه ومنها :

1. محبته : وهي أصل عظيم من أصول الايمان إلا بكمالها قال رسول الله : والذي نفسي بيده لا يؤمن من أحدكم حتي أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين (رواه البخاري

2. إتباعه وطاعته : وهذا من لوازم محبته والإيمان به الله لقول الله تعالي : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) آل عمران

3. تصديقه في كل ما أخبر به :فمن رد شيئاً مما جاء به وكذبه فيه فهو كافر سواء كان رده اتباعاً للهوي أو لشريعة منسوخة أو موروثة أو علم وضعي لقول الله تعالي : وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) الزمر

4. تحكيمه في كل أمر فلا يقدم علي قوله وحكمه قولاً ولا حكماً و لا رأياً لأحد كائناً من كان لقول الله تعالي : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)الأحزاب

5. ألا يعبد إلا بما شرع : وذلك بالتمسك بسنته والتزام هديه في كل الأمور وترك ما نهي عنه من البدع , والتأسي به صلوات الله وسلامه عليه لقول الله تعالي : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)الأحزاب



تم تلخيص ما سبق من كتاب المختصر في شرح أركان الإسلام ( جمع وإعداد: بعض طلبه العلم )

[د/مسلمة]

جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة فداء الرسول

[فداء الرسول]

وخير جزاك اختي الحبيبة