1- قوانين العلم :
كل شيء في الكون يخضع لحسابات وموازين دقيقة ؛ لا مجال فيها للصدفة أو للعشوائية، وذلك جوهر العلم الحديث ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
]إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ( [القمر : 49]، ]وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً( [الفرقان : 2]، ]وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ( [الرعد : 8]، ]الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ( [الرحمن : 5]، ]وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ( [الرحمن : 7]، ]وَأَنزَلْنَا مِنَ الْسَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ( [المؤمنون 18]، ]وَالَّذِى نَزَّلَ مِنَ الْسَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ([الزخرف : 11]، ]وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ( [الحجر : 21]، ]وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ( [الحجر : 19].
2- دورات الحياة:
ترتبط الكائنات الحية (حيوانية ونباتية) مع الجماد - صلبا وسائلا وغازيا - في دورات حياة تتحول فيها الذرات والجزيئات من الجماد الميت إلى الكائن الحي، ومن الحي إلى الميت بلا انقطاع : مثل دورة تجدُّد الخلايا الحية واستهلاكها في الإنسان والحيوان ؛ ودورة الكربون بين خلايا الحيوان والنبات وبين غاز ثانيأكسيد الكربون بالجو ؛ ودورة النيتروجين بين الخلايا الحية من جهة وبين نتروجين الهواء الجوى والسماد الأرضي من جهة أخرى .
كل ذلك بيانٌ لما أوجزته الآيات : ]وَتُخْـــرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ([آل عمران: 27]، ]يُخْـرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ([الأنعام: 95]، ]وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ( [يونس : 37]، ]يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ( [الروم : 19] .
3- زوجية الكائنات الحية والجوامد:
قرر القرآن أن لكل شيء زوجين بعموم لفظ : "كل شيء": ]وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ( [الذاريات : 49]. ينطبق ذلك علميا على عالم الحيوان من أضخمه إلى أدق الكائنات من فيروس وبكتريا وميكروبات فكلها أزواج ، كما ينطبق على النباتات بما لها من أعضاء تذكير وتأنيث لم تكن معروفة وقت نزول القرآن ؛ وفي ذلك أيضا يقول: ]وَمِن كُلِّ اْلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ( [الرعد : 3].
بل ينطبق ذلك أيضاً على الجوامد: فمكونات الذرة لكل منها قرين ، والأجرام السماوية الضخمة يُعتقد الآن أن لها قرينا يسمى "المادة المظلمة".
4- طبيعة الكون:
الأرض ليست - كما ظن الأقدمون - محور الكون؛ وما هي إلا قطرة في الامتداد اللانهائي للكون، وتأمَّل الآية: ]تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَاْلرُّوحُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ( [المعارج : 4].
ويتضح ذلك أيضاً في التعبير القرآني؛ في ذكره للسماوات قبل الأرض حيثما اجتمع ذكر السماوات والأرض (178 آية ، عدا أربع آيات اقتضى السياق غير ذلك)؛ ومن ذلك: ]مَا خَلَقْنَا الْسَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى( [الأحقاف : 3].
ومن البديهي أن يموج هذا الكون على اتِّساعه بمخلوقات وصور للحياة لا نعلمها، وفي ذلك تقول الآيات: ]وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في اْلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلاَئِكَةُ( [النحل :49]، ]وَمِنَ آيَاتِهِ خَلْقُ الْسَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ([الشورى :29]، ]وَنُفِخَ في الْصُّورِ فَصَعِقَ مَن في الْسَّمَوَاتِ وَمَن في اْلأَرْضِ( [الزمر : 68]، ]تُسَبِّحُ لَهُ الْسَّمَوَاتُ الْسَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ( [الإسراء : 44].
نشأت الأرض - وغيرها من الأجرام السماوية في الفضاء المرئي - بانفصالها عن كتلة واحدة كبيرة، ويتفق ذلك مع الآية: ]أَوَ لَمْ يَرَ اْلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ الْسَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}[الأنبياء : 30].
تفتتت هذه الكتلة إلى سحابة دخانية كبيرة؛ كما جاء في الآية:
]ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى الْسَّمَاءِ وَهِىَ دُخَانُُ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اْئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا( [فصلت : 11].
ثم تكثَّفت أجزاؤها إلى نجوم وكواكب وأقمار منطلقة في مساراتها في الفضاء الذي يتَّسع باطِّراد، كما أشارت الآية:]وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ([الذاريات: 47].
![]()
المفضلات