ناسخ الحديث ومنسوخه

النَّسخ رفع الشَّارع حُكمًا منه متقدمًا, بحكم منه متأخِّر.

وهذا الفن ليس من خصائص مصطلح الحديث ، بل هو بأصول الفقه أشبه.

وقد كانت للإمام الشافعي في ذلك اليد الطولى، كما وصفه به الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى. قال الإمام أحمد لابن وارة, وقد قدم من مصر: كتبتَ كُتب الشَّافعي؟ قال: لا. قال: فرَّطت, ما علمنا المُجْمل من المُفسَّر, ولا ناسخ الحديث من منسوخه, حتَّى جالسنا الشَّافعي.

أهميته :

قال الزهري رحمه الله: "من لم يعلم الناسخ والمنسوخ خلط في الدين" .

وقد أسند الحازمي عن حُذيفة, أنَّه سُئل عن شيء فقال: إنَّما يُفتي من عرف النَّاسخ والمَنْسُوخ. قالوا: ومن يعرف ذلك؟ قال: عُمر.

ويعرف الناسخ والمنسوخ بما يلي:

1) بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقوله: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وكنتُ نهيتكُم عن لُحوم الأضَاحي فوق ثَلاثٍ, فكلوا ما بَدَا لكُم, وكنتُ نهيتكُم عن الظروف ...» الحديث أخرجه مسلم(282).

2) بجزم الصَّحابي بأنه متأخر, كـ: كانَ آخرُ الأمرين من رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضُوء مِمَّا مسَّت النَّار. رواه أبو داود والنَّسائي عن جابر.

3) بالتأريخ وعلم السيرة، وهو من أكبر العون على ذلك، كما سلكه الشافعي في حديث شداد بن أوس مرفوعا: " أفطر الحاجم والمحجوم ".

وقد صنفت فيه كتب كثيرة مفيدة، أهمها:

1) ناسخ الحديث ومنسوخه، لأبي بكر الأثرم.

2) ناس الحديث ومنسوخه، لابن شاهين.

3) الاعتبار في بيان النَّاسخ والمنسوخ من الآثار، للحافظ الفقيه أبي بكر الحازمي.

4) إعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه، لابن الجوزي.

5) رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار،للجعبري.

وينظر للمزيد:

فتح المغيث للسخاوي ،والباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث ، و تدريب الراوي النوع الرابع والثلاثون وقواعد التحديث للقاسمي.