أسباب ورود الحديث الشريف


إن من أنواع علوم الحديث معرفة أسبابه كأسباب نزول القرآن ، وقد صنف فيه الأئمة كتباً مثل أسباب نزول القرآن .

وذكر هذا النوع البَلْقِيني في «محاسن الاصطلاح» وابن حجر في «النخبة»

وصنَّف فيه أبو حَفْص العكبري, وأبو حامد بن كوتاه الجُوباري.

قال الذَّهَبي: ولم يُسبق إلى ذلك.

وقال ابن دقيق العيد في «شرح العمدة» : شرع بعض المتأخِّرين في تصنيف أسباب الحديث, كما صُنِّف في أسباب النزول.

وقال البَلْقِيني: والسَّبب قد يُنقل في الحديث, كحديث سُؤال جبريل عليه الصَّلاة والسَّلام عن الإيمان, والإسلام, والإحْسَان.

وحديث: القُلَّتين, سئل عن الماء يَكُون بالفَلاة وما يَنُوبه من السِّبَاع والدَّوَّاب.

وحديث: «صَلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ».

وحديث: «خُذِي فِرْصة من مِسْك».

وحديث: سُؤال: أي الذَّنب أكبر؟ وغير ذلك.

وقد لا يُنقل فيه, أو يُنقل في بعض طُرقه, وهو الَّذي يَنْبغي الاعْتناء به, فبِذْكر السَّبب يتبيَّن الفِقْه في المَسْألة من ذلك حديث: «الخَرَاج بالضَّمان» في بعض طُرقه عند أبي داود وابن ماجه: أنَّ رَجُلا ابْتَاع عبدًا, فأقامَ عندهُ ما شَاء الله أن يُقيم, ثمَّ وجَدَ به عيبًا, فخَاصمهُ إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فردَّهُ عليه, فقال الرَّجُل: يا رَسُول الله قد استعمل غُلامي, فقال - صلى الله عليه وسلم - : «الخَرَاجُ بالضَّمان».

وحديث : " إنما الأعمال بالنيات " يدخل في هذا القبيل ، وينضم إلى ذلك نظائر كثيرة لمن قصد تتبعه.

ثم ذكر البلقيني عدة أمثلة وقال : وما ذكر في هذا النوع من الأسباب قد يكون ما ذكر عقب ذلك السبب من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم .

انظر "تَدْريبُ الرَّاوِي في شَرْح تَقْريب النَّواوي (ج 2 / ص 272)

والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف لإبراهيم بن حمزة الحسيني ،وأسباب ورود الحديث أو اللمع في أسباب الحديث للسيوطي .