قال الله تعالى :" مثل الذين اتّخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون . إنّ الله يعلم ما يدّعون من دونه من شيء . وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلّا العالمون " ( العنكبوت 41-42-43 )
نلاحظ من خلال هذه الآيات أنّ الله عزّ وجلّ ضرب مثلاً بيت العنكبوت لأنّ في هذا البيت لسرّ عظيم ، علينا أن نتدبّر ونفكّر جيّداً لماذا ضرب الله تعالى هذا المثل ؟ لو درسنا الأمر لوجدنا أنّ بيت العنكبوت من حيث البناء والتصميم لبيت قوي البناء متين فخيط العنكبوت لو قارنّاه بخيط من الفولاذ له نفس المقطع لوجدنا أنّ خيط العنكبوت أمتن من خيط الفولاذ ، حيث تعرّف المتانة من النّاحية الفيزيائية بأنّها مقاومة المعدن للانقطاع . فإذاً هذا البيت بني من خيوط متينة وصمّم بشكل هندسي رائع بحيث تستطيع العنكبوت أن تحتمي بداخله ، وإذا حاول عدوّ لها أن يهاجمها يعلق بهذه الخيوط ثمّ تقضي عليه . وكذلك يؤمّن لها هذا البيت شبكة تشبه شبكة الرادار لتراقب من خلاله أعداءها كي تفترسهم . ممّا سبق نستنتج قوّة بناء بيت العنكبوت ، إذاً لم يكن الوهن في البناء ، فأين يكمن الوهن المقصود بقوله تعالى : إنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت .؟ لنعد وندرس الحياة الاجتماعية للعنكبوت والعلاقات بين أفراده ، فنجد أنّ بعد عملية التزاوج بين ذكر العنكبوت وأنثاه ، تقتل الأنثى الذّكر وتفترسه ثمّ تذهب لبناء بيت تحتمي به ، لذلك قال الله عزّ وجلّ : اتّخذت ولم يقل اتّخذ
لأنّ الذّكر قد مات والأنثى هي التي بنت البيت ، ووضعت صغارها فيه ، وبعد أن يكبر الأولاد يقضوا على الأم ثمّ يدبّ الصّراع بينهم ويتفرّقوا ليعيدوا حياة آبائهم.
وهكذا نرى أنّ معظم بيوت العنكبوت خالية من سكّانها نتيجة الصّراعات الدّائرة بينهم ، إذاً الوهن والضّعف يكمن في العلاقات الدّاخليّة في بيت العنكبوت .
من كتاب "خواطر علمية من كتاب الله "
لمؤلفه محمد صفوح الموصللي
دمشق
بيت العنكبوت
رد مع اقتباس
المفضلات