الرد على سؤالهم كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن ابن مسعود أنكر المعوذتين و لم يكتبهما في مصحفه ؟



يتسائل المغرضون كيف تقولون أن القرآن متواتر عن الصحابة رغم أن ابن مسعود أنكر المعوذتين و لم يكتبهما في مصحفه ؟


و الجواب الحجة عندنا في المصحف العثماني الذي أقره جميع الصحابة ، و لم يعترض عليه أحد منهم ،و لو اعترض عليه أحد منهم لنقل ذلك ؛ لأنه مما تتوافر الدواعي على نقله .


و العبرة في التواتر أن يروى عن جمع يحيل العقل تواطئهم على الكذب، لا أن يخالف فيه مخالف فظن ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن لا يطعن في قرآنيتهما ولا ينقض تواتر القرآن .



و إنكار ابن مسعود – رضي الله عنه – للمعوذتين كان قبل أن يستيقن قرآنيتهما ، فلما علم ذلك وتيقنه رجع إلى رأي الجماعة، وليس أدل على ذلك من أن الذين تعزى قراءاتهم إلى ابن مسعود متفقون على أن المعوذتين من القرآنفقراءة ابن مسعود قد رواها عاصم وحمزة والكسائي، وغيرهم وقراءة هؤلاء الأئمة موافقة للمصاحف العثمانية .


ولم يحك عن ابن مسعود – رضي الله عنه – بعد جمع القرآن أي إصرار أو استنكار لكتابة المعوذتين في المصحف ، ولو أنه بقي على موقفه من إنكار المعوذتين لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم -كلام حول تحريم زواج المتعة.