

-
* لفظ (أهل الكتاب) يشمل اليهود والنصارى، ويُقصد به أحياناً اليهود، وأحياناً أخرى النصارى، ويُفهم المقصود من سياق الآيات
-----------------------------------------------
* اليهود والنصارى المعاصرون هُم مِن أهل الكتاب .... والمقصود بِكتابهم : التوراة والإنجيل
-----------------------------------------------
* التوراة والإنجيل وإن دَخلها النقص والتحريف والتغيير والتبديل، إلاّ أنهم يُنْسَبون إليها، باعتبار الأصل .... فينبغي أن يُعلم أن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، وإن بدّلوا دينهم أو حرّفوه، فهم أهل الكتاب طالما أنهم ينتسبون لليهودية أو النصرانية
-----------------------------------------------
* هناك أقسام أربعة فى الخطاب القرآنى لليهود والنصارى :
1- (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ) ، وهذا لا يذكره الله سبحانه وتعالى إلا في معرض المدح :
(الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ)
(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
2- (الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ) ، وهذا لا يذكره الله سبحانه وتعالى إلا في معرض الذم :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا)
3- (الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ) أعم من اللفظين السابقين، وقد يأتى فى معرض المدح أو الذم :
(وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)
4- (أَهْلَ الْكِتَابِ) يعمّ الجنس كله :
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)
(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)
وقد يرِد المدح والذمّ في آية واحدة كقوله تعالى فى اليهود :
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
-----------------------------------------------
* حَكَم الله تعالى بِكُفرِ أهل الكتاب، ولكن لا توجد آية واحدة فى القرآن الكريم تصفهم بالمشركين صراحة
قال سبحانه وتعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وقال تبارك وتعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وقال عز وجل : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)
فظاهر لفظ الشرك لا يتناول أهل الكتاب
لقوله تعالى : (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)
وقوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)
ففرَّق بينهم في اللفظ ، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه
-----------------------------------------------
* نجد فى القرآن الكريم ثلاث طوائف مستقلة بعضها عن بعض :
1- طائفة المشركين، أي الذين ليس عندهم كتاب سماوي (على وجه محرف أو غير محرف) كالمجوس والبوذيين والهندوس وسائر عبدة الأوثان
2- طائفة أهل الكتاب، أي الذين يؤمنون بنبي أو رسول من الأنبياء والرسل وبكتاب من الكتب السماوية، على كل ما هم فيه من الضلالات الإعتقادية أو الأخلاقية
3- طائفة أهل الإيمان، وهم المؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بصرف النظر عما إن كانوا ولدوا في الإسلام أو دخلوا فيه من طائفة أهل الكتاب، أو طائفة المشركين والكفار
والقرآن في ذكره هذه الطوائف الثلاثة يميز بعضها عن بعض بما لا مجال فيه للإشتباه والإختلاط مطلقا ،
فلا يقول : «أهل الكتاب» ويريد بهم المشركين
أو يقول : «المشركين» ويريد بهم اليهود والنصارى
أو يقول : «الذين أوتوا الكتاب» ويريد بهم المسلمين
فلما قال الله تعالى في سورة البقرة : (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) ثم قال في سورة المائدة : (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)، فلا بد من القول بأنه ليس المراد بالمشركات في الآية الأولى نساء أهل الكتاب، وإنما المراد بهن نساء الوثنيين وغيرهم من الأمم غير الكتابية
-----------------------------------------------
* الآية التي تبيح للمسلمين أن يتزوجوا بنساء أهل الكتابين من اليهود والنصارى هي الآية 5 من سورة المائدة : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وقد اختَلَف العلماء والسلف الصالح - رحمهم الله - حول تفسير هذه الآية ، فى أمر الزواج من نساء أهل الكتاب
1- فمنهم من حَمَل آية سورة المائدة : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)، على أنها منسوخة، نسختها آية سورة البقرة : (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
وهذا القول لا يصح، فآية سورة المائدة مُحْكَمة غير منسوخة، لعدة اعتبارات :
* أن سورة المائدة من آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهي مُحكَمة غير منسوخة، بل قال بعض العلماء : لم يُنسخ منها شيء
* أن الخطاب القرآني يُفرِّق بين أهل الشرك وبين أهل الكتاب، فإذا ذُكِر أهل الكتاب لم يدخل أهل الشرِّك في الخطاب
* عَمَل الصحابة بذلك، وتتابع عمل الأمة والأئمة على ذلك
قال ابن عبد البرّ : وقد تزوج عثمان بن عفان نائلة بنت الفرافصة الكلبية النصرانية، وتزوج طلحة بن عبد الله من يهودية، وتزوج حذيفة من يهودية وعنده حُرّتان مسلمتان عربيتان، ولا أعلم خلافا في نكاح الكتابيات الحرائر بعد ما ذكرنا إذا لم تكن من نساء أهل الحرب (إنتهى)
2- ومنهم من حَمَل آية المائدة على خصوص أهل الكتاب، وآية البقرة في بقية أهل الشِّرك
3- إلا أن جمهور العلماء في كل زمان حملوا حكمها على ظاهر ألفاظ الآية وعموم إطلاقها، ولأجل هذا فإن جمهور الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين من السلف قد حملوا هذه الآية على الإذن العام في التزوج بنساء أهل الكتاب بدون قيد ولا شرط
-----------------------------------------------
أقوال السلف الصالح والعلماء :
1- عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - كان لا يرى التزوج بنساء أهل الكتاب مطلقا، وكان يقول : إن الله حرم على المؤمنين النساء المشركات في قوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) ، وكان يقول : «لا أعلم شركا أشد من أن تقول - أي المرأة - إن ربها عيسى أو عبد من عبيدالله» ، ولذا فإنه يحرم التزوج بنساء كل من يوجد الكفر والشرك في اعتقادهم من أهل الكتاب ، وقد فسر كلمة «والمحصنات» بالمسلمات ، فمعنى الآية بموجب رأيه : أن لكم أيها المسلمون أن تتزوجوا أيضا باللاتي يدخلن في الإسلام من نساء أهل الكتاب
ويؤخذ على رأي ابن عمر- رضي الله عنهما - أن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه الكريم من معتقدات أهل الكتاب ما هو مبني على صريح الشرك والكفر كقولهم : (إن الله هو المسيح ابن مريم) ، وكقولهم : (إن الله ثالث ثلاثة) ، وكقول اليهود : (عزيز ابن الله) ، وكقول النصارى : (المسيح ابن الله) ، بل قد نسب إليهم كلمتي الشرك والكفر، ولكنه على ذلك لم يذكرهم في أي موضع من كتابه العزيز بكلمة «المشركين» كاصطلاح لهم، وإنما ذكرهم في كتابه العزيز بكلمة «أهل الكتاب» ، أو بكلمات أخرى لها نفس هذا المعنى
والذين أيدوا ابن عمر - رضي الله عنهما - في رأيه يستدلون بقوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) ، مع أن هذه الآية إنما نزلت خاصة في أولئك الرجال والنساء الذين قد هاجروا من دار الحرب إلى دار الإسلام، والذين بقيت زوجاتهم أو أزواجهن على الكفر في دار الحرب، فالمقصود من الآية بيان أن نكاح الجاهلية ينفصم بمجرد دخولهم في دار الإسلام، ويكون من حق الرجل المسلم المهاجر أن ينكح غير زوجته السابقة المشركة، ومن حق المرأة المسلمة المهاجرة أن تنكح غير زوجها السابق المشرك، هذا المعنى يتحقق باعتبار سبب نزول الآية، أما إذا اقتصر أحد على نفس ألفاظها، فيقال له : إن الله عز وجل أنزل في موضع حكما عاما بقوله : {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}، وبين في موضع آخر أن جماعة من الكفار، وهم من أهل الكتاب، مستثنون من هذه الحرمة العامة وذلك بقوله تعالى : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}
2- الصحابي الثاني الذي رأى تقييد إباحة الزواج بنساء أهل الكتاب، هو عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - إذ يقول : إن هذا الحكم خاص بالذميات دون الحربيات، فلا يجوز الزواج إلا بنساء اليهود والنصارى الذين هم من رعايا دار الإسلام، مهما كانت عقائدهم فاسدة، وأما أهل الحرب منهم - أي الساكنون خارج حدود دار الإسلام - فلا يجوز الزواج بنسائهم، ودليله على ذلك أن الله تعالى قد أمر المسلمين بقتال هذه الطائفة من أهل الكتاب، وذلك حين قال تعالى : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وأيضا قد حرم على أهل الايمان أن {يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
هذا من جانب ....
ومن جانب آخر، فالعلاقة الزوجية لا تقوم إلا على المودة والرحمة، قال تعالى : {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، فعلى هذا كانت علاقة الزواج توجب المودة والمحبة، وإذا كانت مودة الحربيين من المشركين وأهل الكتاب محرمة على المسلمين، وكان قتالهم واجبا عليهم، فإنه ينبغي أن يكون زواج الحربيات - سواء أكن من المشركين أم من أهل الكتاب - محظورا
هذا ما احتج به عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - إلا أن جمهور الصحابة والتابعين والأئمة الفقهاء لم يوافقوه على رأيه، كما لم يوافقوا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - على رأيه، وهم، وإن كانوا كلهم يكرهون الزواج بامرأة من أهل الكتاب، إذا كانت من دار الحرب أو دار الكفر، ولكن ما قال بحرمته أحد منهم، لأن إباحته المذكورة في قوله تعالى :{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}،عامة شاملة لأهل الكتاب جميعا، سواء أكانوا من أهل الحرب أم من غيرهم، والله تعالى ما قيدها بشيء
3- الذين لا يوافقون عبدالله بن عمر وعبد الله بن عباس - رضي الله عنهم جميعا - على رأيهما ، ويقولون بأن حكم الآية شامل لأهل الكتاب كلهم، يدور الخلاف بينهم في معظمه حول تفسير كلمتين وهما : (المحصنات) و (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)
فالمحصنات عند جماعة منهم العفائف، وعند جماعة أخرى «الحرائر» دون الإماء، فلا يجوز الزواج عند الجماعة الأولى إلا بالعفائف من نساء أهل الكتاب دون الفاحشات والمومسات منهن، ولا يجوز الزواج عند الجماعة الأخرى بالإماء من نساء أهل الكتاب ولو كن عفائف، ويجوز بالحرائر منهم ولو كن فاحشات
4- يقول الإمام الشافعي - رحمه الله - فى اهل الكتاب : إنهم اليهود والنصارى من بني إسرائيل، وأما الأمم الأخرى التي قد انتحلت اليهودية أو النصرانية فلا تطلق عليها كلمة «أهل الكتاب»، لأنه ما أرسل موسى ولا عيسى عليها السلام إلا إلى بني إسرائيل، وما كانت دعوتهما لغيرهم من أمم الأرض
ورأي الإمام الشافعي - رحمه الله - أي اشتراطه الإسرائيلية فى اهل الكتاب، يؤخذ عليه أنه، وإن كان الخطاب في دعوة موسى وعيسى عليهما السلام لبني إسرائيل وحدهم، إلا أن الله ورسوله قد عد من أهل الكتاب حتى الأمم غير الإسرائيلية التي انتحلت النصرانية، ويدل على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كتب إلى قيصر الروم يدعوه إلى الإسلام ضمن في رسالته هذه الآية :{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}، مع انه لم يكن الروم من بني إسرائيل
5- قال الإمام مالك - رحمه الله - : نكاح اليهودية والنصرانية، وإن كان قد أحلّه الله تعالى، مُستثقل
6- يقول الأحناف وجمهور الفقهاء : إن كل أمة إذا كانت مؤمنة بنبي من الأنبياء، وبكتاب من الكتب الإلهية، تعد من أهل الكتاب، وليس كونها من اليهود أو النصارى شرطا في ذلك، فلو كانت في الدنيا طائفة مؤمنة بصحف إبراهيم وحدها، أو الزبور وحده، لكانت طائفة كتابية
7- ذهبت جماعة قليلة من السلف إلى أن كل أمة عندها كتاب يجوز الظن بأنه سماوي هي من أهل الكتاب كالمجوس مثلا، وهذه الفكرة قد وسعها في هذا الزمان جماعة من المجتهدين الجدد، حتى قالوا إن الهندوس والبوذيين أيضا من أهل الكتاب، فيجوز الزواج بنسائهم، لأنه لا بد أن يكون قد جاءهم نبي من الأنبياء، ولا بد أن يكونوا قد أوتوا كتابا من الكتب السماوية، ويؤخذ على هذا القول أنه مبنى على الظن، كما أنه لو تم اعتباره صحيحا، فمن بقى من أهل العقائد لكى يطلق عليه لفظ المشركين ؟؟؟
8- أصح رأي في كل هذه الاختلافات، الرأي القائل بأن المراد من أهل الكتاب اليهود والنصارى، سواء أكانوا من بني إسرائيل أم من غيرهم، فإن كلمة «أهل الكتاب» ما وردت بالقرآن إلا لهاتين الطائفتين، وقد صرح في موضع آخر بأنهما هما أهل الكتاب، وذلك حيث يقول عز من قائل : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا} ، أما الأمم الأخرى التي أنزلت إليها الكتب، فهي لما قد أضاعت كتبها ولم يبق شيء من معتقداتها وأعمالها يتفق مع تعاليم الأنبياء، فلا يجوز أن تطلق على إحداها كلمة أهل الكتاب، ولذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما جعل المجوس من أهل الكتاب على اعتقادهم بزرداشت، فلما أخذ الجزية من مجوس هجر قال : «سنوا بهم سنة أهل الكتاب»، ولم يقل إنهم من أهل الكتاب
ولما كتب إليهم يدعوهم إلى الإسلام قال بكل صراحة : «فان أسلمتم فلكم مالنا وعليكم ما علينا ومن أبى فعليه الجزية غير أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم»، فلا مجال للشبهة بعد ذلك بأنه يجوز أن تعد أمة غير اليهود والنصارى من أهل الكتاب، فتؤكل ذبائحها وتنكح نساؤها
-----------------------------------------------
* لا يصح أن يقال إن المراد بـ (المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)، أولئك اللاتي كن قد دخلن في الإسلام من نساء اليهود والنصارى، أو أن المراد بهن نساء الفرق الكتابية السليمة المعتقد والمتنزهة عن الشرك والكفر، وذلك :
1- لأن الله عز وجل قد قال : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ} قبل أن يقول : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، وليس المراد بـ «المؤمنات» اللاتي قد ولدن في الإسلام فحسب، بل المراد بهن كذلك اللاتي قد دخلن في الإسلام تاركات أديانهن السابقة، فلما كان قد أحل الزواج بالمؤمنات عموما، وفيهن من كن يهوديات أو نصرانيات قبل الإسلام، فأية حاجة اقتضت إذن ذكر المسلمات من الذين أوتوا الكتاب بالذات بعدهن ؟ إذ لو كان الأمر هكذا لما كان لهذه الجملة أي معنى أبدا
2- قد قال الله تعالى فى نفس هذه الآية كذلك : {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ}، فهل المراد بهم هنا أيضا أولئك المسلمين الذين قد دخلوا في الإسلام من اليهودية أو النصرانية ؟ فإن قيل : لا، فعلى أي أساس جاز أن يفسر «الذين أوتوا الكتاب» في جزء من آية بمعنى غير المعنى الذي يفسر به في جزء آخر من الآية نفسها ؟
3- أية فرقة من فرق أهل الكتاب هي بريئة من الشرك أو الكفر ؟ ومتى وجدنا فيهم الاعتقاد السليم عن الله تبارك وتعالى ؟ لقد حرفوا أصل تعاليم موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، فأنى كان لهم أن يجدوا سبيلا إلى صحة الإعتقاد حتى تكون فرقة منهم على الصراط المستقيم ؟
إذن لا يصح القول أبدا بأن المراد بـ «الذين أوتوا الكتاب» في قوله تعالى : {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، فرقة من اليهود أو النصارى سليمة في اعتقادها
أما الآيات التي قد يفهم عند قراءتها أنه كان في أهل الكتاب فرق سليمة في اعتقادها، فإنها تشير في حقيقة الأمر إلى أناس من أهل الكتاب كانوا قد آمنوا بالقرآن واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم، أو كادوا ، بناء على طهارة قلوبهم وسلامة فطرتهم
4- إذا فرضنا أن اليهود والنصارى فيهم طائفة مثل هذه، فإن الله تعالى ما قيد :{الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، بشيء يجوز الإستدلال به على أن هذا الحكم خاص بتلك الطائفة وحدها، وليس بشامل لسائر أهل الكتاب
-----------------------------------------------
* قوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ)، المقصود به الكافرات من غير أهل الكتاب، وأما نساء أهل الكتاب الْمُحْصَنَات فقد جاء الإستثناء في حقِّهن بقوله تعالى : (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ)، وهذا أخرج نساء أهل الكِتاب من عموم تحريم المشرِكات، بشرط أن تكون مُحصنة غير معروفة بالزنا
-----------------------------------------------
* عدم تكافؤ الزواج وكراهيته على اعتبار المصالح القومية أو الظروف الشخصية، فهذا أمر آخر، فلا يجوز لنا أن نحرم الحلال، غير أنه من حقنا ولا ريب أن نتجنب حلالا إذا كان لا يناسبنا في وضع خاص، إذ ليس معنى الحل والإباحة الأمر واللزوم والوجوب
-----------------------------------------------
* حُكم الزواج من نصرانية أو يهودية في هذا الزمان على الأرجح جائز بشروط :
الأول : أن تكون مُحصَنة، فإن لم تكن مُحصَنة - كأن تكون معروفة بالزِّنا - فلا يجوز نكاحها، إذ لو كانت مُسلمة لكان نكاحها مُحرّما بنصّ الكتاب، فكيف بالكتابية ؟ وآية سورة المائدة جاء فيها النص على المحصنات
الثاني : أن يأمن على نفسه من تغيير دينه، فإن خاف على نفسه حرُم عليه الزواج من الكتابية
الثالث : إذا كانت القوّة والغَلَبة للنصارى - كالدّول الأوربية والأمريكية - فإنه يجب عليه أن يشترط في حال الطلاق أن يكون الأولاد أولاده وليس لها عليهم حضانة، لأنه لا ولاية لكافر على مسلم، والأم إذا كانت كافرة فقد نص العلماء على أنه لا ولاية لها على أولاد المسلم، لقوله تعالى : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)
-----------------------------------------------
* الحكمة في جواز زواج المسلم من كتابية وتحريم زواج المسلمة من كتابي وغير كتابي؛ أن الإسلام يتشوّف إلى إسلام الناس كافّـة، ويُرغِّب في إدخال الناس في دِين الله، ويحرص على نجاتهم من النار، ولما كانت المرأة غالبا تتبع زوجها وتتأثّر به، أُذِن في نكاح الكتابية رغبة في إسلامها
-----------------------------------------------
للأمانة 
هذا الرد منقول عن أحد الأصدقاء الأفاضل
جزاه الله خير الجزاء وأحسن إليه
أرسله لى على بريدى الإلكترونى
حينما سألته نفس هذا السؤال الهام
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 15-04-2013 الساعة 11:01 AM
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 11-06-2010, 03:37 PM
-
بواسطة خادم النبي في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 25-11-2009, 12:01 AM
-
بواسطة نضال 3 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 12-05-2009, 01:58 AM
-
بواسطة الاشبيلي في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-03-2009, 08:37 AM
-
بواسطة fares_273 في المنتدى منتدى غرف البال توك
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 13-05-2008, 01:38 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات