سادسا: الرد على بعض ما ساق " الموقع .." من مواضيع توهّم أنها الضربة القاضية للإسلام ومن لا يتحملها عليه أن يراجع إيمانه بالإسلام ( فالبعض طبعاً يعبر عن الكل ) :
· تدليس رقم 1 .... من يضل البشر في الإسلام الشيطان أم الله ؟
· تدليس رقم 2 .... ملك اليمين ....... الزنا الحلال في الإسلام .
· تدليس رقم 3 .... سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ النَّاس دَخَلُوا فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا , وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا ...
· تدليس رقم 4 .... لماذا التوحيد يا رسول الإسلام .
الرد على تدليس 1 - من يضل البشر في الإسلام الشيطان أم الله ؟
ذكر " المدلس" أن القرآن ينسب الإضلال للشيطان :
" وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا "النساء 60
ثم ذكر " المدلس " بعد ذلك أن القرآن نسب أيضا ً الإضلال لله نفسه وحسب مشيئته ... بل أن من يضله الله فلا سبيل لاهتدائه :
" مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ "الأنعام 39
" وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا "النساء 143
"وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " الرعد 33
فإن كان الله يُضل من يشاء .... فبأي جريمة إذن سيعاقب الله البشر الذين ضلوا ..... ثم يتساءل " المدلس " أيضا ... هل بإمكان الإنسان الذي يُضلله الله مقاومة ذلك فينجو من العقاب .
ونقول " للمدلس " بفضل الله :
لقد انقسمت مخلوقات الله إلى :
1. مخلوقات فطرت على الطاعة والخير فقط وهم الملائكة ........" لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ "الحجر 6
2. مخلوقات اختارت الشر المطلق فقط وهم إبليس / الشياطين"إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ " الكهف 50 ......." إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا " مريم 44
3. مخلوقات وهبها الله نعمة العقل لتميز بين طريق الخير وطريق الشر وهم البشر" وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" البلد 10 أي بينا له طريق الخير وطريق الشر ........"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا " الإنسان 3........ هذا وقدأرسل الله للبشر رسلاً بيّنت لهم أن طريق الخير يوصل من يسير فيه إلى الجنة وحذرتهم من طريق الشر الذي يوصل من يسير فيه إلى النار ... حيث العذاب كله ..... "رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء 165 ...... كما حذر الله البشر من الشيطان وإتباع منهجه وطريقته في الشر الذي يورد صاحبه إلى النار " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " فاطر 6 ..... ثمترك الله للبشر بعد ذلك حرية الاختيار بين الطريقين .... طريق الخير أو طريق الشر " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29 ........ هذه هي سنة الله في خلقه وهو سبحانه وتعالى الذي .... "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " الأنبياء 23.
وشاء الله أن ينقسم هذا البشر إلى قسمين
القسم الأول ..... شاء الله أن يهديه :
وأصحاب هذا القسم هم الذين فضّلوا الالتحاق بهذا القسم وهم أيضا ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق التي حددها الله في قرآنه للانضمام لهذا القسم .... الذي شاء الله أن يهدي من سيلتحق به وأنيَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ....... وهم أيضاً الذين سيدخلون الجنة التي أعدها الله سلفا لهم ( وذلك بناء على ما قدموه من أعمال حسنه شرعها الله للبشر في الدنيا ) وهؤلاء نماذجاً للفئات التي شاء الله أن يهديهم :
" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ " يونس 9
" وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ" محمد 17
" وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "التغابن 11
"وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" آل عمران 101
" وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " النساء 66 – 68
" وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ " الرعد 27
" وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا " النور 54
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69..... وهكذا .........................
القسم الثاني ....... شاء الله ان يضله :
ولكن هناك فئات أخرى من البشر لا تختار ولا ترغب في أن تنضم إلى القسم الأول الذي شاء الله أن يهدي من سيلتحق به وكما أخبر ........... و لكنها تحب أن تلتحق بالقسم الثاني بالرغم أن الله قد أخبر في قرآنه أن من سيلتحق به فإن الله شاء أن يضله ....... بل وسيكون أيضاً من أصحاب النار ....( وذلك بناء على ما سيقدموه في الدنيا من أعمال شر نهوا عنها ) لأنهم يفضلون و يستحقون هذا ....... " وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى " فصلت 17و هؤلاء نماذجاً منهم :
· الكافرين :"كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ " غافر 74
· الظالمين :" وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " إبراهيم 27
· المسرف في المعصية و المرتاب (أي الشاك في دين الله ووحدانيته):" كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ " غافر 34
· الفاسقين :" وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ " البقرة 26
· الخائنين :" وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ " يوسف 52
· المسرف في المعصية والكذاب :" إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ " غافر 28
· المتلاعبون بالأديان : " إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا " النساء 137
فهؤلاء صنفوا انفسهم بالانضمام إلى فريق الإضلال واختاروا برغبتهم المطلقة ودون إجبار قرارا بممارسة أفعالا سيئة مثل الكفر أو الظلم أو الفسق أو الخيانة أو ...... كما حُدد في القرآن و ذكر أن من سيمارس تلك الأفعال سيقع ضمن قائمة القسم الثاني الذي شاء الله أن يضله.... ولذلك فإن الله لا يضل بالطبع البشر ابتداءا ولكن يرتب ذلك على ما اختاره الشخص نفسه من تفضيله بالقيام بأفعال للضلال على أفعال للهدى..
وفى النهاية فالأمر كما ترون اختياري ... فمن رأى طائرة عليها تحذير و مكتوب عليها " هذه الرحلة متوجهة إلى جهنم " عليه الفرار منها فورا وعدم الإصرار على ركوبها ( فلا شيء يجبره على ذلك ) وعليه سرعه الالتحاق بالطائرة الأخرى التي تقف بجوارها و المكتوب عليها " هذه الرحلة متوجهة إلى الجنة " ... فالخيار له و الأمر كله بيده وحده ... ولكن بالطبع لا عاقل ينكر أنه قد سبق في العلم الأزلي لله سبحانه وتعالى أي الطائرتين سيختار ويفضل ويلتحق كل بشر منا ...... نعم هكذا الأمر ببساطه ............
فإذا كان أسلوب ومنهج إضلال الشيطان للبشر هو قيامه " بافعال إضلال " على النحو المبين كالآتي :
" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" فاطر 6
" يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ " الأعراف 27
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " النور 21
" وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ " النمل 24
" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ " المجادلة 19
إذن فما هو أسلوب ومنهج ومفهوم إضلال الله للبشر فى الاسلام... هل الله سيفعل بالناس فعل إضلال ... ؟؟؟؟؟ الإجابة .. لا بالطبع ...... إذن فما هى كيفية وآلية هذا الإضلال كما اخبر الله بها في قرآنه .... إنها...
" مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُوَيَذَرُهُمْفِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" الأعراف 186
"فَنَذَرُالَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " يونس 11
إن كيفية وآلية إضلال الله للبشر في الإسلام هو انه" سيذر " ........ بمعنى أنه " سيترك " من اختاروا الطغيان وفضلوا أن ينضموا إلى القسم الذي اخبر الله أن من سيلتحق به فان الله سيضله ...... فالله سيتركهم لمرادهم و للطريق الذي اختاروه ................ و لذلك فمن البديهي أن من سيتركه الله سيسير بمفرده في طريق مقفر خال من العلامات الإرشادية الربانية المكتوب عليها " وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ " البقرة 182 و خال أيضا من الاستراحات الروحية المكتوب عليها " أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " الرعد 28 ولا يوجد بهذا الطريق وحدات للإنقاذ السريع من طراز " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " الطلاق 2 ............ وهذا الطريق غير متابع بالطبع بكاميرات الرعاية والتوفيق الإلهية المكتوب عليها " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ "الحديد4......... وإذا تعرض أي بشر خلال سيره في هذا الطريق لعدوان فانه سيحرم من " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا " الحج 38........وهكذا .... حقاً إن من سيسير في طريق مقفر مثل هذا الطريق .. ويحرم مما ذكر ومثله مما ورد فى القرآن الكريم .... فانه و لا محالة سيضل ولا سبيل لاهتدائه ..... وهذا هو مفهوم وكيفية إضلال الله للبشر في الإسلام .
مما تقدم راينا أن الإضلال أو الهداية ليسوا جبرية حتمية يفرضها الله على البشر منذ البداية ليعذبهم أو ينعمهم .. ( وهذا محال بالطبع على عدل الله تبارك وتعالى ) إنما هو أمر اختياري للبشربدليل أنه أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ثم ترك للبشر بعد ذلك مشيئة الإيمان أوالكفر بهم .
" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " الإسراء 15 .
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ" فصلت 46
ولكننا نتعجب كل العجب :
فبعد ثبوت براءة القرآن الكريم من زيف ما نسبإليه فإني أتساءل والعَجب يلفني : هل جهل " المدلس " وجود ما استنكره علىالقرآن الكريم في كتابه المقدس !!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ......... ألم يقرأ مثل هذه المعاني التي يستنكرهافي :
· سفرحزقيال 14/9 " فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ " .... هذا في الوقت الذي يثبتفيهالقرآن أن الله يؤتى الحكمة للأنبياء لأنهم سفراء السماء لأهل الأرض .." وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍوَحِكْمَةٍ" آل عمران 81
· تسالونيكي (2) 2/10-12 يقول بولس " وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ."
· اشعياء 19 / 14 " مَزَجَ الرَّبُّ فِي وَسَطِهَا رُوحَ غَيٍّ، فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِي كُلِّ عَمَلِهَا، كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ ".
· اشعياء 63 / 17 "لِمَاذَاأَضْلَلْتَنَايَارَبُّعَنْطُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ ".
· وفي رومية 9/18ذكر أنالله " يُقَسِّي" قلوب من أراد إضلالهم "فَإِذًا هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ،وَيُقَسِّيمَنْ يَشَاءُ ".
إن الكتاب المقدس هنا لايجعل الهدايةوالإضلال بسبب اختيار البشـر للضلال و الطغيان ... بل يسنده وما يستتبعه من العذاب إلىحق الله المطلق في فعل ما يشاء، ولذلك فهو يستكمل ما ذكره فيقول بعده مباشرة " فَسَتَقُولُ لِي : " لِمَاذَا يَلُومُ (أى لماذا يلوم الله البشر الذين ضلوا ؟) بَعْدُ؟ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ ( أى من الذي يستطيع أن يقاوم مشيئة الله ؟؟؟) ؟ بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا : " لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟؟؟" أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ ؟ فَمَاذَا ؟؟؟؟ إِنْ كَانَ اللهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ، احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةًلِلْهَلاَكِ. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ " . رومية 9/18-23
فالإضلال حسب النصالإنجيلي هنا لا يتعلق إلا بالمشيئة الإلهية وحدها ..... وهو أمر يختلف مع الذيذكرناه في التعليل القرآني لإضلال الله لأهل الشر فقط من البشر الذين اختاروا لأنفسهم طريق الظلم والطغيان ........... ( والذي يكون بترك الله لهؤلاء الأشرار ليسيروا بمفردهم فى الطريق الذى اختاروه ...... على النحو الذي شرحناه بعاليه والوارد في القرآن الكريم ).
و الآن سيلاحظ القارئ وسيكتشف " المدلس " انه قد وضع نفسه في مأزق ...... لأن الغبار الذي أثاره على سماء الإسلام يتساقط عليه هو وحده .... حيث أنكل ما أثاره وجد عليه ردا منطقيا في الإسلام ..... و أن ما ورد بعاليه في رومية 9/18-23 جعل تدمير " المدلس " في تدبيره .. ولماذا .....؟؟ اقرأ ..... "فَسَتَقُولُ لِي :" لِمَاذَا يَلُومُ ( أي لماذا يلوم الله البشر الذين ضلوا ؟؟ ) بَعْدُ ؟ ( فتكون الإجابة ) ... لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ ؟؟( أي من الذي يستطيع أن يقاوم مشيئة الله ؟؟؟ ) "
ولذلك فإن المدلس ينطبق عليه هنا ما ورد في كتابه المقدس و تحديداً في لوقا 19 / 22 "مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّير"
 |
|
 |
|
خلاصة الرد على تدليس 1 - من يضل البشر في الإسلام الشيطان أم الله ؟
ذكر " المدلس" أن القرآن ينسب الإضلال للشيطان و ينسب أيضا ً الإضلال لله نفسه وحسب مشيئته . ... بل إن من يضله الله فلا سبيل لاهتدائه .... فبأي جريمة إذن سيعاقب الله البشر الذين ضلوا ...؟؟؟
ونقول ... لقد انقسمت مخلوقات الله إلى
§ مخلوقات فطرت على الطاعة والخير فقط وهم الملائكة .
§ مخلوقات اختارت الشر المطلق فقط وهم إبليس / الشياطين .
§ مخلوقات وهبها الله نعمة العقل لتميز بين طريق الخير وطريق الشروهم البشر .. هذا وقد أرسل الله للبشر
رسلاً بيّنت لهم أن طريق الخير يوصل من يسير فيه إلى الجنة .. وحذرتهم من طريق الشر الذي يوصل
من يسير فيه إلى النــــار ... كما حذر الله البشر من الشيطان وإتباع منهجه وطريقته في الشر الذي
يورد صاحبه إلى النار ... ثم ترك الله للبشر بعد ذلك حرية الاختيار بين الطريقين ..... طريق الخير
أو طريق الشر " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف 29
وشاء الله أن ينقسم هذا البشر إلى قسمين
القسم الأول ..... شاء الله أن يهديه :
وأصحاب هذا القسم هم الذين فضّلوا الالتحاق بهذا القسم .... وهم أيضا ممن تنطبق عليهم شروط الالتحاق التي حـددها الله في قرآنه للانضمام لهذا القسم الذي شاء الله أن يهدي من سيلتحق به وأن يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .. وهم أيضاً الذين سيدخلون الجنة التي أعدها الله لهم ... ( وذلك بناء على ما قدموه من أعمال حسنه شرعها الله للبشر في الدنيا ) وذكرنــا نماذجاً للفئات التي شاء الله أن يهديهم .
القسم الثاني ....... شاء الله ان يضله :
ولكن هناك فئات أخرى من البشر لا تختار ولا ترغب في أن تنضم إلى القسم الأول الذي شــــــاء الله أن يهدي من سيلتحق به وكما أخبر... و لكنها تحب أن تلتحق بالقسم الثاني بالرغم أن الله قد أخبر في قرآنه أن من سيلتحق به فإن الله شاء أن يضله .... بل وسيكون أيضاً من أصحاب النار وذلك لأنهم فضلوا ممارسة أفعالا سيئة نهوا عنها مثل الكفر أو الظلم أو الفسق أو الخيانة ... ولذلك فإن الله لا يضل بالطبع البشر ابتداءا ولكن يرتب ذلك على ما اختـــاره الشخص نفسه من تفضيله بالقيام بأفعال للضلال بدلا من قيامه بأفعال للهدى..
إن كيفية وآلية إضلال الله للبشر في الإسلام هو انه " سيذر "
" مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" الأعراف 186..... بمعنى أنه" سيترك "
من اختاروا الطغيان وفضلوا أن ينضموا إلى القسم الذي اخبر الله أن من سيلتحق به فان الله سيضله
... فإن الله سيتركهم لمرادهم و للطريق الذي اختاروه .... و لذلك فمن البديهي أن من سيتركه الله
سيسير بمفرده في طريق مقفر خال من العلامات الإرشادية الربانية ... ولذلك فانه و لا محالة سيضل
ولا سبيل لاهتدائه .. وهذا هو مفهوم وكيفية إضلال الله للبشر في الإسلام .
أما الكتاب المقدس فلايجعل هداية الله أو إضلاله للبشر بسبب اختيار البشـر بأنفسهم بالقيام
بأعمال الخير أو الشر أولاً ...... بل يسنده وما يستتبعه من العذاب إلىحق الله المطلق في فعل ما يشاء .
|
|
 |
|
 |
المفضلات