اقتباس
. فقد تبع موتَ غريغوريوس اختيار أثنين من البابوات متنافسَين. فكان هناك قوتان متناحرتان كل منهما معترف بها انها معصومة، وكل منهما كانت تطالب الناس بالطاعة. وكل من هذين البابوين استنجد بالامناء لمعاونته في اثارة الحرب ضد الآخر، وكان يرغم الناس على اطاعة اوامره بالحروم التي كان يقذفها في وجوه خصومه، والوعد بالجزاء الصالح في السماء لانصاره. فكان هذا الحادث من العوامل التي أدت الى اضعاف سلطة البابا الى حد كبير. ولقد بذل الحزبان المتنافسان قصارى جهدهما لمهاجمة احدهما الآخر، فاستراح ويكلف بعض الوقت.
كان كل من البابَويْن يرشق الآخر بالحروم والمهاترات، وسالت الدماء كالانهار ليثبت كل من الاثنين حقه، فغمرت الكنيسة سيول من الجرائم والوشايات
باباوين اثنين
معصومين
يسوقهما روح القدس
إلى حرب بين أتباع كل منهما
تسيل خلالها الدماء كالأنهار
وتغمر الكنيسة سيول الجرائم والوشايات والفساد
هذين الباباوين
أمرهما بلا شك بين أمرين اثنين
إما أن يكونا كاذبين وغير معصومين
وأما أن يكون الذي يسوقهما روح قدسين اثنين مختلفين
كأن تكون روح القدس الأول ( حمامة بيضاء ) تسوق أحدهما
وأن تكون روح القدس الثاني ( حمامة سوداء ) تسوق الآخر
أعتقد أن كل عاقل يميل إلى الأمر الأول
أن كلا الباباوين كاذبين وأنه لا عصمة للباباوات
وأن الذي يسوق البابا حقا هو مصالحه وأهوائه ورغباته
وأن البابا في سبيل تحقيق رغباته ومصالحه يستخدم كل أنواع الكذب
ولا يكترث بالدماء التي تسيل بين خصومه وأتباعه
غايته البابا الوحيدة أن يثبت كرسي باباويتة على جماجم وأشلاء هؤلاء الجهلاء
نعم لقد اكتشف جون ويكلف جرائم فساد الكنيسة والباباوات والرهبان بحكم موقعه
وشاهد تضحية الباباوات بشعوبهم واتباعهم فقام ينادي بالإصلاح
وقد علم أن الشعب لا ينقاد للبابا وللكهنة وللرهبان إلا بسبب احتكارهم للبايبل والإحتفاظ به بعيدا عن لغة شعوبهم وعن أيديهم ،
فجهل تلك الشعوب بما تحتويه تلك الكتب أكبر العوامل في خضوعها لسلطان البابا ورجال الدين
فتبادر إلى ذهنه أن أول الطريق إلى الإصلاح هي ترجمة البايبل إلى لغة الشعب ونشر أكبر عدد من النسخ المترجمة بين تلك الشعوب
فقام بترجمتها وهو الخبير بها
فقامت قيامة البابا والكنيسة ورجالها والمنتفعين
لقد قاد ذلك المصلح حركة الإصلاح رغبة منه في اصلاح الكنيسة
وانقاذها من الجرائم والفساد والوثنية والتسلط باسم العصمة
فانشق بذلك عن كنيسته الأم
اكتفى هذا المصلح بالمناداة باصلاح الفساد الذي أحدثه رجال الدين وبترك بعض مظاهر الوثنية
وكأنه يكفي بعض الترقيع في إصلاح ذلك الثوب البالي والمهترأ
كم كنت أتمنى أن لا يكون هذا المصلح اكتفى بهذا القدر من الإصلاح
أعذره تارة وألومه أخرى
أعذره عندما أتخيل سطوة البابا وبطش الكنيسة التي كانت ترهب الملوك في حينها
كما أن عظام ذلك المصلح لم تسلم من ذلك البطش حتى بعد اكثر من أربعين عاما
يأمر البابا بنبش قبره وحرق عظامه وذر رماده في النهر
وألومه أيضا لأنه كان جادا في تنفيذ تعاليم السيد المسيح عليه السلام
وهو أقدرهم على فهم نصوص الإنجيل
كيف فاته أن يظهر للناس أن المسيح عليه السلام ليس إلها وليس جزءا من إله وإنما هو بشرا نبيا رسولا من عند الله ، كما جاء في اعلان يسوع عن نفسه أن ذلك الإله أرسله وأنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا ، وكما فهم ذلك أيضا تلاميذ المسيح عليه السلام وأعلنه شيخهم بطرس على الملأ بقوله :
( أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ ) أع 22/2
وأنا أشهد أن المسيح عليه السلام رجلا كباقي الرجال ولكن الله اختصه بالنبوة والرسالة وأجرى على يديه الكثير من المعجزات
لا أريد الإعتذار عن الإطالة فالأمر جلل
كما أن الفوز بالجنة والنجاة من نار جهنم يستحق البحث والدراسة وتكريس الجهد والوقت والتوجه إلى الله خالق السماوات والأرض بالدعاء والإستغاثة والطلب أن يرشدنا ويهدينا إلى أفضل الأقوال والأفعال فإنه لا يهدي إلى أفضلها إلا الله وأن يصرف عنا سيئها فإنه لا يصرف عنا سيئها إلا الله
أعوذ بعظمتك ربي أن أَضل أو أُضل أو أن أجهل أو أن يجهل علي
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المفضلات