

-
إبطال دعوى صلب المسيح من الإنجيل :
إن الذي يقرا قصة الصلب في الأناجيل يلاحظ أن الشخص الذي صلبتهاليهود لم يكن عيسي ، وذلك لما يلي : -
1- لم يكن " عيسي " معروفا بشخصه لدي رجال الشرطة ، التي أمرتبالقبض عليه ولذا أخذوا معهم " يهوذا الأسخريوطي" ليعينه لهم ،
2- ثبت أن "يهوذا" ندم على استعداده لمعاونة الشرطة ، في تعيينشخص عيسى من بين التلاميذ ، ورد لهم المبلغ الذي أخذه منهم ،
1- يحتمل بناء علي هاتين الملاحظتين ، وهما مذكورتان في الإنجيل نصا، أن يهوذا أدركته الندامة قبل وصوله مع رجال الشرطة إلي المكان الذي فيه عيسي معتلاميذه، فعين لهم أحد التلاميذ على أنه "عيسى" ، ولم ينكر التلميذ رغبة فيإنقاذ معلمه ، فأخذ وصلب ،
2- أن اليهود قتلت رجلا لم تعينه بإقرار الإنجيل ، ولم تعرفه إلابشهادة "يهوذا الأسخريوطي" ، أنه ذلك المطلوب ، وأما الإنجيل فلا دليل فيه صادقبتحقيق ذلك ، ولا خبر قاطع للحجة ، كيف لا ونصوص الإنجيل ، والكتب النصرانية ،متضافرة دالة على عدم صلب"عيسى"-عليه السلام- ووقوع الشبه على غيره، وذلك منوجوه،منها:
أ - جاء في الإنجيل أن المطلوب قد استسقي اليهود ، فأعطوه خلاممزوجا بمرارة فذاقه ولم يشربه فنادي ،إلهي إلهي ، لم خذلتني .أو [ إيلي ، إيلي، لم شبقتني ] [ إنجيل متى إصحاح، 28]في الوقت الذي صرحت فيه الأناجيل بأنعيسى -عليه السلام - كان يطوي أربعين يوما وليلة ، ويقول للتلاميذ : إن لي طعامالستم تعرفونه ، ومن يصبر علي العطش والجوع أربعين يوما وليلة كيف يطهر الحاجةوالمذلة والمهانة لأعدائه بسبب عطش يوم واحد !!
هذا لا يفعله أدنى الناس ، فكيف بخواص الأنبياء؟ أو كيف بالربتعالى- على ما تدعيه النصارى؟!!
فيكون حينئذ المدعي للعطش غيره يقينا - وهو الذي شبه لهم .
ب- قوله : إلهي إلهي لم خذلتني ؟ هو كلام يقتضى عدم الرضابالقضاء ، وعدم التسليم لأمر الله تعالي ، و"عيسى"- عليه السلام- منـزه عن ذلك، فيكون المصلوب غيره ، لا سيما والنصاري يقولون : إن المسيح عليه السلام نزلليؤثر العالم علي نفسه ، ويخلصه من الشيطان ورجسه
فكيف يتفق هذا معذلك ؟ وهو علي خلافه تماما ،
5- جاء في التوراة أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسي وهارون عليهمالسلام لما حضرهم الموت، كانوا مستبشرين بلقاء ربهم ، فلم يجزعوا من الموت ، ولميهابوا مذاقه ولم يعيبوه مع أنهم عبيد الله ، والمسيح ، بزعم النصاري ، ابن الله أوهو الرب ، فكان ينبغي أن يكون أثبت منهم ، ولما لم يك كذلك ، دل علي أن المصلوبغيره .
6- نطق الإنجيل بأن عيسى - عليه السلام - نشأ بين ظهور اليهود ،وكان معهم في مواسمهم وأعيادهم وهياكلهم ، يعظهم ، ويعلمهم ، ويناظرهم ، ويعجبون منبراعته وكثرة تحصيله حتى كانوا هم يقولون : أليس هذا ابن يوسف ؟ أليست أمه مريم؟ فمن أين له هذه الحكمة ؟
وإذا كان كذلك غاية في الشهرة والمعرفة عندهم ، فلم نص الإنجيل عليأنهم وقتما أرادوا القبض عليه لم يحققوه ، حتي دفعوا لأحد تلاميذه ، وهو يهوذثلاثين درهما ليدلهم عليه ؟ فلما قبله لهم ، وهي العلامة المتعارف عليها أمسكوهوربطوه وتركه التلاميذ وهربوا ، وتبعه " بطرس " من بعيد، فقال له رئيسالكهنة: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟ فقال لهالمسيح : أنت قلت ذلك !! [ انظر إنجيل متى، إصحاح، 26.]
تري هل يمكن أن تلتبس شخصية المسيح علي رئيس الكهنة والجمع الكبيرحتى يستحلفه باسم الله الحي ... هل أنت المسيح ؟ فيقول له : أنت تقول ؟!!
7- وهذا يؤكد لنا أن المصلوب ليس عيسى، وإنما غيره يقينا، ألقي عليهشبه عيسى، حتي صار الناس في شك منه ، فالشبه شبه عيسى ، ولكن الدلائل والأحوال تؤكدأنه غير عيسى - عليه السلام -لذلك سأل كبير الكهنة ذلك المصلوب! هل أنت المسيح؟
8- وليس هذا فقط، بل شك فيه كل تلامذته، وأنكره أحب التلاميذإليه.
وفي الإنجيل أيضا: "أن يسوع كان مع تلاميذه بالبستان، فجاءاليهود في طلبه فخرج إليهم، وقال لهم: من تريدون؟ قالوا: يسوع، وقد خفى شخصهعنهم، ففعل ذلك مرتين[ إنجيل يوحنا.]
وفي إنجيل متى :"بينما التلاميذ يأكلون طعاما مع يسوع قال:"كلكم تشكون في هذه الليلة، فإنه مكتوب أني أضرب الراعي فتفترق الغنم،فقال"بطرس": فلو شك جميعهم ما أشك أنا، فقال يسوع: الحق أقول لك: إنك فيهذه الليلة تنكرني قبل أن يصيح الديك" وقد كان. فقد شهد عليهم بالشك، بل علىخيارهم أو أخيرهم" بطرس" فإنه خليفته عليهم.
فقد انخرم حينئذ الوثوق بأقوال النصارى في صلب المسيح، وجزم بإلقاءالشبه على غير "عيسى" عليه السلام.
9. ماالذي يمنع الشبه أو يحيله، والله عزوجل قادر على أن يجعل شبه"عيسى"- عليه السلام- علي ذلك الخائن، أو علي شيطان، أو علي أي شيء، واللهسبحانه وتعالي الذى جعل من عصا موسى حية ، قادر على أن يجعل إنسانا شبه إنسان، فإذاكان الله عزوجل خلق جميع ما للحية في عصاة موسى- عليه السلام - وهو أعظم من الشبه- فإن جعل حيوان يشبه حيوانا، أقرب من جعل نبات يشبه حيوانا وقلب العصا حية تسعى، مماأجمع عليه اليهود والنصارى، كما أجمعوا على جعل النار لإبراهيم عليه السلام- برداوسلاما، وعلى قلب الماء خمرا، فإذا جوزوا مثل هذا، جوزوا-أيضا- إلقاء الشبه من غيراستحالة. وصدق الله {في أي صورة ما شاء ركبك} [ سورة الانفطار:8]
10- ولم يقع الشك من رئيس الكهنة فقط، ولامن تلاميذ المسيح حتى"بطرس" فحسب ، بل من جميع من كان في المشهد وحتى الذين اقتادوا عيسى لصلبه،سألوه قائلين:"إن كنت أنت المسيح فقل لنا ؟ فقال لهم: إن قلت لكم لاتصدقوني، وإن سألت لا تجيبوني ولا تطلقونني. [ إنجيل لوقا، إصحاح، 22(67)]
والمعنى واضح : إن قلت لكم لست أنا المسيح لا تصدقونني، وإنسألتكم بعدها أن تطلقوا سراحي لا تجيبون طلبي، ويستحيل أن يكون المعنى: إن قلتلكم أنا المسيح لا تصدقوني، لأنهم إذا كانوا لا يصدقونه أنه المسيح فلم جاءوا به؟
فلم يبق إلا المعنى الوحيد المعقول: وهو إن قلت لكم لست أناالمسيح لا تصدقوني ولا تجيبونني إلى ما أريد ولا تطلقونني.
11- بل في الإنجيل ما يصرح بنجاة عيسى عليه السلام حتما، ويؤكدإلقاء الشبه على غيره يقينا، وذلك في قوله:"أقول لكم إنه في تلك الليلة يكوناثنان على فراش واحد ، فيؤخذ الواحد ويترك الآخر".[ إنجيل لوقا، إصحاح، 17(34-36)] أي التلميذ الخائن يؤخذ، ويترك المسيح ، بدليل ما جاء في سفرالأمثال "الشرير فدية للصديق"[ سفر الامثال، إصحاح، 21(18)] يعنيالخائن يصلب فدية للصديق وهو المسيح.
ويقول سفر المزامير:" كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيهالله، يحفظ جميع عظامه واحد منها لا ينكسر ، الشر يميت الشرير، ومبغضو الصديقيعاقبون، الرب نادى نفس عبده وكل من اتكل عليه لا يعاقب." [ مزمور 34،عدد(18)]
وفي إنجيل يوحنا" فرفعوا حجارة ليرجموه ، أما يسوع فاختفى وخرج منالهيكل مجتازا في وسطهم." [ إنجيل يوحنا، إصحاح 8 (59)] فطلبوا أيضا أنيمسكوه فخرج من بين أيديهم." [ إنجيل يوحنا، إصحاح، 1(36)]
12- وفي إنجيل متى" مكتوب أنه يوصى ملائكته بك فعلى أيديهميحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك"[ إنجيل متى، إصحاح ، 4(6)] فكيف تكونالوصية للملائكة حتى لا تصدم رجل المسيح بحجر ، ثم يترك للصلب والتعذيبوالإهانة؟!!
13- وفي إنجيل يوحنا:" أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداماليمسكوه، فقال لهم يسوع أنا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم أمضى إلى الذي أرسلني ،ستطلبونني ولا تجدوني، حيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، فقال اليهود فيمابينهم إلى أين هذا مزمع أن يذهب حتى لا نجده نحن، لعله مزمع أن يذهب إلىشتاتاليونانيين ويعلم اليونايين. [ إنجيل يوحنا ، إصحاح، 7(35-36)] فما معنىهذا القول الذي قال المسيح:" ستطلبونني ولا تجدوني، وحيث أكون أنا لا تقدرونأنتم أن تأتوا؟!!
ألا يعني هذا أن ملائكة الرب حملته بعيدا إلى السماء في يوم الضيق،ولم يتمكن منه الكهنة والفريسيون بل إن الكهنة والفريسيين لم يروه أبدا - ولم يروه - بعد أن تركهم في الهيكل،كما قال لهم في آخر لقاء عاصف معهم:" إنني أقول لكملا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب ثم خرج يسوع ومضى منالهيكل." [ إنجيل متى، إصحاح، 23(29)]
14- والمسيح نفسه ينفي عن نفسه فكرة القتل والصلب ينفيها بكل قوة فيمواضع كثيرة، ويتوعد بالقتل والصلب بدلا منه "يهوذا الخائن"بقوله: سقط فيالهوة من صنع[ إنجيل يوحنا]
وذلك لأن :"الرب قضاء أمضى: الشرير يعلق بعمل يديه، المعلقعلى الخشبة ملعون من الله"[ إنجيل يوحنا]بأي جنون وبأي حماقة لعنوا الناموسوالمسيح"المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كلمن علق على خشبة"
نقول لهم: ألم تهتز عقولكم وقلوبكم ولو مرة واحدة، فتكف عن لعنةالناموس والمسيح؟ ألم تسمعوا يسوع يقول لكم :" تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني،أليس موسى قد أعطاكم الناموس وليس أحد منكم يعمل بالناموس لماذا تطلبون أنتقتلوني. [ إنجيل يوحنا، إصحاح، 7(19)
فارجعوا إلى الحق الذي جاء به المسيح ،فهو طريق الخلاص الحقيقي، لاما أنتم عليه،وتذكروا قوله: "اذهبوا وتعلموا ما هو، إني أريد رحمة لاذبيحة"[ إنجيل متى، إصحاح ، 9(13)]
ومن هنا نعلم أن هذه الأناجيل ليست قاطعة في صلبه، بل فيها اختلافاتوشكوك كثيرة -كما قدمت لك- وصدق الله{وما قتلوه وما صلبوهولكن شبه لهم وإن الذي اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وماقتلوه يقينا}[ سورة النساء:157، ] ا.هـ
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 20-01-2012, 03:20 PM
-
بواسطة om miral في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 16-03-2010, 11:57 AM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 25-12-2009, 03:15 AM
-
بواسطة العرابلي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 09-11-2008, 02:14 PM
-
بواسطة مـــحـــمـــود المــــصــــري في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 18-08-2005, 08:26 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات