موقف القرآن من مولد عيسى عليه السلام‏:‏

الله سبحانه وتعالى يصطفى رسله من بين خلقه، هذا الاصطفاء يقتضى أنيكون الرسول أشرف الناس نسبا وأطهرهم قلبا، وأزكاهم نفسا، وأرجحهم عقلا، بحيث يخلومن أي خلل ينتقص به أو أمر يعاب عليه‏.‏
وحديث القرآن الكريم عن مريم - وهي أم نبي من أنبياء الله تعالى - حديث مفعم بالأدب ، فهو يتحدث عن عفتها وبراءتها التامة مما رماها به اليهود‏.‏
أما عن الاصطفاء والطهارة فيقول تعالى‏:‏ ‏{‏ وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين‏}‏ ‏[‏ سورة آلعمران ‏:‏42‏]‏
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال ‏:‏ ‏"‏ قال رسول الله صلىاله عليه وسلم ‏"‏ كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران،وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وفضلعائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام‏.‏‏"‏ ‏[‏ أخرجه البخاري، كتاب فضائلالصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث رقم‏(‏3769‏)‏‏]‏ وأما عن عفتهاوبراءتها من الفاحشة فيقول تعالى‏:‏‏{‏ومريم ابنت عمران التيأحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت منالقانتين‏}‏‏[‏ سورة التحريم‏:‏12‏]‏
وقال أيضا‏:‏ ‏{‏والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آيةللعالمين‏}‏ ‏[‏ سورة الأنبياء ‏:‏91‏]‏
ويلعن اليهود بكفرهم وافترائهم على مريم البهتان، فيقول‏:‏ ‏{‏وبكفرهم وقولهمعلى مريم بهتانا عظيما‏}‏ ‏[‏ سورة النساء‏:‏ 156‏]‏
فقد استحقوا اللعنة بكفرهم وافترائهم على السيدة العذراء بهتاناعظيما، وهو الزنا‏.‏ ‏[‏ حقيقة العلاقة بين اليهود والنصارى، صـ109-110‏,‏بتصرف‏.‏‏]‏