

-
يا أخى ....... المقصود من ( متاع ) ...... أنها ملك للزوج .
وأنا أعلم أنه ما كان أحد ليجبرها على الزواج من عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه ولكن نظرة الصحابى رضى الله عنه إلى المرأة ....... وأنها ملك له من ضمن أملاكه يريد تقاسمه هو وأخوه كما تقاسم معه ماله الخاص ... وكأنها ليست إنسانة لها روح وعقل وقلب ومشاعر .... بل قطعة أثاث زائدة عن الحاجة يريد التبرع بها .......هذا هو محور الإشكال .
وقد بحثت ولله الحمد توصلت إلى رد مناسب ..... يقوى ما ذهبتم إليه أيها الأخوة الكرام فأرجو التفضل بقبوله :
ما يرمى إليه المتشبه هو أن الإسلام نظر للمرأة على أنها ملك للزوج .. قطعة أثاث لا أكثر ولا أقل .
وهذا التصور فاسد عقلاً ونقلاً .....
قال الله تعالى : آتوهن أجورهن ...... ولم يقل أثمانهن ...... والفرق واضح لمن لديه أدنى علم باللغة العربية .... فالأجر هو ما يأخذه المرء مقابل عمل يقول به .... وكأن قبولها أن تعش مع زوجها خدمة تقدمها له ...... حتى أنه فى الطلاق قبل الدخول يعطيها نصف المهر المسمى .
كذلك فقد قال الله تعالى : عاشروهن بالمعروف ... وقال : ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن .. وقال : ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا .
فهل هذه الآيات تتحدث عن قطعة أثاث ؟! ...... هل هذه الآيات تتحدث عن جماد مجرد من المشاعر والأحاسيس ؟!! .. لا أظن ذلك .... أليس كذلك ؟!
ولكن هذه الآيات كلها مدنية !!!! ........ فقد نزلت بعد العام الخامس للهجرة ..... فالآيات المذكورة من سورتى النساء والطلاق ..... وقد نزلتا بعد سورة الأحزاب ... وسورة الأحزاب نزلت وقت زواج الرسول صلوات الله عليه وسلامه من السيدة زينب رضى الله عنها ..... وكان هذا الزواج فى العام الخامس للهجرة .
والحادثة المذكورة فى الشبهة حدثت فى أول الهجرة ...... فى ظل ظروف كانت تعتبر المرأة ملكاً لزوجها ..... ولم يكن لها أدنى حقوق ..... وكان الرجل إن مات قريبه .. ورث إمرأته ... بمعنى أنها لو كانت جميلة إحتبسها لنفسه كرهاً وغصباً ... ولو كانت دميمة حبسها عن الزواج حتى تموت فيرثها ...... حتى نزلت هذه الآيه : يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ( سورة النساء أيضاً ) ...... فأين هذا من الفعل الذى فعله سعد بن الربيع رضى الله عنه ؟
ولهذا نلاحظ لهجة سعد بن الربيع رضى الله عنه : حتى إذا حلت تزوجتها ..... وكأنه متأكد من أنها ستتزوج بعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه ....... قد يرد البعض على هذا بأن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه من خيرة الصحابة وأنه تاجر ناجح ولكن هل هذه أسباب كافية تجعل رجلاً يضحى بزوجته ( حتى ولو كان من باب أنها تخدمه ) و يضحى بنفقات الزواج والطلاق وهو مطمئن النفس هادئ البال متيقن من أن لتضحيته نتيجة ؟!! ....... هذا الأمر ما أراه إلا مستحيلاً .
إذاً :
فالشبهة باطلة من أساسها ...... وما حاول المتشبه إثباته بها منفى نفياً قطعياً بنصوص القرآن .
أما قوله : أين الغيرة والنخوة والرجولة .... قلنا : هو لم يدعه إلى أن يفعل بها محرماً والعياذ بالله حتى تقل مثل هذا الكلام ..... وأكرر للمرة الثانية .. كان ذلك فى ظل ظروف تعتبر المرأة ملكاً لزوجها
فلا نخرجه من ظروفه ودائرته ثم نحاول تقييمه ..... بل نضع الأمور فى نصابها .... ثم نتحدث عنها
والصحابة الكرام كانوا أشد الناس تقوى لله سبحانه وتعالى وإمتثالاً لأوامره وإجتناباً لنواهيه ... وكانت تلك النظرة هى النظرة الطبيعية والسائدة فى ذلك الوقت ....... حتى جاء الإسلام وغيرها شيئاً فشيئاً ...... فهذا الأثر لا يطعن فى الصحابى سعد بن الربيع رضى الله عنه ...... بل إن دل على شئ فإنما يدل على مبالغته فى إمتثاله لأمر الرسول صلوات الله عليه وسلامه وشدة إيثاره وتقواه .. لا أكثر ولا أقل .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة طالب الفردوس الاعلى في المنتدى المنتدى التاريخي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-06-2012, 02:23 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 13-09-2011, 12:30 AM
-
بواسطة ayatmenallah في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-11-2009, 04:41 PM
-
بواسطة الزبير بن العوام في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 26-10-2009, 03:27 AM
-
بواسطة داع الى الله في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 02-11-2007, 10:25 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات