فتأمل بلاغةَ القرآن:
إعراب إن على 5اوجهه ب5 مشاهد يتمثل في فرعون وحاشيته والسحرة والشعب المنقسم قسم معى موسى وهارون في السر والآخر مع فرعون وهذا التصوير من روائع المشاهد القرآنية وإعجاز بكلمات بسيطة ومختصره تعطى معاني فإذا أردت أن تقرأ (قَالُوا إنَّ هذينِ لَسَاحِرَانِ) فلا تتوقف ولكن إذا استخدمت (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)عليك بالتوقف والتصوير الذهني والمشهد لفرعون وسحرته وحاشية والشعب المنقسم وهذا من قمة الإعجاز والتصوير الفني للقرآن وانظر إلى عظمة بيانه، ثم انظر إلى ذاك المنصِّر وقد رجع خائبًا وهو حسير، فقد أراد إثباتَ منقصة، فإذا هي منقبة، وادَّعى وجود خطأ، فإذا هو وجهٌ من البيان وضربٌ من البلاغة التي أعجزت البُلَغَاء والشعراء.وهكذا في كلِّ مرَّة يُحاول المنصِّرون إثبات عيبٍ أو نقصٍ في الإسلام، يظهر عند البحث والنَّظَر أنَّ ما حاولوا إظْهاره عيبًا هو مزيَّةٌ كبيرة، ومحْمَدة عظيمة، فسبحان مَن أنزل هذا الكتاب فأعجزَ به الإنس والجن! وتبًّا لمن ألْحد في هذا الكتاب؛ فإنَّ مَن يغالب الله يغلب.نسأل الله أنْ يجعلنا ممن يرعى كتابه حقَّ رعايته، ويتدبره حق تدبره، ويقوم بقسطه، ويُوفي بشرطه، ولا يلتمس الهدى في غيره، وأن يهدينا لأعلامه الظاهرة، وأحكامه القاطعة الباهرة، وأن يجمعَ لنا به خير الدنيا والآخرة، فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة.وصلِّ اللهم وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحابته، والمهتدين بهديه إلى يوم الدين.
كتبه / محمد الحسيني الريس