أشار بعض أهل العلم أن والد خديجة رضي الله عنها توفي قبل هذه الحادثة فأنا بعد تخريجي للحديث و النظر في اسناده و اعلاله بشك الراوي في وصل الحديث اطلعت على تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط للمسند فتبين لي أنه ضعّف اسناد رواية المسند لنفس العلة التي ذكرتها ألا و هي الشك ثم بيّن بعد ذلك وجود علة أخرى و هي تدليس حماد بن سلمة معتمداً على الرواية التي أخرجها الإمام البيهقي في دلائل النبوة 2 / 73 من طريق مسلم بن إبراهيم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أن أبا خديجة زوّج النبي صلى الله عليه و سلم و هو -أظنه قال - سكران . فعاد الحديث إلى علي بن زيد بن جدعان و هو ضعيف . ( 1 )
كذلك بين الشيخ شعيب الأرناؤوط وجود رواية في طبقات ابن سعد من طريق محمد بن عمر الواقدي توضح أن عم خديجة عمرو بن أسد هو الذي زوّجها للنبي صلى الله عليه و سلم و أن أباها مات قبل الفجار ثم أورد ابن سعد نحو رواية مسند أحمد عن الواقدي أيضاً حيث قال بعدها الواقدي فهذا كله عندنا غلط ووهل و الثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار و أن عمّها عمرو بن أسد زوّجها رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( 2 )
قلت صحيح أن الواقدي متروك الحديث إلا أنه إمام في السير و التاريخ و الله أعلم .
كذلك اطلعت على تعليق الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى - على الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده حيث قال (( اسناده فيه نظر و الأقرب أنه ضعيف لشك حمّاد بن سلمة في وصله إذ قال "عن ابن عباس فيما يحسب حماد " فلم يجزم )) ( 3 )
____________________________
( 1 ) مسند الإمام أحمد ( 2 / 47 ) تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط
( 2 ) المصدر نفسه
( 3 ) مسند الإمام أحمد بن حنبل ( 3 / 262 ) ( 2851 ) تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر ( دار الحديث )
التعديل الأخير تم بواسطة أبو جاسم ; 25-01-2013 الساعة 11:05 AM
قال الإمام ابن القيّم في مفتاح دار السعادة
(( الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكاً لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولةً مغلوبة ً ))
المفضلات