1- المشهد الثاني الشرطة تدافع عن قتلى النصارى
هذا المشهد كله كذب لم تقف الشرطه مشرفه على قتل النصارى وهذا المشهد خاص بالشرطه ما يهمنا هو مادار حول رسول الله أما ما يخص الشرطه فهي التي تدافع عن نفسها.
2- المشهد الثالث تعاليم الاسلام
أمرت أن أقاتل الناس
المشهد الثالث: [الإرهاب الإسلامي] حدث الحوار التالي :من "كان ممكن الأمريكان يوفروا لو فهموا المعادلة دي" إلى "لازم تكتشفيه أنت" إسلام+اكس= إرهاب إسلام- اكس= إنسان
والحلقة رقم 13و 38 و65و66و70و92و101و118و110و122من برنامج أسئلة عن الإيمان الذي قدمها القمص زكريا بطرس ذكر الحديث دليل على الإرهاب الإسلامي فما هو نص الحديث؟؟؟؟
1- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَن رَسُولَ اللَّهِ :salla-s: قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ "
الصحابة الذين رواة الحديث
1- عبد الله بن عمر بن الخطاب
2- أنس بن مالك
3- أبو هريرة الدوسي
4- أبو بكر الصديق
5- جابر بن عبد الله الأنصاري
6- أوس بن أبي أوس الثقفي
7- بكر بن مبشر الأنصاري
8- عمر بن الخطاب العدوي
9- معاذ بن جبل الأنصاري
10- عبد الله بن قيس الأشعري
11- جرير بن عبد الله البجلي
12- النعمان بن بشير الأنصاري
13- طارق بن الأشيم الأشجعي
14- عائشة بنت أبي بكر الصديق
هذا الحديث "متواتر" فإنه إفادة العلم اليقيني يكون قطيعا صريحا

والحديث ليس على ظاهره، والحديث صحيح السند، ولكن يحتاج المعنى إلى فقه الفقهاء. يجئ واحد صعلوك فيقول: الحديث كذب لأنه عدوان على الناس!!. كيف كذبت الحديث؟ الحديث صحيح لكن له معنى، لكنها قلة الفقه وسوء الأدب. نسأل الله العافية ،وكلمة الناس تعنى قوما معينين. معنى الحديث: ، أمرت " : أي أمره الله عز وجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الأمر والناهي هي الله تعالى والإسلام كما لا يخفى عليكم ، قام بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالسيف والقوة ، كما يعتقد الكثير من المنصرين والمستشرقين وعملائهم من المنهزمين الجهلاء وقد علمت أن المراد بيان غاية القتال لا مشروعيته ،وأن سبب مشروعيته الدفاع وتأمين الدعوة ومنع الفتنة ، لا الإكراه على الدين المنفي بنص القرآن الحكيم .فالحديث الآنف الذكر: إنما ورد في بيان ما يحقن دم الكافر المحارب في أرض القتال كما يبين أن المسلمين إنما يجاهدون لنشر دينهم، وليس لاستعباد الناس وظلمهم. والكلام حمَّال أوجه، ومن أراد الشبه حمله على غير وجهه لغاية في نفسه، ولو أنصف لجمع بين النصوص، وفهمها على ضوء سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته . (أُقَاتِلَ) بمعنى الاستعداد (إعلامي – حشد- جميع مقدمات القتال مضاف إليه القتال لكل معتدي على الدولة).(أقتل) قِتِّل وقد أقتلته، إذا عرضته للقتل. هناك فرق بين المقاتلة على الشيء والقتل عليه فان المقاتلة مفاعلة تقتضي الحصول من الجانبين " أقاتل " ولم يقل "" أقتل "الفرق بين أقاتل أي شرع لي القتال من أجل الدفاع عن النفس والعقل والنسل والعرض والدين وكل عمل خير على الأرض ولم يشرع أن يقتل الناس عاماً بلا مبرر شرعي .أي بمقاتلة الناس وهو من العام الذي أريد به الخاص، فالمراد بالناس المشركين من غير أهل الكتاب، ويدل رواية النسائي بلفظ: (أمرت أن أقاتل المشركين) . قال الخطابي وغيره: المراد بهذا أهل الأوثان ومشركو العرب ومن لا يؤمن دون أهل الكتاب كلمة " الناس " في قوله:"أمرت أن أقاتل الناس "فقد فهمها كثيرون على أن المقصود بالناس البشر عموما، وهذا غير صحيح. أول ما نذكره في تكذيب هذا الفهم أن العلماء أجمعوا على أن كلمة " الناس " في الحديث لا تشمل أهل الكتاب،هل يتناول المشركين كلهم؟. لا: " فإن أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ذَكَرَ الْمَجُوسَ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ فِي أَمْرِهِمْ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ :salla-s: يَقُولُ: " سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ " . إذا هؤلاء أيضا ليسوا في الحديث. ما المقصود من الحديث إذا؟. كلمة " الناس " هنا، قال العلماء: إنها عام مخصوص، وقد وردت كلمة " الناس " في القرآن عموما يراد به خصوص في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173 (الذين قال لهم الناس ) الناس هنا: بعض المنافقين (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) الناس هنا: بعض المشركين- إذا فالناس في الآية ليس المقصود بها عموم البشر، آية أخرى هي قوله تعالى {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }النصر1-2، ما الناس الذين دخلوا؟ أهل القارات؟ لا. عرب الجزيرة. كلمة " الناس " في الحديث تفسير لكلمة " الناس " في قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة3 .الناس هنا: هم الذين خانوا الأمانات، ولعبوا بالمعاهدات، وعبثوا بالمواثيق التي أخذت عليهم، أما الذين بيننا وبينهم ميثاق فقد استثنوا من هذا القتال كله: {إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة4 والذي وقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل المنافقين".وهذه الأمور التي ذكرتها كلها تدل على اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بنشر الدعوة الإسلامية طيلة ثلاثة وعشرين عامًا في مكة والمدينة.الصبر على الأذى في سبيل الدعوة لقي النبي صلى الله عليه وسلم صنوفًا من الأذى من المشركين وأهل الكتاب والمنافقين وغيرهم محاولين إيقاف الدعوة أو إضعافها على الأقل.وسوف أتحدث في هذا المبحث عما لقي الرسول صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الأعداء وأثر ذلك عليه صلى الله عليه وسلم وأقتصر هنا على بيان موقف المشركين لأنّ اليهود والمنافقين قد ظهر أذاهم للرسول صلى الله عليه وسلم بعدما قويت شوكة الإسلام وقامت دولته في المدينة بعد الهجرة على يدي رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.يقول: (وحقيقة الأمر أن المعنى بالناس هنا ليس كل البشر، وإنما هم جماعة من البشر). المقصود بالناس هنا من وقف في طريق الدعوة يتصدى لها من أصحاب السلطان الجائرين في الأرض المكرهين للناس على الضلال والشرك ، الحاكمين بينهم بشريعتهم وأهوائهم ، ولذلك فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد النصر أعطى عهدا لأهل إيليا بالأمان والحرية التامة في أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسائر ملكهم ولا يضار أحد منهم.وكذلك عهد عمرو بن العاص لأهل مصر وجميع من عهد نص على حرية العقيدة وإقامة الشعائر.ومن ثم فمهمة الجيوش الإسلامية المجاهدة تتمثل في إزالة هذا الحاجز المانع حتى يستطيع المسلمون تبليغ رسالة الله التي كلفهم بتبليغها وحتى تبلغ كلمة الله آذان الأمم والشعوب وبعد ذلك يكون من حق كل منهم أن يؤمن أو لايؤمن ، وذلك التشريع السياسي العام في حرية العقيدة ينسحب على تشريع الحرية العقيدية بين الزوجين ، فلا يسمح الإسلام للمسلم المتزوج باليهودية أو النصرانية أن يجبرها على ترك دينها أو أن يمنعها من آداء شعائرها التعبدية في كنيستها ، بل تذهب بعض مذاهب الفقه الإسلامية إلى وجوب مصاحبة الزوج المسلم للزوجية وأصدق تعبير وأوضحه على هذا المبدأ الهام هو قول ربعي بن عامر لملك الفرس عندما سأله عن سبب غزو المسلمين لبلاده قبل موقعة القادسية قال : (الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ) ولن تتحقق الحرية على وجهها الأمثل إلا بهذا التحرير . ورأيت ناسا آخرين يسارعون إلى تكذيب الحديث، دون وعي، أمرت أن أقاتل الناس (يعنى وثنى الجزيرة) . وهو حديث باتفاق الفقهاء مقول في أناس معينين فليست كلمة " الناس " على عمومها يقينا. إن حديث ابن عمر "أمرت أن أقاتل الناس...." يراد منه مشركو العرب بدليل:
1- رواية النسائي: أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا..."
2- قوله تعالى في سورة الفتح: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً }الفتح16 وهم مشركوا العرب، لقوله صلى الله عليه وسلم: " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "
3- حديث ابن عمر هو مصداق قوله تعالى في سورة التوبة:{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5 إذن فإن مشركي العرب هم الذين كانوا مقصودين من الآيتين. وهذا جلي جدا.فإن قال قائل هذا غير جلي ؟؟؟قلت : هَبْ أن نصرانيا قال لنا: لا أريد أن أقاتل، ولا أريد أن أسلم، لكن سأعطي الجزية !!!كان فرضا علينا قبول الجزية، بدليل آية الجزية وحديث بريدة في صحيح مسلم وبالإجماع المنعقد على ذلك، ومن هنا نرى أن كلمة "الناس" في حديث أمرت أن أقاتل الناس ..." لفظ عام يراد به الخاص.
4- لماذا بقيت كل تلك الدول التي فتحها المسلمون مسلمة بحمد الله، لاستقرار الإيمان في قلوبهم، واقتناعهم به. ولو كان مخافة السيف لارتدوا بعد زوال شوكة المسلمين.نعم لقد قاتل المسلمون على ثغور كل من وقف في وجه الدعوة إلى الله، وحال بين المسلمين الفاتحين وعامة الناس. وتجييش الجيوش وإعداد العدة سنتنا وديننا، لكن الهدف من ذلك هو إخراجهم من الظلمات إلى النور، واسمع إلى رسول الله:وقد سأله عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ما اختاره لحمل الراية: (نُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا، فَقَالَ: عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ) ويرد هذه الفرية ويقتلعها من أساسها ما التزمه الرسول صلى الله عليه وسلم في سيرته من التسامح مع أناس أُسِروا وهم على شركهم، فلم يلجئهم على الإسلام، بل تركهم واختيارهم.
5- (فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ :salla-s: قَالَ: " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)
1- هل عندما دخل المدينة وعقد معاهده مع اليهود هل قتلهم قبل ان يخونوا العهد؟؟؟
2- هل قتل وفد نصارى نجران؟؟؟؟؟
3- لم يقاتل دوله الرومان إلا بعد أن قتلوا سفراء رسول الله
4- التطبيق العملي للحديث وغزوات رسول الله ضد كفار قريش
5- والصحابة فتحوا مصر هل قتلوا كل من يخالف الإسلام لم يحدث
متى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفي أي مكان (الزمان والمكان )وأيضا المناسبة التي قيلت فيها
(الدعوة الإسلامية)
لقد استمرت الدعوة الإسلامية ثلاثة عشر عاما في مكة اشتد خلالها أذى المشركين على من آمن وفتنوا منهم جماعة وكانوا يمارسون عليهم أشد أنواع العذاب حتى أنهم كانوا يحبسونهم ويضربونهم ويلقونهم في الحر ، ويضعون الصخرة العظيمة على صدر أحدهم في شدة الحر حتى أن أحدهم إذا أطلق لا يستطيع أن يجلس من شدة الألم ، ومر عدو لله أبو جهل ( عمرو بن هشام) بسمية أم عمار وهي تعذب وزوجها وابنها فطعنها بحربة في موضع عفتها فقتلها فلما اشتد البلاء على المسلمين أذن الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى أرض الحبشة فلما اشتد البلاء على رسول الله :salla-s: من سفهاء قومه ، واجترؤوا عليه فخرج رسول الله :salla-s: إلى الطائف لكي يؤوه وينصروه على قومه، ويمنعوه منهم ، ودعاهم إلى رسول الله :salla-s: ، فلم يجيبوه إلى شيء من الذي طلبه وأذوه أذى عظيما ، لم ينل قومه منه أكثر مما نالوا منه .وما تعرض له رسول الله :salla-s: من الأذى والتعذيب فهو كالتالي :-
لم يفتر المشركون عن أذى رسول الله :salla-s: منذ أن صدع بدعوته إلى أن خرج من بين أظهرهم ، وأظهره الله عليهم ، ويدل على مبلغ هذا الأذى تلك الآيات الكثيرة التي كانت تنزل عليه في هذه الفترة تأمره بالصبر ، وتنهاه عن الحزن ، وتضرب له أمثله من واقع إخوانه المرسلين مثل قوله( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً ) وقوله ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) وقوله (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) وقوله ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ) وقوله ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) وقوله (مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ) .وعن ابن مسعود " قَالَ : " بينما رسول الله :salla-s: قائم يصلي عند الكعبة وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاهم فلما سجد رسول الله:salla-s: وضعه بين كتفيه وثبت النبي :salla-s: ساجدا فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة عليها السلام وهي جويرية فأقبلت تسعى وثبت النبي :salla-s: ساجدا حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله :salla-s:الصلاة قال اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش اللهم عليك بقريش ثم سمى اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد قال عبد الله فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ثم قال رسول الله وأتبع أصحاب القليب لعنة " وعن عروة عن عبد الله بن عمرو قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشاً نالت من رسول الله :salla-s:فيما كانت تظهر من عداوته قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوماً في الحجر فذكروا رسول الله :salla-s: فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا على هذا الرجل سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا ولقد صبرنا منه على أمرٍ عظيم - أو كما قالوا فبينما هم في ذلك إذا طلع رسول الله :salla-s:فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفاً بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض القول قال فعرفت ذلك في وجه رسول الله :salla-s: ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها حتى وقف ثم قال أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمدٍ بيده لقد جئتكم بالذبح قال فأطرق القوم حتى ما منهم رجلٌ إلا كأنما على رأسه طائرٌ واقع حتى إن أشدهم فيه وصاة ً قبل ذلك ليرفأه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم راشداً فوالله ما كنت جهولاً قال فانصرف رسول الله :salla-s: حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما كنتم تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك طلع رسول الله :salla-s: فوثبوا عليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون أنت الذي تقول كذا وكذا لما كان بلغهم من عيب آلهتهم ودينهم قال فيقول رسول الله :salla-s: نعم أنا الذي أقول ذلك قال فقد رأيت منهم رجلاً أخذ بمجمع ردائه قال وقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول وهو يبكي ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله قال ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشاً بلغت منه قط) ولم يقتصر الأمر على مجرد السخرية والاستهزاء والإيذاء النفسي ، بل تعداه إلى الإيذاء البدني ، بل قد وصل الأمر إلى أن يبصق عدو الله أمية بن خلف في وجه النبي :salla-s: .
ما تعرض له أصحاب رسول الله :salla-s: من الأذى والتعذيب
أخذت قريش تؤذى النبي :salla-s: وتؤذى من آمن به حتى عذبوا جماعة من المستضعفين عذابا شديدا يدل على مبلغ تعصبهم وقسوتهم .
1- أبو بكر الصديق :-
تحمل الصحابة رضوان الله عليهم من البلاء العظيم ما تنوء به الرواسي الشامخات وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله ، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا البلاء ، فلقد أوذي أبو بكر ، ووضع على رأسه التراب ، وضرب ضربًا شديدًا، دنا منه "عتبة بن ربيعة" فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرفهما لوجهه، حتى ما يعرف وجهه من أنفه من كثرة الدماء السائلة ، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشكون في موته، وهو ما بين الحياة والموت .
2- بلال رضي الله عنه :-
عانى بلال الكثير من أصناف التعذيب فأخذه المشركون فألبسوه أدرع الحديد هو ومجموعة من المستضعفين ، ووضعوهم في الشمس ، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالاً ، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان ، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول أحد أحد " أي أن الله واحد لا شريك له .
3- عمار بن ياسر وأبوه وأمه رضي الله عنهم :-
كانوا يخرجونهم إذا حميت الظهيرة فيعذبونهم برمضاء مكة ويقلبونهم ظهرا لبطن فيمر عليهم رسول الله :salla-s: وهم يعذبون فيقول " صبرا ال ياسر موعدكم الجنة " وجاء أبو جهل إلى سمية فقال لها : ما أمنت لمحمد إلا أنك عشقتيه لجماله فأغلظت له القول ، فطعنها بالحربة في ملمس العفة فقتلتها ، فهي أول شهيدة في الإسلام رضي الله عنها وقد جاء في حديث عثمان قال " أقبلت مع رسول الله :salla-s: أخذا بيدي نتمشى بالبطحاء ، حتى أتى على آل عمار بن ياسر ، فقال أبو عمار : يا رسول الله الدهر هكذا ؟ فقال له النبي :salla-s: " اصبر " ثم قال " اللهم اغفر لأل ياسر ، وقد فعلت " ثم لم يلبث ياسر أن مات تحت العذاب . أما عمار فقد عاش بعد أهله زمناً يكابد من صنوف العذاب ألوانا ، فهو يصنف في طائفة المستضعفين الذين لا عشائر لهم بمكة تحميهم ، وليست لهم منعة ولا قوة ، فكانت قريش تعذبهم في الرمضاء بمكة أنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم ، وكان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول .
4- خباب بن الأرت :
كان خباب حدادا وأراد الله له الهداية مبكرا ، فدخل في الإسلام قبل دخول دار الأرقم فكان من المستضعفين الذين عذبوا بمكة لكي يرتد عن دينه ، وصل به العذاب بأن الصق المشركون ظهره بالأرض على الحجارة المحماة حتى ذهب ماء مثنه . ولقد كان رسول الله :salla-s:يألف خبابا ويتردد عليه بعد أن أسلم فلما علمت مولاته بذلك ، وهي أم أنمار الخزاعية ، أخذت حديده قد أحمتها فوضعتها على رأسه ، فشكا خبابا ذلك إلى رسول الله :salla-s: ، فقال " اللهم انصر خبابا " وذكر أن عمر بن الخطاب وفي خلافته سأل خبابا عما لقي في ذات الله تعالى ، فكشف خبابا عن ظهره ، فإذا هو قد برص ، فقال عمر : ما رأيت كاليوم ، فقال خباب : يا أمير المؤمن لقد أوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها ، ثم وضع رجل رجله على صدري فما اتقيت الأرض أو قال : برد الأرض – إلا بظهري ، وما أطفا تلك النار إلا شحمي . هذه بعض صور مما حدث للفئة المؤمنة الأولي وما حدث لرسول الله :salla-s: ولم تكتفِ قريش بذلك بل شددت الحصار على الصحابة وبني هاشم وبني المطلب ، وقد اضطروا إلى أكل ورق الشجر ، وحتى أصيبوا بظلف العيش وشدته ، إلى حد أن احدهم يخرج ليبول فيسمع بقعقعة شيء تحته ، فإذا هي قطعة من جلد بعير فيأخذها فيغسلها ، ثم يحرقها ثم يسحقها ، ثم يسفها ، ويشرب عليها الماء فيتقوى بها ثلاثة أيام ، وحتى تسمع قريش صوت الصبية يتضورون من وراء الشعب من الجوع . هذا العذاب الذي وقع للمسلمين اضطربعضهم إلى أن يهاجروا إلى الحبشة وكان عددهم ما يقارب( الثلاثة والثمانين) وبعد ذلك يخرج رسول الله :salla-s: وأصحابه بالهجرة إلى المدينة الذين بقوا في مكة والذين يعانون صنوف العذاب ولكن قريش لم تترك الفئة المؤمنة ولقد عملت قيادة قريش ما في وسعها للحيلولة دون ذلك ولكن الله كان معهم واتبعت قريش بعض الأسليب لمنعهم من الخروج إلى المدينه منها :-
1- أسلوب التفريق بين الرجل وزوجه وولده .
2- أسلوب الاختطاف .
3- أسلوب الحبس .
4- أسلوب التجريد من المال .
بعد هجرة الرسول إلى المدينة وأقام الرسول الدولة الإسلامية في المدينة استمر للدعوة السلمية لمدة عامين واشتد إيذاء قريش على من لم يستطع الهجرة من المسلمين إلى المدينة وهنالك أذن الله تبارك وتعالى للرسول للدفاع عن المسلمين وتحرير الفئة المستضعفة.

الإذن بالقتال(وتحرير الفئة المستضعفة) 
أذن الله تبارك وتعالى لرسول الله :salla-s: في القتال لاثني عشرة ليلة خلت من شهر صفر في السنة الثانية من الهجرة ، وقد مكث النبي :salla-s:يدعو كفار قريش ثلاث عشرة سنة إلى نبذ الأصنام وعبادة الله الواحد بغير قتال صابرا على شدة أذى العرب فلم يزد هم إلا تعنتا وتعسفا واضطهدوا النبي وأصحابه اضطهادا شديدا والجأوهم إلى هجر بلادهم وترك أموالهم ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يأتون إليه ما بين مضروب ومشجوج فيقول لهم " اصبروا فاني لم أومر بقتالهم "وقال جماعة من الصحابة منهم عبد الرحمن بن عوف والمقداد بن الأسود وقدامه بن مظعون وسعد بن أبي وقاص"يا رسول الله كنا في عز ونحن مشركون فلما أمنا صرنا أذلة فأذن لنا في قتال هؤلاء، فقال:"كفوا أيدكم عنهم فاني لم أومر بقتالهم " لم يبق بعد ذلك غير استعمال السلاح للدفاع عن كيانهم والتغلب على عبدة الأصنام ، فالمسألة صارت مسألة حياة أو موت ، فإما انتصار يحقق نشر الدين أو انكسار لا تقوم للمسلمين بعده قائمة ، ولو تمكنت قريش من مهاجمة المدينة والإنتصار على المسلمين لكان في ذلك القضاء على الإسلام ، فبعد الهجرة ظهر أعداء جدد ، فبعد أن كانت العداوة تكاد تكون مقصورة على قريش بمكة ،صار له :salla-s: أعداء من المنافقين المجاورين بالمدينة، ومن اليهود والفرس والروم، وأحلافهم ، وبعد أن كان الأذى بمكة شتما وسخرية، وحصاراً ،وضرباً، وتعذيب،صار مواجهة عسكرية مسلحة،حامية الوطيس، فيها كر وفر وضرب وطعن ، فكان ذلك بلاء في الأموال والأنفس على السواء فأول ما أنزل في أمر القتال قوله تعالى في سورة الحج ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )لم يكن القتال في الإسلام عندما إذن الله لرسوله بدون ضوابط وقواعد ثابتة بل وضع القواعد الثابتة لدفع عدوان الكافرين المعتدين: منها.
ا - أن يعتدي على فئة مؤمنة مستضعفة في أرض الأعداء.
ب- أن يعتدي الأعداء على ديار المسلمين.
ج- أن ينشر العدو الظلم بين رعاياه – ولو كانو كفارا
د – الوقوف ضد الدعاة إلى الله ومنعهم من تبليغ دعوة الله.
لقد شرع القتال من أجل المحافظة على المعاني الحية التي جاء بها الإسلام والمحافظة على الخصائص التي تحمى الإنسان .وقد رفضت قريش هذه المعاني الحية وقد نقلها رسول الله :salla-s: إلى المدينة وطبقها تطبيقاً عملياً على الدولة الناشئة في المدينة .
1- المعاني الحية في الإسلام
من ابرز معاني الإسلام الحية معاني ثلاثة :
- تحرير العقول (من الشرك )
- تحرير النفوس (من التمييز العنصري )
- إنهاض البشرية ( بفريضة العلم ) التي فرضها الإسلام
وهذه المعاني الثلاثة قررت منذ اللحظة الأولى التي بزغت فيها شمس الإسلام ، واستوعبتها أول سورة نزلت على محمد :salla-s: قوله ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
1- اقرأ باسم ربك الذي خلق توجيه العقول إلى عبادة الله وحده.
2- خلق الإنسان من علق توجيه النفوس إلى إنهاض عنصر واحد وإقرارا للمساواة ، وتخلصا من استعباد الإنسان للإنسان.
3- اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم . لفت الأنظار إلى أهمية العلم ليكون دعامة النهضة للبشرية على الإطلاق .
وكان لابد من الجهاد والجهاد يحتاج إلى شرع وجاء شرع الله من أجل الآتي :
2- خصائص الشريعة الإسلامية
- حفظ النفس
- حفظ العقل
- حفظ النسل
- حفظ المال
- حفظ الدين
من أجل هذه المعاني السامية فرض الجهاد دفاعا عن المسلمين الأوائل وعن مبادئه من أجل سعادة البشرية جمعاء بأخلاق سامية عالية لم تعرفها البشرية على أرض الواقع إلا لما جاء الإسلام بدعوة الرسول التي علمت البشرية أخلاقاً فاضلة نبيلة حتى وقت الحروب عندما بدأ الإذن بالجهاد بأمر من الله تبارك وتعالى بدأ الإعداد لذلك بعد خمسه عشر عاماً من الدعوة السلمية. وتحمل الاضطهاد الشديد الذي لا يطاق بدأ الأذن بالدفاع عن الدولة الناشئة.
حروب الرسول العادلة
1- معنى الحرب العادلة : هي حرب توجه ضد شعب ارتكب ظلما نحو شعب آخر ويشترط فيها أن تكون مطابقة للقواعد الإنسانية ، وتكون لغرض تحقيق سلم دائم ، ووجوب احترام حياة وأملاك الأبرياء ، وتعامل الأسرى والرهائن بالحسنى .اذاً الحرب العادلة ، هي حرب دفاعية لا عدوانية ، تستهدف تحقيق سلم دائم ، وأغراضها إنسانية ، تحريراً للضعفاء .وإن شروط الحرب في الإسلام قبل أربعة عشر قرناً كانت أكثر عدلا مما عليه مصادر القانون الدولي في القرن العشرين ، فهي بالإضافة إلى ذلك لا تثيرها العنصريات ولا حب الأمجاد ، وليست لأغراض مادية أو احتلالية ، وتدافع عن حرية الرأي والعقيدة .
2- أهداف الحرب العادلة :
ا- حرب دفاعية
ارتكبت قريش كل الظلم والعدوان ضد المسلمين عندما كانوا في مكة ، فلم يبق هناك مجال للمسلمين غير ترك أموالهم وأهليهم والهجرة من مكة إلى الحبشة أولاً وإلي المدينة تخلصاً من هذا الظلم والعدوان . إن أكثر المسلمين من مكة فروا بعقيدتهم فقط ، تاركين فيها كل ما يملكونه من أهل ومال ، وكان هؤلاء المهاجرون من الذين حمتهم العصبية السائدة في الجزيرة العربية من أن يصيبهم ما أصاب المستضعفين في الأرض من المسلمين الذين عذبتهم قريش ولقد أصابهم من جراء هذا التعذيب حتى الرسول e نفسه ، لم يقاتل الرسول e عدواً إلا دفاعاً عن نفسه ، وكل غزواته كانت لرد اعتداء خارجي أو داخلي أو لإحباط نية اعتداء ، ولم يجد طريقاً إلى السلام إلابادر إلى تشجيع هذا الميل ، والارتباط بهذا العدو بالمحالفات والمعاهدات أن القول بأن هدف القتال في الإسلام هو نشر الدعوة لا يستند إلى الواقع ، ولكن هدف القتال هو حماية حرية نشر الدعوة ، وإقرار السلام والدفاع من الاعتداء بحرب وقائية،وشتان بين الهدفين
ب- حرب لتوطيد السلام :-
اظهر مشركو المدينة ويهودها بعد الهجرة النبي e من مكة إلى المدينة ميلا إلى السلم ، فشجع الرسول صلى الله صلى عليه وسلم هذا الميل السلمي وعقد معهم معاهدة أمنت لجميع سكان المدينة حرية الرأي و الأمن . وقد حالف الرسول e كل قبيلة أظهرت من السلام كما فعل في غزوة (ودان ) وفى غزوة ( العشيرة ) ومع قريش في غزوة (الحديبية ) . وأول معاهدة في العالم عندما هاجر إلى المدينة مع اليهود بل كان الرسول e يبذل جهده لتحقيق أهدافه السلمية ، حتى لو أدى ذلك إلى تذمر قسم من أصحابه ، كما حدث في غزوة ( الحديبية). إن السلام يضمن الاستقرار ، وقد انتشر الإسلام في فترة صلح ( الحديبية) وهى فترة سلام – انتشارا عظيما بين الناس لم ينشره في أيام الحرب ، بل إن انتشاره في أيام السلام كان أضعافا لانتشاره في أيام القتال . إن الجنوح إلى السلم كان هو الطريق الذي يسير عليه لقوله تعالى :( وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .فلا عجب إذا رأينا الرسول :salla-s: يقبل بل يشجع كل العروض السلمية التي تقدم بها أعداؤه في كل مكان وزمان . إن السلم في الإسلام هي القاعدة الثابتة ، والحرب هى الاستثناء .
ج- حرب إنسانية :
احترام الأبرياء :لم يتعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لغير المقاتلين في غزواته ، وحرص على حياتهم واحترام أرواح وأموال الأبرياء .لما استسلم بنو قريظة ، قتل المسلمون الرجال الذين قاتلوهم (فعلا) لأنهم خانوا عهودهم وعرضوا المسلمين للفناء أما الأطفال والنساء من بني قريظة فلم يصابوا بأذى ، كما أن الذين ثبتوا على عهودهم من يهود لم يصابوا بسوء أيضاً .المرأة الوحيدة التي قتلت من بني قريظة ، هي التي قتلت مسلما بقذفه بالرمي من فوق سطحها، وإنما كان قتلها عقابا لها على جنايتها هذه ، كما هو واضح ومعروف . ولما خرج المسلمون لغزوة ( مؤتة ) أوصاهم النبي e بألا يقتلوا النساء والأطفال ولا يهدموا المنازل ولا يقطعوا الأشجار . إن البرئ لا يؤخذ بجريرة المذنب : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) . هذا هو مبدأ الإسلام الذي لن يحيد عنه .
الحرب في الإسلام لتأ مين السلام الداخلي(التشريع والحدود)
أما نظام الحرب في الإسلام فلا ريب في أنه قدم النظرة التي تقدم عليها كل شريعة واقعية أقرت فكرة الحرب ...وهي أن في الناس من لا تردع بالقانون عن العدوان والطغيان ، يشرع استعمال القوة لحملهم على السلام من إعدائه في الداخل والخارج .. وهذا هو ما رمى إليه الإسلام حين أقر إستعمال القوة فقد أمر الإسلام باستعمال الشدة والحرب ضد فئات معينة من أبناء الأمة وهم:
1- العصاه والمتمردون وقطاع الطريق والعابثون بالأرض ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ) .
2- الطغاة والظالمون( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) .
3- المرابون وأمثالهم من المستثمرين لجهود الفقراء والعمال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ )
4- المغتصبون لحقوق الطبقات البائسة والمعاملة في ثرواتهم ، فان الله تعالى يقول ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) وعلى ذلك قاتل أبو بكر ما نعى الزكاة ، وقال قولته المشهورة " والله لو منعوني عقالا كان يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه .
5- المعتدون على حقوق الإنسان الأساسية كالنفس والمال والعرض (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا اولِيْ الالْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )البقرة179 (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا ايْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )المائدة38 (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَاخُذْكُم بِهِمَا رَافَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ان كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليوْمِ الْاخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ )النور2 (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَاتُوا بِارْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً ابَدا وَاوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )النور4 . ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ )النور19. وأما الحرب التي يعلنها الإسلام لتامين السلام العالمي فهي التي يعبر عنها القرءان بالجهاد في سبيل الله ، وهو ليس كما يصوره المتعصبون من الغربيين حربا دينية لإكراه الناس على الإسلام .. بذلك ليس في طبيعة الإسلام الذي أعلن حرية العقيدة بقوله (لا اكْرَاهَ فِي الدِّينِ) وإنما هو معركة يخوضها الإسلام لتحرير الأمة من العدوان الخارجي .فالجهاد قتال لتحرير المضطهدين المظلومين الذين فاقت حيلتهم في دفع الظلم والطغيان عن أنفسهم ، فاستنجدوا بالله أن يخرجهم والمضطهدين بعد أن وصف حالهم بما يثير الحمية في النفوس لقوله تعالى (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ اهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرا )النساء75. فالغرض في الجهاد في سبيل الله كما ترى لدرء العدوان.
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
أخلاقيات الحرب في كتاب اليهود والنصارى
( العهد القديم )
إن الإجرام على ما فيه من خطورة إذا كان شريعة تتبع ودينا يتقرب به إلى الله كما هو الحال في كتاب اليهود والنصارى ذاك الإرهاب كله ينتج من نص إرهابي في كتابهم سواء في العهد القديم الذي يؤمن به اليهود والنصارى أو في العهد الجديد الذي يؤمن به النصارى وإذا رجعنا إلى الكلمات والمصطلحات التي استخدمت في الحروب في كتابهم بحسب ترجمة سميث وفاندايك فإحصائها كما يلي :
التطبيق العملي لكتاب اليهود والنصارى
المادة العدد المادة العدد
قتل 572 مرة قاتل 66 مرة
قتال 68 مرة قتيل 8 مرات
مقتول 7 مرات مقاتل 7 مرات
قلع 45 مرة إضافة إلى 13 لا معنى فيها للإبادة أقتلع 7 مرات
مقتلع 2 مرة يبيد 51 مرة
أباد 18 مرة إبادة 6 مرات
أبيد 35 مرة بدد 52 مرة
تبديد 1 مرة هلك 260 مرة
هلاك 90 مرة هالك 14 مرة
هدم 110 مرة هادم 2 مرة
دم 293 مرة سيف 647 مرة
احرقوا 3 مرات دمروا 3 مرات
لا تشفق 17 مرة اضربوا 6 مرات
لا تعفوا 1 مرة ونهبوا 9 مرات
بالنار 104 مرة اسحق 88 مرة
للهلاك 7 مرات يقطعون 10مرات

فقد حكت التوراة عن مذابح يشيب لها الولدان ارتكبها بنو إسرائيل في حربهم المقدسة ضد أقوام أبرياء لا ذنب لهم والكلام ينسب إلى رب العالمين .وإليك بعض الأمثلة العملية من كتاب اليهود والنصارى.
1- تنفيذ جرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ :
ما فعل يشوع بالشعوب الآتية : (ثم رجع يشوع في ذلك الوقت و أخذ حاصور و ضرب ملكها بالسيف لأن حاصور كانت قبلا رأس جميع تلك الممالك. و ضربوا كل نفس بها بحد السيف حرموهم و لم تبق نسمة و أحرق حاصور بالنار. فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك و جميع ملوكها و ضربهم بحد السيف حرمهم كما أمر موسى عبد الرب) . (الشيخ والشاب و العذراء و الطفل و النساء اقتلوا للهلاك و لا تقربوا من إنسان عليه السمة و ابتدئوا من مقدسي فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت) (و أحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم و جميع حصونهم بالنار. و أخذوا كل الغنيمة و كل النهب من الناس و البهائم. و أتوا إلى موسى و العازار الكاهن و إلى جماعة بني إسرائيل بالسبي و النهب و الغنيمة إلى المحلة إلى عربات مواب التي على أردن أريحا. فخرج موسى و العازار الكاهن و كل رؤساء الجماعة لاستقبالهم إلى خارج المحلة.فسخط موسى على وكلاء الجيش رؤساء الألوف و رؤساء المئات القادمين من جند الحرب. و قال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية. إن هؤلاء كن لبني إسرائيل حسب كلام بلعام سبب خيانة للرب في أمر فغور فكان الوبا في جماعة الرب. فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال و كل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها. لكن جميع الأطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر أبقوهن لكم حيات)