حفظك الله ورعاك ايها الأخ الكريم

أوافقك على هذه الفكرة وأتحفظ على بعض العبارات فقد قلت مثلا
اقتباس
ولا يجوز القول بأن القرآن الكريم يتحدث عن فئة اندثرت... وهذا يعني أنه ليس لكل زمان ومكان ...


أعتقد أنه من الجائز أن يتحدث القرآن عن فئات اندثرت فقد تحدث عن الأقوام المندثرة كعاد وثمود وغيرهم وتحدث عن مشركي الجزيرة واصنامهم وبفضل الله اندثروا ولا ترى لهم من باقية
ثم إن صلاح القرآن لكل زمان ومكان لا علاقة له بالنصارى وإنما هي صلاح توجيهاته وأحكامه ومعاملاته وقضائه
فالنصارى الذي عناهم القرآن هم النصارى الذين تحول معظمهم إلى الإسلام وهم أصول وأجداد المسيحيين الحاليين
ربما فات الكثيرون من أهلنا أن اليهود استطاعت أن تستقطب النصارى وتأثر في معتقداتهم وقناعاتهم وأن تصنع منهم مجتمعات لا تمت إلى النصرانية بصلة ، وبذلك فقد تحولوا إلى صفها ، وإننا لنرى ذلك بكل وضوح حتى بدت عداوتهم للذين آمنوا أشد من عداوة اليهود
ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين معتقدات النصارى قديما ومعتقدات المسيحيين اليوم لتبين لنا البون الشاسع بينهما
فالنصارى منذ عهد المسيح عليه السلام وحتى عهد قريب كانوا ينظرون إلى اليهود كأعداء لهم وللمسيح عليه السلام ،
وقد كان النصارى يرون أن أفضل القربات التي يتقربون بها إلى ربهم هي قتل اليهود وقتالهم ، مما تسبب في فناء الكثير من اليهود وتشتتهم وخلو بلاد الشام منهم ، وعندما جائت جيوش الفتح الإسلامي لم تصتدم بيهودي واحد في بلاد الشام وما حولها ، حتى أن أسقف النصارى صفرنيوس خشي أن يتسلل اليهود تحت عباءة الإسلام إلى بلاد الشام وبيت المقدس فاشترط على أميرنا وعظيمنا الفاروق رضي الله عنه أن لا يسكن اليهود معهم في بيت المقدس
( راجع العهدة العمرية )
أما المسيحيون اليوم فقد تركوا الكثير من معتقدات أجدادهم بل وانقلبوا عليها إلى الضد
فقد تركوا تسمية النصارى وتشبثوا بتسمية المسيحيين والتي كانت ترمز إلى السخرية من أتباع المسيح عليه السلام ، وقد كان أول من أطلقها عليهم يهودي بشهادة كتابه
ثم قام المسيحيون بتبرأة اليهود من دم المسيح عليه السلام مخالفين بذلك نصوص أناجيلهم بل وزعموا أن اليهود قد غفر لهم الرب ، وقد انتهى الحال بالمسيحيين اليوم أن أصبحوا عبيدا لليهود وخداما لهم ، يضحون بمصالحهم وأرواح أبنائهم في سبيل اسعاد اليهود ، ولا أدل على ذلك يوم أن جائت مجموعة من ( المسيحيون القلقون ) يريدون أن يفجروا أنفسهم في المسجد الأقصى ليقيم اليهود هيكلا لهم على أنقاضه ، وبفضل الله تم احتجازهم في مطار اللد ومن ثم تم ابعادهم وتسفيرهم
وكما تعلمون فإن أشقى الناس من باع آخرته بدنيا غيره ، وهم كذلك
يريدون أن ينتحروا ويفجروا أنفسهم ولكن ليس من أجل المسيح وإنما من أجل أعداء المسيح وخدمة لهم
لذلك فإن المسيحيون اليوم قد تركوا نصيبهم في الآية الكريمة وانقلبوا إلى الشق الأول منها ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ) وذلك بشركهم وعداوتهم بعد ما استخدمهم اليهود ككلاب حراسة وكلاب صيد
أعتذر عن الإطالة