

-
الأخ الكريم
بشأن الردود على الشبهات، فتجدها هنا، وفي كثير من المنتديات الإسلامية، المتخصصة في الرد على الشبهات، وعلى اليوتيوب أيضًا.
يوجد مشكلة لا ينتبه إليها بعض الذين يردون على الشبهات، وكأن الأمر يتوقف على الرد على الشبهات في ذاتها، ويتركون ما يتعلق بالنفس من تأثير بسبب الشبهات!.
إذ يتابع إنسان ما شبهات تثار على دينه، أو على مبادئه الفكرية؛ فإنَّه يتأثر منها، وترتفع درجة الغضب، أو الحزن، في نفسه، أو ترتفع درجة الغضب تارة، والحزن تارة أخرى في نفسه، وكلما تابع الإنسان شبهات أكثر مثارة على دينه، تتلغل أكثر في النفس، خاصة في نفوس الذين لا يمتلكون الردود على الشبهات المثارة.. وفي هذا الحال يظهر شيء يُسَمَّي في علم النفس بالـ"اقتران المؤلم"، فبعض مثيري الشبهات يفهمون هذا الشيء، فهم أحيانًا زيادة على الشبهة في ذاتها، يضعون موسيقى تزيد على النفس من وقع الشبهة.. فلو قلنا بأنَّ نسبة تأثير الشبهة في ذاتها، ونسبة تأثير الموسيقى، على النفس تساوي 100%، فأحيانًا قد نضع للموسيقى نسبة 90% من التأثير، فالعملية النفسية مهمة جدًا بالنسبة للذي يثير الشبهة، ثم إنَّ عدم معرفة الذي يتابع الشبهات بالجانب النفسي، الذي تُحْدِثه الشبهات؛ يزيد كثيرًا من وقع الشبهات، فالعلم بالجانب النفسي؛ قد يقلل من تأثير الشبهات بنسبة 90% أحيانًا، وأحيانًا أقل، وأحيانًا أكثر.
إذ يتابع إنسان ما شبهة مثارة على دينه؛ فإنها تتغلغل إلى نفسه ببطء، وأحيانًا بسرعة، وهذا حسب الاستعداد النفسي في الذي يتابع الشبهات، والنفس تسجل ما تتابع، فلو غابت عدة أيام عن الشبهات، وتابعت الشبهات مرة أُخرى؛ فإنَّ احتمال استدعاء النفس للتأثير الذي حصل من الشبهات سابقًا؛ يكون مرتفعًا جدًا، وهذا ينطبق حتى على بعض الذين لديهم القدرة على الرد على الشبهات، ولكنهم لا يبالون بالجانب النفسي الحاصل فيهم - إنْ حصل -، لعلمهم أنَّه شعور حيواني لا عقلي، فهذا الشعور قد يتعلق بمسائل بديهية، فينفيها حيث لا يجب أنْ تنتفي، ويثبتها حيث لا يجب أنْ تُثْبَت.
استدعاء التأثير السابق من الشبهات، قد يجعل الذي يتابع الشبهات، يصل إلى مرحلة تجعله يشعر بأنَّه على دين - أو أفكار - الذي يثير الشبهات على دينه؛ وبهذا ففي مرحلة من المراحل سيشعر، أكرر سيشعر، بأنَّه على دين الذي كان يثير الشبهات على دينه السابق - حسب شعوره -، حيث قد يعتقد بأنَّ قدرة خارقة هي التي أحدثت هذا الشهور، وهذا بالنسبة إليه، دليل على صحة دينه الجديد.
النصارى قد يسمون هذه القدرة الخارقة بأنَّها الـ"روح القدس".
يوجد شيء مهم، وهو أنَّ هذا الشعور السيئ من الشبهات، لا يزول بمجرد أنَّه ابتعد عن قراءة الشبهات، بل قد يستمر لأيام، وأحيانًا لمدة طويلة.
يوجد أناس يقرؤون الشبهات وهم يستمعون إلى موسيقى جميلة، وذات وقع شديد على النفس؛ وهذا قد يجعل مستمع الموسيقى هذا؛ يشعر بأنَّه على دين الذي يثير الشبهة، وهذا الشعور قد يَحْدُث بسرعة.. وهو يَحْدُث بطريقة عجيبة، فأغلب الناس يفكرون بفكرة واحدة في وقت واحد، والقليل يفكرون بفكرتين في وقت واحد، والذي يفكر بفكرتين في وقت واحد؛ قد يكون وضعه أصعب في هذا الحال، فالذي يفكر بفكرة واحد في وقت واحد، وهو يقرأ الشبهات، ويستمع إلى موسيقى مؤثرة - وأحيانًا لا يعتبرها مؤثرة، ولكنها تؤثر عليه من حيث لا يشعر -؛ فإنَّ تأثير الغضب أو الحزن قد يشتد على النفس من تأثير الشبهات، ومن جانب آخر؛ فإنَّ الجسم في هذا الحال يكون أكثر قابلية لتأثير الموسيقى عليه، بل هو عمومًا - في هذا الحال - لديه قابلية كبيرة لتغيير معتقداته، حيث أنَّ حصمه يَحْضَر في شبهاته بالنسبة للعقل، وهنا قد يُحْدِث العقل غضبًا، اتجاه خصمه الذي يلقي الشبهات، أو يُحْدِث حُزْنًا، والحزن أحيانًا أكثر فتكًا بالنفس من الغضب بنسب عالية؛ فيأتي تأثير الموسيقى في هذا الطريق، فالتفكير يتنقل من تأثير الغضب، أو الحزن عليه، إلى تأثير الموسيقى؛ وهنا - سبحان الله - بدلًا من أنْ تكون النتيجة لصالح عقيدة هذا الشخص؛ فإنَّها تكون لصالح خصمه؛ فالموسيقى تقترن بعقيدة الخصم (مثير الشبهات)، وليس فقط الغضب، أو الحزن، أو كلاهما معًا، بمعنى آخر: بدلًا من بقاء توجيه الغضب تجاه عقيدة الخصم في نفس متابع الشبهات؛ فإنَّه يَحْدُث توجيه حب اتجاه عقيدة الذي كان خصمًا، وهذا التأثير يبتدئ لا شعوريًا، ولكن في مراحله المتقدمة، قد يَرضَى عنه الذي يَحْدُث هذا الشعور في نفسه؛ فيصير توجيه الحب شعوري؛ وبهذا فإنَّ الخصم لا يقترن في النفس بألم، بل ينتهي الحال بأنْ يقترن بلذة، وتحضر معه عقيدته بالضرورة بشأن هذا الـ"اقتران اللذيذ".
بشأن العضب، أو الحزن، أو كلاهما معًا، دون الاستماع لموسيقى، فلا يوجد فرق كبير من حيث أنَّها قد تجعله على دين مثير الشبهات، فيوجد مرحلة من مراحل الغضب؛ تجعل الإنسان يشعر بميل في نفسه نحو عقيدة حصمه، وهو ميل جبري، وليس اختياريًا، ولكن توجد مرحلة لاحقة يمكن أنْ يكون هذا الميل اختياري، بعد أنْ كان جبري، هذا شعور حيواني، ينساق منه صاحب العقل الذي هو أقرب إلى عقل الحيوان في هذا السياق، وقد وصفهم الفيلسوف وعالم النفس ابن سينا بأنهم حيوانات، لأنَّ مدار سلوكهم ليس العقل، بل الاقتران اللذيذ، والاقتران المؤلم، حتى وإنْ ظنوا في أنفسهم أنَّهم عقلاء.
فهل يختار الإنسان أنْ يكون حيونًا، وهو قادر على أنْ يكون إنسانًا؟!
مع الأسف هذه الأفكار أكثر الذين يتابعون الشبهات في غفلة عنها.
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 02-01-2013 الساعة 09:22 AM
قال الفيلسوف المعتزلي، القاضي عبد الجبار:"إنَّ ما شارك القديم في كونه قديمًا يستحيل أنْ يختص لذاته بما يُفَارِق به اﻵخر؛ يُبْطِل قولهم أيضًا، ﻷنَّ هذه اﻷقانيم إذا كانت قديمة، فيجب أنْ لا يصح أنْ يختص اﻷب بما يستحيل على الابن والروح، ولا يصح اختصاصهما بما يستحيل عليه، ولا اختصاص كل واحد منهما بما يستحيل على اﻵخر؛ وهذا يُوجِب كون الابن أبًا، وكون اﻷب ابنـًا، وكون اﻷب روحًا، وكون الروح أبًا".
شبكة الألوكة - موقع المسلمون في العالم: للدخول اضغط هنا.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة hepa hope في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 21-07-2009, 01:03 PM
-
بواسطة احمد الجبلي في المنتدى منتدى غرف البال توك
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 31-05-2009, 08:25 PM
-
بواسطة محب رسول الله في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 03-10-2006, 09:47 PM
-
بواسطة I.m.I في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 13-04-2006, 11:23 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات