في يوم من الأيام اجتمع الثعالب يشكون من ريش الدجاج.. إننا نحب لحم الدجاج لكن ريشه.. ريشه يقف في حلوقنا.. ففكروا وقدروا فقتلوا كيف قدروا ثم قتلوا كيف قدروا
قال ثعلب منهم: نقنع الدجاج أن يخلع ريشه!
فقالوا له: ويحك! الدجاجات يفتخرن بريشهنّ فهو شرفهن ودفئهنّ وجمالهنّ وزينتهنّ وهيبتهنّ
فقال: إذن نقنعهم بأن ريشهم هو سبب لعكس كل ذلك!
فانتشر الثعالب في كل مكان يبشرون بخلع الريش.. أيتها الدجاجات:
من قال إنّ الريش يواري السوءات؟ هذه أساطير الأولين، الريش يخفي الجمال.. لماذا أنتن خائفات من جمالكن ومتخاصمات مع لحمكنّ؟ انزعوا هذا الريش لتروا كم أنتنّ جميلات!
تأثرت بعض الدجاجات وبادرن إلى إزالة ريشهنّ وتجوّلن في الحقل عاريات..
واستمرّت الثعالب: أيتها الدجاجات! الريش مجرد لباس تاريخي ارتدته جداتكنّ البدائيات
اهتزّت بعض الدجاجات وخشين أن تلبسهنّ وصمة التخلف والتأخر عن العصر فسارعن إلى خلع ردائهنّ الريشي الأبيض وسرن في الحقل عاريات
واستمرّت الثعالب: ماذا لو صممنا أزياء عصرية من هذا الريش؟؟ ضيقناه؟ قصصناه؟ قصّرناه؟ استأصلناااااه!
فتنت بعض الدجاجات بالأزياء الجديدة ولم تقاومن ارتداءها بدل رداء الريش السابغ على كل الجسد
واستمرّت الثعالب: الريش ثقل عليكم وعبء وعائق يعيق تقدمكنّ وحريّتكنّ.. ستصبح بقبقيقاتكم أعلى وأجمل بغير هذا الريش وستتجوّلن في الحقل بسرعة أكبر وتستمتعن أكثر..
اقتنعت بعض الدجاجات ووضعن ثيابهنّ لتكون إنجازاتهنّ في الحقل أكبر دون أي عوائق
واستمرّت الثعالب: لن تكنّ متحررات ومتقدمات وعصريات بهذا الريش القذر المليء بالحشرات.. انظرن لدجاجات فرنسا كم هنّ مثيرات وشهيات.. نقصد فاضلات وعصريات!!
تأثرت بعض الدجاجات الضعيفات بنماذج دجاجات فرنسا وحاولن تقليدهنّ بكل ما أوتين من قوة
واستمرّت الثعالب: ستحبّكم الديكة أكثر حين ترى ما تخفون من جمال تحت هذه الأغطية البالية الباهتة..
وهنا تسابقت بعض الدجاجات في محاولة اجتذاب الديكة بالتكشّف والتبرّج ولبس الخلاخل التي اشتروها من بالة دجاجات فرنسا
واستمرّت الثعالب: أيتها الدجاجات الفاضلات.. الشرف في القلب وليس في الريش والقشور.. تستطيعين أن تكوني شريفة تماماً حتى وأنت عارية تماماً ما دام قلبك شريفاً!
وليثبت الثعالب كلامهم بعثوا دجاجة عارية سفيرة لمكافحة انفلونزا الطيور وأخرى عارية سفيرة للنوايا الحسنة وثالثة عارية انتخبوها ملكة للجمال الجسدي والروحي ..
لم يبق في الحقل إلا بضع دجاجات متخلفات متأخرات كنّ يوصمن بأنّهنّ بدائيات ورجعيات تارة وتارة أخرى بأنّهنّ مقموعات ومضطهدات من الديكة الوحشيين.. وأشيعت حولهنّ الشائعات بأنهنّ يخفين تحت ريشهنّ أجساماً قبيحة ونفسيات مكبوتة معقّدة
وهكذا عاشت الثعالب حيااااااة سعيييييييدة.. لا تغصّ حلوقهم بريشة.. ولا تملّ أعينهم من النظر.. أكلوا وشبعوا وثملوا.. وساكوا أسنانهم بريش الدجاج..
وتوتة توتة .. خلصت الحدوتة.. حلوة ولا فتفوتة.. ولا حزينة ومثيرة.. للأسى؟؟؟
المفضلات