سأعلق بعجالة سريعة
أولاً : تعريف الإله هو المعبود الذي تصرف له أنواع العبادة فقد جاء بلسان العرب لابن منظور
الجزء 13 صفحة 467
(( أله : الإلَهُ الله عز وجل وكل ما اتخذ من دونه معبوداً إلَهٌ عند متخذه والجمع آلِهَةٌ والآلِهَةُ الأَصنام سموا بذلك لاعتقادهم أَن العبادة تَحُقُّ لها وأَسماؤُهم تَتْبَعُ اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه ))
ثانياً : هناك شريحة كبيرة جداً من جموع النصارى و بالأخص الطائفة الكاثوليكية تصرف أنواع العبادة المختلفة للسيدة مريم عليها السلام و من هذه العبادات الاستعانة و الاستغاثة و التوكل و الدعاء حتى أنهم يصرحون بعبادتها في كثير من العبارات .
راجع على سبيل المثال كتاب الشهر المريمي صفحة 8 و صفحة 19 و غيرها من المراجع المسيحية التي تثبت هذا الأمر كما يوجد كتاب ماتع للأخ الفاضل معاذ عليان اسمه (( عبادة مريم في المسيحية )) يبين حقيقة هذه المسألة .
ثالثاً : السؤال في الآية متوجه للمسيح عليه السلام و في جوابه عليه ينفي عليه السلام ألوهيته كما ينفيها عن والدته فلا يحاول جهلة النصارى استغلال هذا ليزعموا أن النص عن طائفة مسيحية كانت تتواجد قديماً لأن النص نفسه يكذبهم في دعواهم هذه إذ ينفي المسيح عليه السلام ألوهيته كما يزعمون فتأمل يا رعاك الله .
رابعاً : على فرض أن هذه الآية تتكلم عن طائفة مسيحية قديمة لا تتواجد حالياً فآيات القرآن الكريم صريحة واضحة في تكفير النصارى و الحكم ببطلان معتقداتهم فإن كان هذه الآية لا تعنيهم فهناك آيات كثيرة تكفّرهم صراحة .
يقول الله تعالى في سورة التوبة (( وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
كل فرق النصارى اليوم الأرثوذكسية و الكاثوليكية و الإنجيلية تعتقد و تؤمن أن المسيح ابن الله .
خامساً : على فرض عدم علم النصارى بوجود نص قرآني يكفّرهم فهذا لا يعني عند العقلاء بحال من الأحوال نفي الكفر عنهم إذ أن عدم العلم لا يعني العلم بالعدم و قد أفادت النصوص الصريحة الواضحة هذه الحقيقة الواقعة كما دلت عليها السنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم .
سادساً و أخيراً : لا يجوز بحال من الأحوال للنصراني الاستدلال بالقرآن على صحة معتقداته فهذا الأمر يثبت تناقضه لأنه إن استشهد به لزمه إما تصديقه كاملاً و إما تكذيبه كاملاً فإن كان مصدقاً لزمه تصديقه في كل شئ و منها الحكم بكفرهم و إن كان مكذباً له لم يجز بحال من الأحوال الاستدلال بقول كاذب و هذا ما قلناه إلا من باب التنزل .
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم
المفضلات