أخانا الكريم :
1- مبدئيا ... فالمنتدى ليس جهة فتوى ... ودورنا فى الإجابة على الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية يقتصر على (نقل) فتاوى العلماء والأئمة ... أما (الإفتاء) نفسه فليس من اختصاصنا
2- يجب أن يتذكر المسلم أن ما ورد بشأنه نص صريح ثابت فى القرآن الكريم والسنة - من حيث كونه حلالا أو حراما - لا يجوز الجدال بشأنه أبدا .... أما القياس والإجتهاد فيكون فيما ليس فيه نص ويقاس على ما ورد بشأنه نص .... فالقاعدة الفقهية الثابتة تقول : (لا اجتهاد مع نص)
3- يجب أن يتذكر المسلم أنه يكره له أن يقول : (أن الله تعالى حرم كذا لكذا) أو (ما سبب أن يجعل الله تعالى كذا حراما وكذا حلالا مع أنهما تقريبا نفس الشىء) .... فهذا ينافى كمال الإسلام والإنقياد لطاعة الله تعالى
فالحكمة من التشريع إن كانت خافية علينا .... لا ينبغى لنا كمسلمين إلا أن نسمع ونطيع ما دام النص صريحا وواضحا
بمعنى - مثلا - أنه عندما يسألنا أحد عن سبب تحريم أكل لحم الخنزير ...
فعلينا أن نقول أن السبب هو : (تحريم ذلك بصريح نص القرآن الكريم والحديث الشريف) ....
ولكن لا يجوز أن نقول أن (الأسباب هى) :
* الخنزير يتغذى على القاذورات والنجاسات
* الخنزير حيوان لا يغير على أنثاه وهذه الصفة تنتقل إلى من يأكله
* الخنزير من الحيوانات الممسوخة التى لا يجوز أكلها
* الخنزير ليس له جهاز بولى فيختلط بوله مع اللحم
* لحم الخنزير كثير الدهون ويسبب الكثير من أمراض القلب والكبد والشرايين
* لحم الخنزير يحتوى على ديدان شريطية وطفيليات
....... إلخ
فقولنا أن هذه هى (أسباب التحريم) قد يعطى إنطباعا أنه : (لو لم نعرف لماذا حرم الله تعالى لحم الخنزير ... فلن نطيع الأمر وسنأكله ... ولكننا ما دمنا قد عرفنا كل هذه (الأسباب) فسنلتزم بالتحريم حرصا على صحتنا لا طاعة للخالق) !!!!
إذا ..... فما ورد بشأنه نص صريح ... لا جدال فيه ألبتة ... ولا يلزم معرفة سبب التحريم أو الإباحة
-----------------------------------------------
وقد بيننا لكم من قبل فتاوى جمهور العلماء والأئمة فى إباحة أكل لحم الضبع لورود نصوص صريحة بشأنه :
1- جاء عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ : قُلْتُ لِجَابِرٍ : الضَّبُعُ أَصَيْدٌ هِيَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْتُ : آكُلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ قُلْتُ : أَقَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رواه الترمذي (851) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2494)
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الضبع صيد فإذا أصابه المحرم ففيه جزاء كبش مسن ويؤكل)
وممّن قضى في الضبع بكبش على المحرم عمر بن الخطاب رضى الله عنه ففي الموطأ : حدثني يحيى عن مالك عن أبي الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضى في الضبع بكبش وفي الغزال بعنز وفي الأرنب بعناق وفي اليربوع بجفرة
ورغم ذلك .... فالعلماء فى أكل لحم الضبع على قولين : الإباحة والتحريم
فممن قالوا بالتحريم : معظم الحنفية
وممن قالوا بالحل والإباحة : الشافعية والحنابلة والمالكية والظاهرية (وبعض الحنفية)
أى أن جمهور العلماء ذهب إلى القول بإباحة أكل لحم الضبع
-----------------------------------------------
أما حكم أكل لحم الكلب فهو حرام على الأرجح (وقال المالكية بكراهته) ولم يقل احد بإباحته
والذئب أيضا يقاس على الكلب :
http://www.islamweb.net/fatwa/index....twaId&Id=52353
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170835
http://www.binbaz.org.sa/mat/12022
http://www.islamweb.net/fatwa/index....waId&Id=129594
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102892
http://www.islamic-fatwa.net/fatawa/...fatwa&id=25323
إذن .... فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وفي قولٍ للمالكية إلى أنَّ الحيوانات المفترسة ـ وهي كلُّ ذي نابٍ ، ومنها الكلب ـ لا يحلُّ منها شيءٌ ، وذلك للحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم ومالك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ فَأَكْلُهُ حَرَامٌ)
وهناك قولٌ مشهورٌ للمالكية : أنَّه يُكره تنزيهاً أَكْلُ الحيوانات المفترسة ، سواءٌ أكانت أهليَّةً كالسنور والكلب أم مُتَوَحِشَّةً كالذِّئب والأسد مستدلِّين على ذلك بقوله تعالى : {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ}.... الآية
فلا يجوز أَكْلُ لحمِ الكلابِ (ويشمل ذلك الجرو الصغير) عند جمهور الفقهاء - وهو الصَّحيحُ - وأمَّا ما يُنسب للمالكية بأنَّ أَكْلَهُ جائزٌ ومباحٌ فليس بصحيحٍ .... بل هناك قولٌ بكراهية أَكْلِهِ ... وأدلَّةُ الجمهورِ أقوى (وهي الأصحُ)
-----------------------------------------------
ففتاوى إباحة أكل لحم الضبع وتحريم اكل لحم الكلب والذئب قد أوردناها لكم بحسب أقوال العلماء وأهل الفتوى
وهم قد استثنوا الضباع لأنه قد ورد بشأنها (نص صريح بالإباحة)
وأدلة الإباحة والتحريم مرفقة فى كل فتوى من الفتاوى
أما (علة الإباحة والتحريم).... فالله تعالى أعلم وأحكم
معلومة :
الكلب والذئب ينتميان إلى فصيلة (الكلبيات) .... أما الضبع فينتمى إلى فصيلة (شبيهات القططيات)
فالضبع يصنف تحت فصيلة (القطط) ..... لا تحت فصيلة (الكلاب)
ومن الناحية العلمية .....
فلو نظرنا الى الجهاز الهضمى للضبع نجد له المميزات الجبارة التالية والتى يتميز بها عن الكثير من الحيوانات المفترسة كالأسد والذئب والنمر :
1- تحتوي معدة الضبع على أكثر من 30 حمض قاتل للميكروبات والجراثيم والفيروسات
2- تحتوي معدة الضبع على خلايا متخصصة تفرز الكثير من الأنزيمات المذيبة لجميع الاطعمة تقريبا
3- تحتوي معدة الضبع على تراكيز عالية من أنزيمات محللة قوية قادرة على تحويل الاطعمة والمركبات الغير قابلة للهضم (كالعظام والقرون والحوافر والشعر والجلد) الى مركبات مفيدة عن طريق تكسير هذه المركبات المعقدة إلى جزيئات صغيرة ومن ثم إعادة تركيب هذه الجزيئات مرة أخرى إلى مركبات اخرى
4- الجدار الداخلي لمعدة الضبع سميك وقوي جدا ويتميز بوجود مادة تمنع تأثير الأحماض على جدار المعدة الداخلي
5- الحموضة العالية للجهاز الهضمى للضبع تقتل تقريبا جميع الجراثيم والميكروبات والفيروسات والفطريات التى تسبب التسمم الغذائي وهذا يفسر عدم تأثر صحة الضبع وإصابته بالأمراض بأكل الجيفة واللحوم الملوثة
6- لعاب الضبع تأثيره حمضى قوى ويعمل هذا الحمض على التخلص من بقايا الأطعمة الموجودة بين أسنان الضبع عن طريق إذابتها ... أى أن اللعاب نفسه يعمل كمطهر ومنظف لأسنان الضبع من الميكروبات المسببة للتعفن والتسوس
المفضلات