..
سأعيد الدليل الذي اسميته الدليل الرابع واضيف عليه عدة امور لأني نسيت بعض الاشياء فيه
عن ثابت البناني عن أنس: " أن النبى صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها , قال: وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها وإذا غطت به رجليها لم يبلغ رأسها فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك " رواه أبو داود (2/139). قال الشيخ الالباني صحيح. أخرجه أبو داود (4106) وعنه البيهقى (7/95) .قال الشيخ الالباني في احد رواته سالم بن دينار ابي الجميع فيه كلام لين لا يضرلكن وثقه ابن معين وابن حبان في ثقاته ويضاف الى كلامه وثقه ابوداود ومال الى توثيقه احمد كما في الميزان للذهبي ولينه ابو زرعة .
وراي الشيخ العلامة الالباني في توثيق سالم بن دينار قوي فقد روى عنه مجموعة ليست بالقليلة من الثقات . ومن روى عنه مجموعة من الثقات يعتبر موثق عند بعض كبار علماء الجرح والتعديل مثل ابن عدي ,والذهبي وغيره .ونقل المزي في تهذيب الكمال ممن رووا عنه ولعلي اذكر هنا جلهم مثل عبد الرحمن بن مهدي ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن عيسى ابن الطباع ، ومسدد بن مسرهد، ومسلم بن إبراهيم، ومعلى بن منصور الرازي، وموسى بن إسماعيل التبوذكي ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني , ويضاف اليهم كثير بن يحيى , وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهم .
والغلام هنا بمعنى العبد والحديث يدل على انه لم لو يكن الداخل معه على ابنته عبد للزم تقنيع رأس فاطمة رضي الله عنها .
والحديث ايضاً صححه جمع كبير من العلماء كابن القطان الفاسي في احكام النظر , وحسنه الضياء المقدسي في السنن والاحكام , و الذهبي في المهذب , وابن الملقن في البدر المنير , وابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح , وحسنه الرباعي في فتح الغفار , و الوادعي في الصحيح المسند . وحسنه البيهقي وقال له متابعة . وحسنه ابن عدي عن سلام بن أبي الصهباء عن ثابت البناني عن انس في الكامل في الضعفاء وقال عن سلام بن ابي الصهباء ارجو انه لا باس به .
واكد الشيخ الالباني على كلام البيهقي فقال "على أنه قد تابعه سلام بن أبي الصهباء عن ثابت وهو وإن كان قد ضعف فلا يضره ذلك في المتابعات إن شاء الله تعالى .
وسلام بن ابي الصهباء هذا حسن الحديث عند احمد وضعفه ابن معين .وقال أبو حاتم الرازي : "هو شيخ" كما نقل عنه ابنه في الجرح والتعديل .وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" كما نقل عنه الذهبي في الميزان . لكنه هنا جاء متابعاً لابي الجميع سالم بن دينار , وقال البخاري عنه منكر الحديث كما في التاريخ الكبير للبخاري وكما نقل عنه الذهبي في ميزان الاعتدال .ولكن رأي البخاري هنا يعتبر شاذ مخالف لاغلب علماء الجرح والتعديل مثل احمد وابن معين وابو حاتم فلم يجرحوه لدرجة القول انه منكر الحديث بل بعضهم وثقوه كما تبين .
ومع ذلك وصف البخاري له لا يعني بالضرورة به المتروك الساقط انظر الهامش
وسلام هذا روى عنه اربعة او خمسة من الثقات بل ربما اكثر جاء في تاريخ الاسلام ت بشار روى عنه أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ وقال ابن ابي حاتم عن ابيه في الجرح والتعديل روى عن سلام معلى ابن منصور الرازي وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وهو ابو كامل ومحمد بن أبي بكر المقدمي هذا ما ذكر وهناك غيرهم
والمهم هنا تبين ان هذا الحديث عدد كبير من اهل العلم والتحقيق قد حسنوه او صححوه وتبين ايضاً ان له متابعة .
..........................................................
كما قلت ومع ذلك وصف البخاري له لا يعني بالضرورة به المتروك الساقط بالرغم انه نقل عن البخاري قوله كل من قلت عنه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه كما نقل عنه في التاريخ الصغير وفي الميزان للذهبي وفي لسان الاعتدال لأنه تبين ان قاعدة البخاري تلك لم يعنها البخاري نفسه تماماً فقد قال مثلا عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة انه منكر الحديث كما نقل عنه في التهذيب والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي وغيره ثم قال عنه البخاري مرة اخرى جرحاً اخف وطاة من ذلك حيث قال فيه له مناكير"كما نقل عنه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال في ميزان الاعتدال".
ونفس الشيءوصف البخاري عبد الله بن معاوية الزبيري انه منكر الحديث بينما قال البخاري ايضا في كتاب الضعفاء الكبير عنه بعض احاديثه مناكير . فدل كل ذلك على أن تلك العبارة من البخاري لا تعني دائماً أن يكون الراوي الموصوف بذلك ينزَّل منزلة المتروك الساقط، والذي هو مقتضى عبارة: " لا تحل الرواية عنه ".
وقال الامام الذهبي في كتابه السلسبيل في شرح ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل منكر الحديث لا يعني به يقصد احيانا ان كل مارواه منكر اذا كان مجمل احاديثه ليست مناكيرهذا ما قال رحمه الله وقال غيره من كان كذاك يعتبر بمروياته . وسلام بن اي الصهباء كثير جداً من رواياته ان لم يكن جلها وربما كلها ليس بمناكير اي ليس فيها نكارة في متنها . وهذا يعطي احتمال ان البخاري وصفه لسلام بانه منكر الحديث رببما فيه وهم منه رحمه الله .
فتبين من ذلك ان قول البخاري في سلام بن ابي الصهباء لايعني بالضرورة الجرح الكبير لا سيما ان الاكثرية من علماء الجرح والتعديل لم يجرحوه بقوة واغلبية مرواته ان لم يكن معظمها ليس فيها نكارة .وعلى العموم حديثه هنا في المتابعات .
المفضلات