بارك الله فيك استاذنا الكريم السيف البتار.

النقل فكرة لا تصل للعقل فعلا ولذلك حاول بعض المستشرقين أن يستدرك الأمر ويستر فضائح النقاد النصارى المتزمتين.

فأصبحت تلك الفكرة فكرة أخرى وهي:
نقل و إنتقاء (الانتقاء يعني إحداث تعديلات في النقل) و انعكاس لاشعور العقل الباطني على عملية النقل الإنتقائي فكانت النتيجة قصة قرآنية منفردة بطابعها التوحيدي.

هذه الفكرة تفترض إفتراضات وسأذكر هنا إفتراض واحد ثم اترك لكم إستنباط الافتراضات الأخرى.

إن الفكرة تفترض شيء التفت إليه العلامة القرآنية و آية القرآن العظمى الدكتور محمد عبد الله دراز وهي كذبة المستشرقيتن حول مدة الإعتكاف الحرائي (عزلة أو إعتكاف المصطفى في غار حراء)، إذ أنهم يفترضون زمنا إستغرق مدة طويلة.

إن هذه العزلة بتلك الطريقة والتي استغرقت هذه المدة كانت كافية لتجعل من النبي :salla-s: شخصية إشراقية عاشت خلال الإعتكاف حالات تصوفية أدت به إلى إختراق حواجز البيئة القرشية فاتصل باطنه اللاشعوري بتخيل بيئة مختلفة ومناقضة لتلك البئية التي يعيشها وعيه الشعوري وهي بيئة دهرية الحادية ووثنية.

في هذه الفكرة طوام فذهب بعض، من المستشرقين، إلى إنكارها وقالوا بالإحتكاك بدل الإعتكاف أي أن النبي :salla-s: احتك ببيئة توحيديّة مدة طويلة جعلته يتشرب من آبار التوحيد وترعرع عليها إلى أن أصبح مقتنعا بها عن وعي. ويساند، في نظرهم، هذه الفكرة ما خط في السيرة من تدينه بالحنيفية و تعرفه على الحنفاء (كتعديله :salla-s: لبعض الشعراء الحنيفيين).

ويرد أصحاب التحليل النفسي الباطني على أصحاب التحليل النفسي الظاهري بقولهم لو كان الأمر كذلك لظهرت آثار وعيه الشعوري في المجتمع القرشي بينما أن المعلومة الواردة عندنا توضح بشكل مبين أنه خرج للناس فجأة بعد 40 سنة من عمره.

الفرضتين: فكرة النقل الانتقائي تعبيرا عنها بلاشعور العقل الباطني و فكرة النقل الإنتقائي تعبيرا عنها بالوعي الشعوري، تفترضان - كما قلت في البداية - أشياء أخرى، وهي التي أتركها لكم.

ملاحظة: هذه مدارسة أحببت ان يشارك الجميع بما رزقه الله به من فطنة ومعرفة حتى أتعرف على الوجهات المختلفة. سأبين لاحقا وجهة نظري أنا.