اختر معركتك!

استيقظ "مرزوق" من نومه في ضيق.. ذهب ليتناول إفطاره فوجده فولا وطعمية..
فراح يوبخ زوجته لأنها لم تحضر له إفطارا مناسبا.. راح يرتدي ملابسه فلاحظ أن ابنه
الذي يستعد للذهاب للمدرسة، لم يربط ربطة عنقه كما يجب.. فراح يوبخه هو الآخر..
خرج من منزله متجها لعمله، فوجد أن السلم ليس نظيفا كالعادة.. فذهب للبواب غاضبا
وراح يصيح في وجهه ويخبره بأن عليه أن ينظف السلم كما يجب..

ركب ليتجه لعمله.. فوجد أن الطريق مزدحم.. فراح يغلي غضبا بسبب "السياسة المرورية"
كما يحلو له أن يسميها.. وصل إلى العمل فوجد أن مكتبه لم يتم تنظيفه بعد.. فاستشاط غضبا
بسبب اليوم الذي "لم تشرق له شمس" على حد تعبيره..
راح يقرأ الصحف فوجد خبرا أصابه بالضيق.. لماذا لا تسير الأمور في هذا البلد على ما يرام؟؟
تبا لهذا العالم القاسي!

هنا وفي هذا التوقيت : جاءته مشكلة عويصة في العمل يجب عليه حلها..
طلبه المدير ليحل مشكلة أو جاءه أحد العملاء يريد شيئا..

كيف تتوقع أن يكون أداؤه؟
هل تتوقع هنا أن يكون أداؤه مثاليا؟
بالتأكيد لن يخرج أداؤه عن: (فوت علينا بكره!) أو (هو إحنا في إيه ولا في إيه؟)
أو (خلينا في اللي إحنا فيه).. أليس كذلك؟

أو على أكثر تقدير، سيقوم بالعمل في ضيق وضجر ودون اهتمام..
متمنيا أن ينتهي اليوم وخلاص.. حتى يذهب لمنزله ليبدأ في الشجار من جديد.. يا لها من حياة!!

نواجه جميعا مثل هذه التحديات في حياتنا اليومية.. مما يفقدنا التركيز في أمور مهمة
كالعمل أو اتخاذ قرار مهم وما إلى ذلك.. مما يجعل النظرة للحياة سوداء حالكة السواد كما رأينا!!

ما الذي حدث هنا؟

لكل إنسان منا طاقة محدودة..
لذلك فلا بد من أن ننفق هذه الطاقة في الاتجاه المناسب..
لا أن نبذرها فيما لا يفيد..

هناك حكمة تقول (اختر معركتك).. يعني :
لا تبذر طاقتك في معارك لا تفيد.. بل اختر ما يستحق أن تنفق فيه طاقتك!

الحياة مليئة بالضغوط والتحديات (يسميها البعض مستنزفات الطاقة)
لذلك فلا يجب أن نبذر في إنفاق طاقاتنا على كل الضغوط البسيطة التي لا تفيد..

اختر معركتك..

أي اختر ما يستحق أن تقلق وتنفعل وتغضب لأجله.. أنفق طاقتك فقط على ما يفيدك..
لا على ما يستنزف طاقتك فلا تستطيع أن تنجز ما هو مهم فعلا لك في حياتك..


تذكر دائما :

الانتصار الحقيقي ليس في خوض كل المعارك والانتصار فيها..
لكن النصر الحقيقي في تجنب المعارك غير المهمة
التي لن تعود عليك بشيء سوى تضييع وقتك وطاقتك..


منقول