صفحة التعليقات على حوار الأخ مجدى فوزى / الضيفة كاتى

[إدريسي]

نصيحة لكل حائر اشتبهت عليه السبل أيها يؤدي إلى الحق ..

في الحقيقة إن البحث في النصوص الدينية ومقارنتها ما هي إلا وسيلة لمعرفة الحق .. ولكن النتيجة لا تكون دائما هي الهداية والنجاة ..

لأن الأمر يتعلق أساسا بنية الباحث عن الحق ومدى إخلاصه .

فكي يحصل الحائر على الهداية من الله عز وجل وينجو من المصير المؤلم بعد الموت فإنه لا يكفي أن تكون لديه فقط الرغبة في أن يعرف الحق لكي يرتاح من أرق الأسئلة الملحة والمتاهات الجدلية التي يغرق فيها تفكيره من أجل أن يحظى ببعض النوم الهانئ أو الهدوء النفسي عندما يكون وحيدا يفكر .

لكن يجب عليه أيضا أن يكون عازماً وبكل قوة على أنه إذا ظهر له الحق فسوف يتبعه ويعمل به قدر استطاعته .. ويتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بإلحاح أن يعينه على معرفة الحق واتباعه .

فما فائدة أن يهدي الله شخصا لن يسمع كلامه عز وجل بعد أن يعرف الحق ؟ .. فهؤلاء اليهود كان منهم من يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم ، وها هو إبليس نفسه كان يعرف الحق .. لكن هل كانوا مهتدين ونجوا من الخزي وأتعس مصير ؟ .. أبداً .. لأنهم لم يتبعوا الحق بعد معرفته ويعملوا به .

إذن فالتخلص من الحيرة ونيل الهداية وركوب سفينة النجاة يتطلب الصدق مع النفس والعزم على أنه إذا ظهر الحق فسوف يُتبع ويُعمل به قدر الإستطاعة .. قال سبحانه وتعالى :

{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ }{الأنفال:23}

كذلك الإستعانة به سبحانه وتعالى ليرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .. فهو القريب من عباده مجيب دعواتهم .. قال سبحانه وتعالى :

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }{البقرة:186}