

-
مرت السنوات وغزت البلاد المجاورة مصر .. من الجنوب غزت الممالك الافريقية القديمة جنوب مصر .. ومن الغرب قبائل البربر .. ومن الشرق اعاد الهكسوس والقبائل المتاخمة غزوها .. دخلوها بيسر ولم يكن يجرأ احدهم من الاقتراب حتى من حدودها .. دخلوها مذهولين لما حدث بحضارتها العظيمة التى لم يعد يسمع لها صوتا ولا حسيسا .. عاينوا اللعنات التى حلت عليها واطاحت بمعابدهم .. عاينوا غضب الله وسلطانه .. وما ان اطمئنوا لاستقرار الاحوال حتى بدأوا فى اعادة بناء الحضارة الفرعونية واحيائها من جديد .. لم يستطيعوا تقبل فكرة ان تهزم حضارة بهذا الحجم بامر رب للعالمين .. لم يستطيعوا تصور ان تنتهى حضارة دامت قرون لمجرد كفرهم بعبادة اله واحد .. وكعادة اهل الكفر فى البحث عن اسباب اعادوا ترميم واحياء معابد الفراعنة ودياناتهم وعلومهم والاستفادة من كنوزهم .. لم يستطيعوا التغاضى عن اعجابهم المستمر وولعهم بتاريخ الفراعنة وملوكهم .. وبدأت حضارة الجنوب تظهر ببلاد النوبة على انقاض المعابد الفرعونية ومحاكاه لها .. وكذا الحال بغرب مصر حيث بدأت القبائل البربرية اعادة احياء الحضارة الفرعونية على بقايا مدن الفراعنة التى جفت بواحات مصر .. وما ان وصلت تلك الحضارات الجديدة لذروة مجدها حتى اخذها الله اخذ عزيز مقتدر .. توالت الحضارات الوافدة من الشرق ومن البحر على امل الامتزاج بحضارة الفراعنة لتستمد منهم العظمة والمجد واذا بها جميعا تتلاشى واحدة تلو الاخرى بكوارث عظيمة .. الامر الذى ثبت بالاذهان حقيقة تتعلق بلعنة الفراعنة التى تحل على كل من انبهر بهم دون ان يتعظ .. وجاء الاغريق بآلهتهم ومعابدهم وهم يعلمون اسباب ماحل بالفراعنة .. دخلوا مصر ومروا ببقايا معابدها يتأملون ماحل بارضها وبقايا شعبها .. جاءوا ليرثوا مصر وكنوز الفراعنة .. وسرعان ما انبهروا بعظمة حضارتهم التى فاقت حضارة الاغريق فى كل جوانب الحياة .. وبنفس التحدى دون الاعتبار لما اصاب الفراعنة لفظوا الامتثال لفكرة ان وراء هذا الدمار الذى حل بالفراعنة غضب من الله .. وباصرار نصبوا آلهه الاغريق رافضين اى فكرة عقائدية ترمز للتوحيد .. ومزجوا المعتقدات وتعددت الاهواء والعبادات واعادوا عبادة بعض آلهة الفراعنة .. وضاعت حضارة الاغريق فى مهالك الحروب ومرة اخرى خربت معابد الفراعنة .. وجاء الرومان وانبهر ملوكهم باثار الحضارة الفرعونية وامجادها وتعلق بعض ملوكها بهم حتى فى ملبسهم . ومنهم كليوباترا كانت رومانية ولكن وصل بها الاعجاب والافتتان بالفراعنة لحد احياء معابدهم ومحاكاتهم حتى فى هيئتهم وزينتهم .. وطافت بمدنهم المندثرة تحت الرمال بصحراء مصر حتى سيوة واعادت ترميم بقايا مدنهم واحياء اعيادهم وعاداتهم حتى انها بدت كما لو كانت ملكة مصرية فرعونية .. وانتهت وانتهى ملوك الرومان الوثنيين بعدها وغرقت الاسكندرية الرومانية القديمة تحت المياه بعاصفة بحرية اشبه بتسونامى بارتفاع عدة امتار اخذت معابدهم الرومانية ومعابد الفراعنة واثارهم التى أحيوها ومنارة الاسكندرية وكل معالمها القديمة تحت المياه .. بل وتعرضت مدينة الاسكندرية القديمة على مدى عشرات السنين لكوارث و زلازل وانزلقات ارضية دفنت كل بيوتها ومعابدها واوثان الحضارات الوافدة والفرعونية التى اعادوا بنائها وترميم اصنامها .. واصبحت الاسكندرية القديمة بكنوزها ومعالمها على اعماق عدة امتار من الارض الى يومنا هذا .. بعدا للقوم الظالمين .. وضاعت وهلكت مكتبة الاسكندرية العظيمة اقدم مكتبة فى التاريخ .. حتى انه اثناء اعادة بناء مكتبة الاسكندرية الحديثة مع هوجة احياء التراث الثقافى لاستعادة عظمتها وامجادها وجد كثير من الاثار الرومانية والفرعونية معا على اعماق بعيدة جدا تحت الارض اثناء وضع اساسات المبنى الحديث للمكتبة ... اصبحت لعنة الفراعنة حقيقة مؤكدة شهدت لها الحضارات الوافدة التى لم تتعظ لما اصابها .. ودخلت المسيحية مصر باعتناق الرومان للمسيحية وتعزيز وجودهم بارض مصر عن طريق ارسال الجيوش .. فلم يكونوا ليتركوها وقد توارثوها بكنوزها وخيراتها وموقعها الجغرافى المتميز .. وتحول بعض شعب مصر من ذرية الفراعنة ومن الاسر التى امتزجت بالحضارات السابقة والتى استقرت بمصر الى الديانة المسيحية .. واعيدت للاسكندرية مكانتها واعيدت مكتبتها واصبحت ملتقى لحضارات وعبادات مختلفة .. ديانات وثنيه رومانية واخرى من بقايا الفرعونية القديمة والاغريقية الوافدة .. وبعض من اليهود الذين استقروا بمصر من عهد موسى .. والكنيسة المسيحية الرومانية .. واعتنق المصريون الاقباط المسيحية بمذهب خالفوا به الرومان .. واطلقوا على انفسهم لفظ اقباط ( المصريون القدماء ) الذين عرفوا به عن لفظ مسيحيين ليتميزوا عن الرومان بانهم سكان مصر الاصليون وسرعان ما اتخذوا تاريخا قبطيا خاصا بهم بدلا من التاريخ الميلادى يبدأ من القرن الثالث الميلادى واطلقوا عليه التاريخ القبطى يتوافق وعام الشهداء باسنا واخميم فى صعيد مصر والذى سال فيه دماء الكثير من الاقباط على ايدى الرومان فى حرب ابادة للاقباط وكنيستهم التى اعتبرها الرومان خروجا عن المسيحية وكنيسة شيطانية صاغها رهبان سكنوا بقايا معابد وقبور الفراعنة الملعونيين .. واظهر الاقباط المسيحيون ولاءا شديدا لاجدادهم الفراعنة فسموا باسمائهم وحتى اسم رمسيس فرعون مصر وآلهة الفراعنة مثل ازيس وحورس وغيرها .. الامر الذى استنكره الرومان على اقباط مصر ومسيحيتهم حيث ان الفراعنة ملعونين بنص الكتاب المقدس والعهد القديم ولا يصح التسمية بالهه الوثنيين ولا بملوكهم الجبارين الذين جعلوا من انفسهم اندادا لله .. كما ان الاعتقاد بلعنة الفراعنة كان سائد .. واشتد قتل الرومان لاقباط مصر والفتك بهم .. واذاقوهم اقسى صنوف العذاب الى ان فتحت مصر على يد عمرو بن العاص ودخلها نور الاسلام وألحقوا بالرومان هزائم بمواقع حربية تاريخية شهيرة وحطموا حصونهم وانتهت على ايدي الصحابة رضوان الله عليهم والمجاهدين اسطورة الامبراطورية الرومانية بمصر والشرق والتى دامت قرون طويلة .. واسلم من اسلم من اهل مصر لله الواحد القهار الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وظل الباقى على كنيستهم القبطية التى اعتبرها الرومان مزيجا من المسيحية والعادات والطقوس الفرعونية والتى مازالت قرون طويلة فى كل العصور الاسلامية الى يومنا هذا .. وأعز الله ارض مصر بالاسلام .. واظهره وأنار به البلاد .. وتبقى لعنة الفراعنة باقية الى يوم الدين للاعتبار والعظة بتاريخ الفراعنة الملعونين ((وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ )) .. ومعها نستكمل باذن
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات