اقتباس
كل ما هو لي فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" (يو17: 10).

هذا العدد مبتور من سياقه .. لكي نفهم معنى قول المسيح هذا سنضع السياق بالكامل ..

يقول المسيح مباشرة قبل هذا العدد :

يو-17-6: ((أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ.
يو-17-7: وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ،
يو-17-8: لأَنَّ الْكَلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ، وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
يو-17-9: مِنْ أَجْلِهِمْ أَنَا أَسْأَلُ. لَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ الْعَالَمِ، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لأَنَّهُمْ لَكَ.
يو-17-10: وَكُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ، وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا مُمَجَّدٌ فِيهِمْ.


إذن فما هي هذه الأشياء التي يقول عنها المسيح "كل ما هو لي فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" ؟

هل هي كل شيئ في السموات والأرض ؟

كلا .. من السياق يتضح أن هذه الأشياء هم الناس الذين هداهم الله وجعلهم مع المسيح : "لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي، وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ."(يوحنا-17-6)

وبالتالي فالمقصود هو وحدة المقصد والهدف فمن تبع المسيح تبع الله ومن تبع الله تبع المسيح لأن المسيح رسول من عند الله ..

أيضا قبل أن يقول المسيح ذلك إعترف بنقصه عندما قال : "كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ"(يوحنا-17-7)

وإذا سألتك هل الله هو من قال هذه العبارة "كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ" .. ستقولين لا ، إن الله كامل ولا يصح أن يقول ذلك وأن يسوع هنا يتحدث بلسان الناسوت ..

وهنا نجيبك إذا كان يسوع يتحدث هنا بلسان الناسوت فهل لا زال يتكم بلسان اللاهوت عندما قال مباشرة بعد ذلك : "كل ما هو لي فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" ؟ .. أم أنه تكلم فجأة بلسان اللاهوت قبل أن يكمل كلامه الذي بدأة بلسان الناسوت ؟ ..

أرجو أن تتأملي في كلامي هذا وتفهميه جيدا .. لأنه إن كان يسوع يتكلم بلسان الناسوت عندما قال : "كل ما هو لي فهو لك. وكل ما هو لك فهو لى" فإنه لا داعي إذن لتستدلي بقوله هذا على الألوهية لأنه لا يصح أن يساوي الناسوت نفسه باللاهوت طبقا لعقيدتكم .. ولن يبقى أمامك إلا احتمال أن يسوع كان يتكلم كناسوت ثم فجأة وقبل أن ينهي كلامه أصبح يتكلم كلاهوت كأننا في فيلم المتحولون أو فيلم طاقية الإخفاء :)



اقتباس
يو16: 15) " كل ما للآب فهو لي".

هذا العدد أيضا مبتور من سياقه .. لو نقرأ العدد الذي يسبقه مباشرة سنجد أن يسوع يقصد شيئاً آخر ليس كما فهمتم أنتم النصارى :

يو-16-14: ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.
يو-16-15: كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.

هو هنا يتحدث عن المعزي الذي سيأتي ويخبركم أكثر عن تعاليم الله عز وجل وكلامه .. ولاحظي عبارة المسيح "يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" فحرف "لي" في هذه العبارة والذي يشير للملكية يعني أن المعزي سيأخذ من نفس التعاليم والأخبار التي يقول بها المسيح .. والتي هي للمسيح وهي أيضا للآب بمعنى أن ما يخبر به المسيح ويقوله هو نفسه ما يقوله الله ويخبر به بطبيعة الحال لأن الله هو من أرسله إلى الناس ليبلغ كلامه .. والمقصود هو وحدة المصدر والهدف والمقصد وليس أن الله هو نفسه المسيح .



اقتباس
" أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بى" (يو14: 1).

لا أعرف ما هو وجه استدلالك بهذا العدد على الألوهية !! .. فهو لا يدل من قريب أو من بعيد على ألوهية المسيح ..

بالعكس هو ينفي الألوهية عن المسيح لأنهم إن كانوا يؤمنون بالله وكان يسوع هو الله كما تقولون فلا داعي إذن ليقول لهم المسيح : "فآمنوا بي" لأنهم في هذه الحالة بما أنهم يؤمنون بالله فإنهم سيكونون مؤمنين بيسوع لأنكم تقولونأن يسوع هو نفسه الله !!