الحياة أخذ وعطاء
إنها قصة ثلاث أشخاص يريدون تسلق جبل و اكتشاف ما ورائه !
فهّيا بنا نتابعُ خطى كل شخص ونحاول أن نستخلص منها العبر
جاء شخصٌ فوقف أمام جبل
ينظر إليه نظرة المشتاق لتسلقه وتخطيه و اكتشاف ما ورائه،
فأصبح يُجهز أمتعته ومعداته ويقوم بحركات رياضية ليستعد بدنياً و نفسياً ،
كان لديه شعور وحماسة و طاقة فعالة.
شمَّرَ عن ساعديه
و بدأ يتسلق الجبل....
فأحياناً يعبر انحناءات وعرة وخطيرة
و أحياناً يجدها سهلة،،
تارةً تنزلق به رجله في صخرة كان يظنُ أنها مرتكزة ثابتة
تارةً تعلو به خطوات نحو الأعلى،،،
وتارةً تُجبره للنزول وبهذا عليه أن يستعيد مواصلة سيره،،
و هو في هذا الحالة، من حين لآخر تراه ينظر إلى الأعلى
ليشاهد ما سوف ينتظره من مخاطر لكي يتجنبها
أو ينظر إلى الأسفل و يلاحظ ما قطعه من مسافة.
و هكذا و مع مرور الوقت توصل هذا الشخص إلى القمة
بعد مجهودٍ جبار.
فجلس وهو بكامل السرور والفرح يأخذ قسطاً من الراحة و يستعيد أنفاسه
وبعد أن التقط أنفاسه وأخذ برهةً من الراحة أخرج شيئاً مما اصطحبه معه
من أكلٍ و شربٍ متأملاً الجو النظيف و أطراف الجبل الشاسعة،
فتمنى أن يجلس في هذا الحال عدة ساعات
لكن ما باليد حيلة ، فيجب عليه مواصلة المشوار
و تكملة مساره وإلا فسيجني عليه الليل إن خيم عليه !
فالبرد هنا و في هذا الارتفاع لا يرحم.
في هذه الأحيان التي كان يستعد فيها للنزول
رأى شخصاً في الأسفل هو أيضاً يريد أن يتسلق الجبل
فقال في نفسه: إيه يا هذا؟!!
لو تعلم ما ينتظرك من مجهود ومن عراقيل و صعوبات،،
كنت أود أن أكون معك لأنصحك لكي تتجنب المسالك الوعرة،
لكن إن كنت متفطن وذكي و صبور
فسوف تتجنبها و تنجح مثلي!
إنها إذاً مسألةُ وقت
فبدأ في النزول من الجهة الأخرى للجبل
بينما الشخص الثاني بدأ في التسلق
مع نفس الإحساس و الشعور الذي كان لدى الأول
فكان أحياناً ينظر إلى الآثار و البصمات التي تركها الشخص الأول فيتجنبها،
و أحيانا لا يُلقي لها بالاً
فيرتكب نفس الخطأ الذي وقع فيه الأول
فيقول في نفسه:
- أستحق هذا- أنا الذي لم أتعظ ، كان علي أن أتجنب هذا الجانب من الصخرة
و آخذ مسلك آخر
لكن عدم التركيز وعدم الاتعاظ
و التسرع في أخذ القرارات وحب الأنانية هو السبب،
أوووه ليتني أخذت حذري !
و هو في هذه الحالة،.....
مرةً يسلك طريق غير طريق الأول و يقول :
لماذا الشخص الأول لم يسلك هذا الجانب
إنه سهل فلماذا أأخذ المسلك الصعب،
و أحياناً يجد نفسه حيران ويحادث نفسه
والجبل - الأصم - قائلاً ماذا أفعل هل أجازف،! أغامر!
ماذا أفعل ! يجب علي أن أتخذ قرار و بسرعة !.
في هذه الأثناء كان صاحبنا الثاني قد وصل لأعلى الجبل،
ويحمل نفس مشاعر الشخص الأول (طبيعة البشر هكذا)
يفرح عندما يصل و ينال مراده..
بعد ذلك, جاء شخص ثالث ليتسلق هو بدوره الجبل.
هنا الشخص الثاني بدأ يفكر و يقول: آآآآه, ...
ما ينتظر هذا الشخص و ما ينتظرني،
تمنيت لو كنت مع الشخصين.
الأول ليرشدني ويدلني على مساري المتبقي
و الثالث لكي أنصحه وأقدم له العون و المساعدة،
و بهذا أكون قد حققتُ الترابط بين
النصح و التناصح
أن أفيد و أستفيد.
إن الأشخاص الثلاث يمثلون و على التوالي:
الماضي و الحاضر و المستقبل
أو بالأحرى ثلاث أجيال:
جيل أدى واجبه متمثلا في الآباء و الأجداد
و الجيل الحاضر و المتمثل بعنصر الشباب
و أخيرا جيل المستقبل و الذي يمثله الأطفال.
أما الجبل فهو الحياة و ما فيها من مسالك و مخاطر و مفاجئات،
كلها تعب و شقاء و جهد و عمل و مثابرة
منقول
المفضلات