الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بعض الإخوة يستبطأ نتائج البحث في المخطوطات التي لم يمض على اكتشافها سوى ثلاثة عشر عاما تقريبا ولم يعلن عنها إلا منذ عدة أشهر
أردت هنا أن أذكر الإخوة ببعض الأمور
الأول أنه مضى على مخطوطات البحر الميت ( قمران ) أكثر من ستين عام ولا تزال حبيسة في الخزائن الحديدية ولا يسمح لأحد أن يقترب منها
( لقد تم العثور على مخطوطات البحر الميت عام 1947م )
الأمر الثاني أن المسيحيين وعلى رأسهم البابا ليسوا معنيين بنتائج البحث وخاصة أنه من الواضح أن تلك المخطوطات مخالفة للإنجيل الذي بين أيديهم ولبعض معتقداتهم ،
ولذلك حكم الكثير من المسيحيين على تلك المخطوطات بأنها مزورة من قبل أن يروها أو أن يتحققوا من فحواها أو حتى من السنة التي كتبت فيها
فأنا واثق كل الثقة أنه لو تبين للمسيحيين أن المسيح عليه السلام هو الذي خط تلك المخطوطات بيمينه لرفضوها أيضا واتهموا المسيح عليه السلام بعدم معرفة الكتابة واستدلوا على ذلك بعدم معرفته لزمن التين ،
ولو أن رجال الكنيسة تمكنوا من الحصول على تلك المخطوطات لأخفوها وراء جدار فولاذي ولخرجوا علينا يقولون ويصرحون للعالم أجمع أن هذه المخطوطات تتطابق مع كتبهم ومعتقداتهم وانتهى الأمر ، فقد حدث هذا عندما تم اكتشاف مخطوطات البحر الميت ( قمران )
فعندما أصبحت تلك المخطوطات في حوزتهم وخلف أبوبهم المغلقة زعموا أنها متطابقة مع كتبهم وأسفارهم ولم يسمحوا لباحث أن يطلع عليها إلا نفر من رجالات الكنيسة يثق البابا كل الثقة أنهم لو شاهدوا الشمس في وضح النهار لقالوا لم نشاهد إلا ما يشاهده البابا ولا ننظر إلى الأمور إلا من خلال عيون البابا فإن قال البابا أنها متطابقة قلنا متطابقة بالحرف والسطر والفاصلة أيضا
أعتقد أن أي باحث وأي عاقل لسان حاله يقول :
لو كانت مخطوطات البحر الميت متطابقة مع كتبهم وأسفارهم كما يزعمون لقاموا بتصويرها أولا
ثم تم توزيع تلك الصور على الكنائس والمتاحف والجامعات وسمح للباحثين والدارسين أن يشاهدوا المخطوطات الأصلية ليتأكدوا من صدق دعوى الكنيسة
فكل ما أخشاه أن تقوم إدارة المتحف التركي بتسليم تلك المخطوطات لحظيرة الفاتيكان فتكون تلك هي النهاية لها ،
أما إن كان لي أن أنصح إدارة المتحف فأقول :
يجب أن لا تخرج تلك المخطوطات من متحفكم وأن تفسحوا المجال للباحثين من التحقق من تلك المخطوطات وأن تفسحوا المجال أيضا لرجال الكنيسة أو لوفد يشكله البابا للإطلاع عليها وتصويرها ولكن دون تسليمه إياها مع الحذر من محاولتهم إتلافها والتخلص منها
لقد وعدنا الله ووعده حق فقال
( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
المفضلات