أخي الأندلسي شكرا لك على اجتهادك وبحثك المستيضف وهذا ما ه المؤمل في البحث العلمي الخالي من تعصب إلا انه لدي ملاحظة وهي أنه عندما أنكرت تحريف القرآن فقد قلت هذا إفك بدون ان تذكر الدليل على ذلك وكذلك عندما قلت أن الكتاب المقدس محرف لم تأتي بالدليل على ذلك فلا نحتاج لشهادة تلستوي للقرآن ومن يكون تلستوي هذا وما كانت دوافعة يا ترى؟
ببساطة قد اطلعت على نسخة من بعض آيات للقرآن تختلف فيها بعض الكلمات عما هو بين أيدينا حاليا ..وهذا برأيي ليس بشئ ان كان المعنى لم يتأثر..
وقد قال الله في القرآن إنه قادر أن يحفظ الذكر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
فهل تعتقد أنه ممكن لكلام الله سواء كان كتاب مقدس أو قرآن أن يتم تحريفه ؟ هل يمكن لمؤمن بقدرة الله أن يعتقد أن الله غير قادر على حفظ كلامه إن جاءت على لسان رسول آخر وفي كتاب غير كتابه؟.. أليس الله بقادر على أن يحفظ كلامه من أي تحريف سواء جاء في قرآن أو أي كتاب مقدس آخر؟
أليس جزء كبير من الكتاب المقدس هي صحف موسى التي استشهد بها القرآن؟
ألم يقل القرآن في سورة المائدة آية 68 "يا أهل الكتاب لستم على شئ إن اقمتم التوراة والانجيل" ؟
ألا تعني هذه الآية أن النص الكتابي لم يطاله التحريف إنما هنا طلب الله من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) على لسان رسوله أن يطبقوا التوراة والانجيل نصا وتشريعا؟
اذا كان الكتاب المقدس محرفا لماذا كانت هذه الاية إذا؟ ولماذا لم يقل الله بشكل مباشر وصريح أن كتابكم طالته يد الانسان العابثة لذا اتيت لكم بالقرآن؟
أم أن الله أراد أن يتقرب ويلمس مشاعر اهل الكتاب من خلال هذه الآية ليجعلهم يؤمنوا بما جاء على رسوله ؟ طبعا حاشا لله ذلك .. هذه الآية تحديدا تدحض ادعاءات التحريف
وإضافة الى هذا فإن الأنجيل قد ذكرا مرارا وتكرارا على لسان المسيح أنه ابن الله ..وإنه صلب ومات وقام من الأموات .. كلمة الانجيل تعني البشارة وكانت البشارة عمل المسيح الكفاري.. وهذا ما بشر به تلاميذ السيد المسيح البشرية جمعاء وكذلك جاء في الانجيل ان يسوع قد طلب من تلاميذه أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس.. فإن كان هذا غير صحيح ورفضه الله في آيات أخرى من القرآن في حوار بين الله و السيد المسيح فيما يخص (ابن الله)فكيف يطلب الله في موضع آخر من القرآن من أهل الكتاب بتطبيق ماجاء في التوراة والانجيل؟؟؟؟
باختصار كيف ينكر الله على المسيحيين قولهم بأن المسيح هو ابن الله وهذا ماجاء ذكره في الانجيل..وكيف يطالبهم في تطبقه؟ وكذلك في آية أخرى يثني على رهبان ويطمأنهم بألا يحزنوا لأن منهم المؤمنين؟
أليس هذا أمرا يحير من أراد أن يتدبر القرآن فهما وإدراكا؟
وأجب أن أوضح اخي الكريم أنه قد اجتمع راي معظم المفسرين المتعارف عليهم كابن كثير والطبري على أنه انما المقصود من الآيات التي ذكر فيها التحريف مثل "يحرفون الكلم عن موضعه " إنما المقصود بها هو أن النص صحيح وإنما تطبيق النص او التفسير كان حسب اهوائهم وهذا ما لامهم الله عليه في القرآن وكذلك قد لامهم قبل ذلك السيد المسيح
وأما في أيامنا وحتى في الأيام الأولى للاسلام نجد مثل تحريف الكلم عن مواضعه المقصود به هذا فنجد للأسف من يفسر الآيات حسب ما هواه فنشأت الملل والطوائف بين المسلمين واليوم نجد من هب ودب يصدر فتوى استنادا لآية معينة فيبيح ويحرم على ما هو رآه وفهمه
وحتى أننا نرى هذا بين أبناء المذهب الواحد تبعا لتفسير كل داعية.
أريد أن اقول أن الله قادر أن يحفظ كلمته كانت في توارة أو زبور أو انجيل أو قرآن ولا يجدر بنا أو يحق لنا أن نتجاسر على قدرة الخالق في حفظه لكلمته تعصبا لدين ما..
أرجوا أن نحاكم الأمور بعقلنا .. أليس كذلك؟ .. وليس حسب شهادات الآخرين فليشهد من يشهد ولكن المنطق يقول أن القرآن قد اكد صحة الكتاب المقدس (توراة وانجيل) وليس العكس ابدا..
ملاحظة أخي الكريم وارجو ان تسمح لي بها لأنه شاقني جدا أن أرى هذا الخطأ: كلمة ثرى تكتب بألف مقصورة وليست بألف ممدودة كما كتبتها.. أرجو ان تتقبل مني ذلك حفاظا على لغتنا لغة القرآن