مبدأ عدم وجود معارك وغزوات من الأساس مخالف لطبيعة الكون وحتمية الصراع الأزلي بين الحق والباطل

وعلى فكرة ... كلنا في حرب مستمرة منذ أول لحظة في الولادة إلى آخر نفس يخرج من صدورنا مع الشيطان ... مش كده؟؟؟

وطبعا مافيش داعي للتأكيد على إن الحروب والغزوات لم يخل منها أبدا تاريخ أي حضارة ... لازم الحق يكون له شوكة لكي يقاوم بها الباطل ... بمعنى إني مش ممكن أتهم حضرتك إنك بلطجي وهمجي مثلا لو إنت ضربت عيل بيتحرش ببنات الناس في الشارع ... وماينفعش أتهمك بالعنف لو إنك اضطريت لقتل حرامي بيحاول يتهجم على بيتك مثلا

ولأن وجود صراع أبدي بين الحق والباطل أمر حتمي (((لأن المدينة الفاضلة حلم عسير المنال ولن يتحقق إلا في الجنة إن شاء الله))) ... فمن الطبيعي جدا أن يكون هناك معارك وغزوات بين الحق والباطل

والمعارك في الإسلام نوعين ... نوع يسمى (جهاد الدفع) زي غزوة أحد والأحزاب وعين جالوت وزي حرب أكتوبر مثلا ... ونوع يسمى (جهاد الطلب) زي فتح مكة وفتح مصر

وكلا النوعين يسري عليه مباديء الإسلام وتعاليمه في القتال ... وعايزك تلاحظ الفارق الكبير بين القتال والقتل ... لا يقتل شيخ فان ولا إمرأة ولا صغير ولا متفرغ للعبادة في صومعة ولا يكون هناك تخريب أو إفساد ولا غدر ولا غلول

النوع الأول لا خلاف على مشروعيته ... يعني لما تتعرض لإعتداء لا بد أن تدفعه ولا تلام على ذلك

النوع الثاني ضروري لإنقاذ البشر من الهلاك الأبدي ... وده أشبه بحقنة المضاد الحيوي التي تعطى لطفل صغير مريض ... تراه يصرخ ويمزق صراخه نياط قلبك لكن الحقنة ضرورية لكي لا يفتك به المرض

يعني يا مايكل أنا وآبائي وأولادي ندين لهذا النوع من الجهاد بأن صرنا من أهل الإسلام ... فلولاه لكنا الآن نبخر لتماثيل العذراء ونطلب مغفرة الرب من البشر ونأكل الخبز ونشرب الخمر على أنهما لحم الرب ودمه تائهين في ظلمات ومتاهات فلسفية لا تؤدي بصاحبها في نهاية المطاف إلا إلى الجحيم

تعال - من المشاركة بعد القادمة إن شاء الله - نمسك الغزوات والمعارك في الإسلام غزوة غزوة ... نعطي نبذات عنها ... وفي الآخر أنت شخص عاقل تستطيع التمييز وسترى - بجلاء - إن شاء الله تعالى أن الكنيسة تهتم بتخويف أطفالها من الإسلام أكثر من إهتمامها بتعليمهم المسيحية

المداخلة القادمة لها علاقة بما نتحدث فيه بالطبع لكنها خارجه عن السياق قليلا لذا أفردتها لأهميتها

يتبع إن شاء الله تعالى