مشكاح
السمع والطاعة ياسيدنا
والأن حدثنى عن بسادة
نضير
بسادة كانت اتانة مملوكة لرجل يقال له بلعام بن باعور على زمن فتى موسى يوشع بن نونِِ
و كان معروف عن بلعام شدة الحسد
فكلفه الملك بالاق ملك موآب أن يدعو على نبي الله يوشع بن نون وقومه فامتنع
ولمّا ألحّوا عليه ركب حمارته بسادة ثم سار نحو معسكر بني إسرائيل فلمّا أشرف عليهم ربضت به بسادة
وجلست على ركبها فضربها حتى قامت فسارت ثم ربضت فضربها ضرباً شديدآ فقامت ثم ربضت فلما أبصرت الأتان ملاك الرب زحمت الحائط وضغطت رجل بلعام بالحائط فضربها أيضًا فقالت له حمارته بسادة ماذا صنعت بك حتى ضربتني الآن ثلاث دفعات
أخدت بالك يامشكاح أهو الحمير ليها فى التثليث
مشكاح
كمل يا كبير
نضير
فقال بلعام لأنك ازدريت بي لو كان في يدي سيف لكنت الآن قد قتلتك
مشكاح
هل بلعام هذا كان نبى
نضير
يامشكاح.. يا مشكاح
ألم تتعلم من عكسى للأمثال
مشكاح
كيف ؟
نضير
الفجار عندنا أنبياء
والأنبياء عندنا زناة
والكتاب يقول عن بلعام إنه كان نبى
مشكاح
هيق هيق
نبى يحسد نبى
نضير
يا مشكاح
أتكّذّب ما جاء بالكتاب
مشكاح
ماهى حاجة تلف الدماغ
نضير
يا مشكاح
لم يكن نبيآ وحسب
بل يقول الكتاب ان الله كان يأتيه كما ان أتانه لم تكن أتانآ وحسب
بل منعت حماقة هذا النبى
مشكاح
كيف يا سيدنا لقد شوقتنى
نضير
يقول الكتاب
إذ وصل الرسل طلب منهم بلعام أن يبيتوا عنده حتى يستشير الرب ويجاوبهم فأتى الله إلى بلعام وقال من هم هؤلاء الرجال الذين عندك فقال بلعام لله بالاق بن صفور ملك مواب وقد ارسل الي يقول هوذا الخارج من مصر قد غشى وجه الارض تعال الان العن لي اياه لعلي اقدر ان احاربه واطرده فقال الله لبلعام لا تذهب معهم ولا تلعن الشعب لأنه مبارك
مشكاح
لحظة ياسيدنا
كيف لا يعلم الله بمن عند بلعام حتى يسئله ويقول له من هم هؤلاء الرجال الذين عندك كيف يكون إله ولا يعلم من هم
نضير
ولكنه علم بما جاءوا من أجله
مشكاح
غريبة فعلآ ياسيدنا
فالذى يعلم هذا يعلم هذا أيضآ بالضرورة
نضير
بتحصل يا مشكاح
مشكاح
إزاى ياسيد الحمير
نضير
ألآ تتذكر عندما لمست ثوبه المرأة نازفة الدم فلم يعرفها وسئل من حوله من لمسنى
كما لم يعرف موسم طرح شجرة التين
مشكاح
ولم يرى أدم عندما إختفى منه خلف الشجرة
نضير
ولم تسعفه الذاكرة فلم يتذكر اسم الشخص الذى سيعد لهم الفصح
فقال لتلاميذه اذهبوا الى المدينة الى فلانو قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي
مشكاح
من هم الرسل ياسيد الحمير
نضير
يعنى الرسل إللي أرسلهم الملك بالاق بن صفور إلى بلعام لينقلوا إليه رسالة الملك
مشكاح
وما هى رسالة الملك
نضير
هوذا شعب قد خرج من مصر
هوذا قد غشى وجه الأرض وهو مقيم مقابلي
فالآن تعال والعن لي هذا الشعب
لأنه أعظم مني
لعله يمكننا أن نكسره فأطرده من الأرض
لأني عرفت أن الذي تباركه مبارك والذي تلعنه ملعون
مشكاح
ياه ياسيدنا
الله بنفسه يأتى لبلعام
نضير
زى ما مكتوب فى الكتاب
ويقال إنه كان يعلم اسم الله الأعظم الذى إذا دُعّي به أجاب
مشكاح
أجاب....أى يستجيب
مش يحضر بنفسه
نضير
إللي حصل يا مشكاح
واعلم ان كثرة التساؤل
تعقد المسائل
فالفطنة مثل الحنطة
لو طحنتها صارت دقيق
والدقيق كالتدقيق وكلاهم لا يفيد
فاجعل لنفسك درب من الجهالة واسلك فيه بلا مهانة
وان أرخى لك صاحبك الحبل
فسرغاية فى المهل
مشكاح
اكمل يا ملك الأمثال
نضير
لم يستمع بلعام لكلام الله فاستمر فى ضربه لبسادة
ويقول الكتاب
ووقف ملاك الرب في الطريق ليقاومه وهو راكب أتانه وغلاماه معه، فأبصرت الأتان ملاك الرب واقفًا في الطريق وسيفه مسلول في يده فمالت الأتان عن الطريق ومشت في الحقل فضرب بلعام الأتان ليردها إلى الطريق
مشكاح
ولكن ياسيدنا
الديكة هى من ترى الملائكة
أما الحمير فترى الشياطين
ولا أنسى يوم ان قابلت العفريت مسرور
فقلت له من انت?
فقال انا مسرور
فقلت ولكنى لست كذلك
قال ولما ?
فقلت أبى منع عنى المصروف
فقال كم كان يعطيك كل نهار?
قلت
ألف دينار
قال أنت فشار أو مكار
ولكنك لن تبلغ منزلة أبيك فى المكائد
فهو أعتى من المارد
وفى سبيل أن يقيم له دولة
كان له فى كل باطل جولة
فنصبوه ملكآ على الرعية
وألبسوه السلطانية
وأفهموه إنه باق إلى الأبد
ولن يخلفه أحد فعليك أن تقتله حتى تأخذ موضعه
فقلت ولكنك تعينه وتساعده
فقال لقد كثرت مطالبه
ففهمت ما يرمى إليه
وفكرت فيما أشار به علي
نضير
ياله من عفريت محتال
احرص على ألآ يخدعك
فكثيرآ ما تشّبه فى صورة الحمير وقد يأتيك كأبيك
مشكاح
ان شابهك فى الشكل
فلن يشابهك فى العقل
فليست له عبقريتك ولا سعة حيلتك
نضير
عليك ألآ تلتفت لكلامه
ولآ تبلغه أماله
مشكاح
ياسيدنا هذا الكلام ليس أوانه
فاكمل لنا ماكان من بلعام وأتانه
المفضلات