نعود للجلسة بعد إحضار نسخ من الكتاب المقدس
الحاجب : محكمة
القاضي : بسم الله الرحمن الرحيم فتحت الجلسة
المدعي عليه طلب شهادة الشهود المدونه في الكتاب المقدس الذي يؤمن به المدعي
القاضي موجها كلامه للمدعي والمدعي عليه مبتسما
القاضي : الشهود موجودين قصدي الكتب موجود منها عدة نسخ
المدعي عليه : نعم سيدي القاضي
المدعي عليه يتقدم بوضع نسخة أمام كل من القاضي والمستشارين ونسخة أخري توضع في المحكمة .
القاضي : المدعي عليه يتفضل بعرض شهادة الشهود
المدعي عليه : سيدي القاضي حضرات المستشارين إن المدعي طالما أتحفنا بمقوله أن المسيح هو الله المتجسد وأن المسيح قام بأعمال لا يقوم بها إلا الله رب العالمين فالمسيح كإله انتهر عناصر الطبيعة؟ وأسكت البحر الهائج؟ وأقام الموتى؟ وغفر الخطايا؟ وطهر البرص؟ وأعطى كل الذين قبلوه سلطاناً أن يصيروا أولاد الله؟ أي المؤمنون باسمه.
ولكن كل هذا الكلام يبطله ويضحضه شهادة الشهود الذين عاصروا المسيح والذين كانوا معه طوال فترة وجوده علي الأرض . والذين كانوا معه أثناء إحياءه الموتي . والذين كانوا معه حين أخبرهم بمغفرة الخطايا .
وحتي لا أطيل علي عدالتكم إليكم شهادة الشهود كما هو مكتوب في أناجيلهم :-
1- انجيل يوحنا
الشاهد الأول : (الجمع الذي شاهد معجزة تكثير الطعام وهم خمسة آلاف رجل )
إنجيل يوحنا
((6: 14 فلما راى الناس الاية التي صنعها يسوع قالوا ان هذا هو بالحقيقة النبي الاتي الى العالم ))
ان الناس الذين رأوا معجزة تكثير الطعام التي صنعها المسيح فآمنوا بها قالوا :
(( إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم ))
فأقرهم المسيح ولم ينكر عليهم وصفهم له بالنبوة وكانوا جمع كثير بنحو 5 آلاف رجل فدل هذا على أن المسيح لم يدعى الألوهية ولم يكن يعرف عن ألوهيته المزعومة شيئاً .
الشاهد الثاني ( الرجل الأعمى الذي شفاه المسيح )
((9: 17 قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك فقال انه نبي
هذه شهادة الأعمى الذي أجري المسيح المعجزة عليه أقر بأنه نبي وليس الله .
ولنذهب إلي لوقا فنجد بقية الشهود :
الشاهد الثالث ( أهل مدينة تدعى نايين ))
1 – ((7: 12 فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه و هي ارملة و معها جمع كثير من المدينة
7: 13 فلما راها الرب تحنن عليها و قال لها لا تبكي
7: 14 ثم تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم
7: 15 فجلس الميت و ابتدا يتكلم فدفعه الى امه
7: 16 فاخذ الجميع خوف و مجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم و افتقد الله شعبه ))
سيدى القاضي أن هذا لدليل صريح على بشرية المسيح وأنه عبد رسول ليس إلا . فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله وبين المسيح فمجدوا الله وشهدوا للمسيح بالنبوة وشكروا الله إذ أرسل في بني اسرائيل نبياً جديداً ولنتأمل هذا الإعتراف (( قد قام فينا نبي عظيم )) .
الشاهد الرابع ( الفريسي الذي استضاف يسوع في البيت ليأكل معه )
((7: 39 فلما راى الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا لو كان هذا نبيا لعلم من هذه الامراة التي تلمسه و ما هي انها خاطئة
إن قول الفريسي هذا يدل على أنه داخله الشك في نبوة المسيح وليس ألوهيته وهذه الرواية تثبت بالبداهة أن المسيح عليه السلام كان معروفاً بالنبوة ومشتهراً بها ، ويدعيها لنفسه ، لأن الفريسي داخله الشك فيما هو معروف له والمشهور بادعائه ، وإلا لكان قال : لو كان هذا هو الله لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه .
ونذهب إلي متي لنسمع باقي أقوال الشهود :
الشاهد الخامس ( أهل مدينه أورشليم )
((21: 10 و لما دخل اورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا
21: 11 فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل
كل الجموع تسأل ، وكل المؤمنين في أورشليم يجيبون وعلى رأسهم تلاميذ المسيح قائلين ( هذا يسوع النبي ) سيدي القاضي هذه هي شهادة الجموع الغفيرة التي عاصرت المسيح وهذه شهادة التلاميذ الذين آمنوا به ..... نعم آمنوا بأنه نبي وليس إله .
الشاهد السادس ( رؤساء الكهنه والفريسيون )
نقرأ كذلك في متي
((21: 45 و لما سمع رؤساء الكهنة و الفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم
21: 46 و اذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي
هذه شهادة أخري من رؤساء الكهنه والفريسيين بأن المسيح لم يكن معروف عند الجموع إلا بأنه نبي .....نبي .....نبي
الشاهد السابع ( شهاده المسيح نفسه بأنه مجرد نبي )
1-جاء في إنجيل مرقس
((6: 4 فقال لهم يسوع ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و بين اقربائه و في بيته
ان المسيح لما رأى أهل الناصرة يحاربونه وينكرون معجزاته رد عليهم قائلاً : (( ليس نبي بلاكرامة إلا في وطنه وبين اقربائه )) فالمسيح لم يقل لهم أني إله وانما قال لهم فقط إنني نبي ولا كرامة لنبي في بلده
2- وفي انجيل لوقا
((13: 33 بل ينبغي ان اسير اليوم و غدا و ما يليه لانه لا يمكن ان يهلك نبي خارج عن اورشليم
فهذا إقرار من المسيح عليه السلام بأنه نبي من جملة الأنبياء وليس للأنبياء كلهم إلا طبيعة واحدة وهي الطبيعة البشرية .
سيدي القاضي . حضرات المستشارين .
إن أدله المدعي كلها وإلي الآن لهي كلمات مجازية كما وضحنا ويتسرب إليها الإحتمال بالقبول أو الرفض و كل ما تسرب إليه الاحتمال يسقط به الاستدلال . هذه هي القاعدة القانونيه !
وحين تختلف شهادة شاهدين أمام عدالتكم في هذه المحكمة ، فإن ما تفرضه عدالتكم هو عدم الاعتداد بأي من الشهادتين إلى أن يأتي شاهد ثالث يؤيد شهادة أحد الشاهدين . فما بالنا إذا اجتمع الشهود علي أن المسيح ما هو إلا إنسانا نبيا . هل نترك كل هؤلاء الشهود ونركن إلي الكلمات التي تحتوي علي معان مجازيه .
ولا أعتقد سيدي القاضي أن هناك كلمات تقال بعد أقوال الشهود .
القاضي :المدعي عنده شهود يشهدون بألوهية المسيح
المدعي : نعم سيدي القاضي هناك ملايين يشهدون بألوهية المسيح
القاضي : شهود من المعاصرين له مش عايزين شهود زور ولا ضالين .
رفعت الجلسة للمداولة
...